وسط حضور مكثف لنجوم السينما المغربية والعربية والدولية، وكذا عدد من الوزراء ومسؤولي المركز السينمائي المغربي، وضمن أجواء من الفرح والأمل والإحتفاء بالمرأة والفن السابع، انطلقت مساء يوم الإثنين 22 شتنبر 2014 بالمركب الثقافي السينمائي هوليود بسلا فعاليات الدورة الثامنة المهرجان الدولي لفيلم المرأة، والمزمع استمراره إلى غاية 27 شتنبر الجاري. اختارت الدورة الثامنة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة أن تحتفي هذا العام ضمن لحظة الإفتتاح بوجهين سينمائين مرموقين، قدمتا كثيرا للفن السابع كل ضمن ظروف عمل صعبة وخصوصيات ثقافية وسينمائية تجعل تلك النساء تقمن بتحديات كبرى ورهات متميزة من أجل الإستمرار والتميز.. المكرمة الأولى بدورة المهرجان، هي الممثلة السينمائية والتلفزيونية المغربية المتألقة زاهية الزهري، التي تحدث عنها نقاد باعتبارها من الفنانات المغربيات التي ارتبط اسمها فنيا بالسينما الأمازيغية مند سنة 2002، وخاصة مع المخرج السينمائي الراحل محمد مرنيش في فيلم "مادنان" و"تيليلا" و"تامازيرت أوفلا"، ومع المخرج عبد الله فركوس ضمن فيلم "حب الرمان" ومع المخرج أحمد بايدو ضمن فيلم "أغرابو".. كما اشتغلت ضمن أعمال تلفزيزنية منها" "إلى الأبد " و "دارت ليام" مع ابراهيم الشكيري و "ولد مو" و "المكروم" لداوود اولاد السيد، و "تيفيناغ" لهشام العسري. وبفضل تألقها في عدد من الأعمال الفنية حظيت بتكريم عدد من التظاهرات والمهرجات الوطنية الفنية. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبرت الفنانة زاهية أنها ممتنة بقوة لوالديها اللذين شجعاها على الإهتمام والإشتغال بالفن رغم دروبه الوعرة، كما اعتبرت لحظة التكريم هي لحظة اعتراف بجميع نساء الفن السابع بالمغرب. بينما جاء التكريم الثاني ضمن افتتاح المهرجان، للفنانة المصرية وفاء عامر، التي تحدثت عنها الإعلامية فاطمة الإفريقي باعتبارها من النساء العربيات المرموقات، اللواتي استطاعن بمجهوداتهن وعملهن تحدي الصعاب.. وأبرزت الإعلامية المسار الطويل والمتألق للفنانة مع كبار المخرجين المصريين سينمائيا وتلفزيا ومسرحيا، من ذلك: "حين ميسرة" لخالد يوسف، و "الولد محروس" لنادر جلال، و "امرأة وخمسة رجال" لإيناس الدغيدي، و"كشف المستور" لعاطف الطيب، و "التحويلة" لآمال بهنسي.. وأعمال تلفزيونية منها "الملك فاروق" و"فارس بلا جواد" بنات زينب" و"ملح الأرض".. وآخرها "ابن الحلال" و"جبل الحلال".. توجت وفاء عامر بنيلها عدة جوائز وتقديرات ضمن عدد من التظاهرات والمهرجانات. وفي كلمة للمكرمة، اعتبرت أن العمل الفني ليس عملا سهلا، وأن بصمة المرأة هي أساسية في جميع الأعمال، لكن وجب على كل فنانة أن تختار الأفضل والأجود حتى تقوي حضورها ومسارها.. وقالت إن المغرب يملك صورة جيدة في مصر والدول العربية على مستوى دعم المرأة والإهتمام بها في جميع المجالات ومنه المجال السينمائي، وليس هذا بغريب على بلد عرفت نسائه بالمقاومات في عهد الإستعمار وبالعلم في عهد الإستقلال وبالريادة قاريا ودوليا وفي عدد من المجالات في الفترة المعاصرة. وفي سياق تثمين حضور السينما المغربية، افتتح الفيلم المغربي "الأوراق الميتة" للمخرج يونس الركاب العروض الرسمية، حيث سيتنافس على إحدى الجوائز الخمس للمهرجان إلى جانب 11 فيلما من أوروبا وإفريقيا وآسيا.. وضمن حفل الإفتتاح، تقدمت لجنة تحكيم الدورة الثامنة للمهرجان المشتملة على وجوه مرموقة في حقول معرفية وفنية مختلفة، منهن: رئيسة لجنة التحكيم الباحثة السوسيولوجية المغربية عائشة بلعربي، وعضوية كل من الممثلة المصرية غادة عادل، والممثلة المغربية السعدية باعدي، إلى جانب كل من المنتجة البوركينافاسوية "سارة بويين"، والمنتجة الفرنسية كارين بلان، والأكاديمية السنمائية البلغارية "دينا يوردانوفا" والمخرجة اليونانية "بيني بانايوتوبولو. وحول الكلفة الإجمالية للمهرجان، صرح أحد المنظمين، أن تنظيم الدورة الثامنة المهرجان الدولي لفيلم المرأة يحتاج إلى 10 ملايين درهم على الأقل، ولكن نظرا للدعم المتواضع الذي يتم تحصيله، فإن الكلفة الإجمالية للدورة لن تتجاوز 5.5 ملايين درهم.