إن أبرز ما تعاني منه السينما المغربية بحسب مختصّين هو نقص الكفاءات في كتابة السيناريو، الذي هو أساس الصناعة السينمائية. ورغم المحاولات المبذولة لتعويض تلك الثغرة، سواء على الصعيد الشخصي من قبل كتّاب وسينمائيين بتطوير مهاراتهم اعتماداً على الأدب المغربي، أو من جانب المؤسسات المعنية التي تقوم بعمل ورشات كتابة وتدريب، الاّ ان موضوع توافر سيناريوهات متنوعة تشمل مختلف العناوين الإبداعية، لا يزال قائماً مشكّلاً عقبة في انتاج السينما المغربية الذي شهد تنامياً لافتاً في السنوات الأخيرة. وقد عقد المركز الثقافي المغربي العام 2012 شراكة مع إتحاد كتّاب المغرب من أجل التغلّب على هذه المشكلة البنيوية، بمشاركة روائيين وكتّاب قصة وسينمائيين، لتأهيل المنجز الإبداعي المغربي سينمائياً. تُنظّم الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة ب «سلا: من (22) أيلول/ سبتمبر 2014 حتى 27 منه، ورشات كتابة سيناريو، يُديرها مختصون مغاربة وأجانب: «تستهدف تمكين المشاركين من اكتساب فكرة واضحة عن كتابة السيناريو، انطلاقاً من القصة، وإلى مختلف مراحل التطور الدرامي للشخصيات، موجهة إلى التلاميذ والطلبة من 15-20 سنة، ومؤلفي قصص لم يتلقوا أي تكوين في كتابة السيناريو» بحسب نشرة «جمعية أبي رقراق» المُنظِمة للمهرجان. التكريمات: يحتفي المهرجان هذا العام بالسينما اللبنانية، وذلك بعرض خمسة أفلام ( 2 روائي طويل، 3 وثائقي طويل) لمخرجات لبنانيات: «كل يوم عيد» ل «ديما الحر» من انتاج (2000)، «طيارة من ورق» ل «رندة شما صباغ» من إنتاج (2003) ،»يوميات شهرزاد» ل «زينة دكاش» من إنتاج (2013)، «أنوثة ساكنة» ل «كورين شاوي» من إنتاج (2013) و «كيالي بلانوم» ل «إليان الراهب» من إنتاج (2014)، كما يُكرّم في الوقت ذاته أربع شخصيات سينمائية؛ المنتجة المغربية «خديجة العلمي» و الممثلة المصرية «وفاء عامر»، والأمازيغية «الزاهية الزهيري» والمخرجة اليابانية «ناومي كواسي». لجنة التحكيم والأفلام المشاركة: تنظر لجنة التحكيم في 12 فيلماً (بعضها إنتاج العام 2014، و2013، من بينها ( 8 لمخرجات)، برئاسة الباحثة الاجتماعية والخبيرة الأممية المغربية «عائشة بلعربي»، وعضوية الممثّلة المغربية «السعدية بعدي» والمصرية «غادة عادل»، والمخرجة والمنتجة من بوركينا فاسو «سارة بويين»، والمنتجة الفرنسية «كارين بلان»، وأستاذة مادة السينما من بلغاريا «دينا يوردانوفا»، والمخرجة اليونانية «بيني بانايوتوبولو». فيلم»الأوراق الميتة» للمغربي «ليونس الركاب»، وفيلم «فتاة المصنع» للمصري محمد خان، وفيلم «شلاط توني» للتونسية كوثر بن هنية، وفيلم «ماطيو» للكولومبية ماريا كمبوا، وفيلم «الجرح» للاسباني فرناندو فرانكو، وفيلم «فتاة أمام بابي» لجولي جونك من «كوريا الجنوبية»، وفيلم «غير آمن» للفرنسي ماريان تارديو، وفيلم «40 يوما من الصمت» لسعودات إسماعيلوفا من»أوزباكستان»، وفيلم «نجوم» لديانا كاي من «السينغال»، «اللاجئ» للارجنتيني لديكو ليرمان،، وفيلم «أنا لك» للنرويجي للإبرام هاك وفيلم «الرجل الصغير» لسودابيه مورتزاي من النمسا. تمنح الدورة الثامنة من المهرجان: الجائزة الكبرى، ولجنة التحكيم، جائزة السيناريو، جائزة أول دور نسائي ورجالي. كما سيعرض في حفل الافتتاح، الفيلم المغربي «الأوراق الميتة» للمخرج ليونس الركاب، في «عرض أول» دولي ووطني حصرياً. سيعزّز المهرجان تقليداَ شائعاً في المهرجانات المغربية بإقامة الندوات الفكرية المتعلقة بموضوع السينما وبتقديم اصدارات سينمائية وعروض خاصة، إضافة إلى ندوة لمناقشة المكرّمين والأفلام المشاركة، وينفرد هنا بتقديم منتدى لصورة المرأة في السينما «من الإدانة الانفعالية إلى التأسيس العقلاني للمناصفة» و منتدى «الفيلم الوثائقي بعيون نسائية».