انطلقت، صباح أمس الاثنين ببروكسل، المحاكمة الأولى لصلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من بين الانتحاريين الذين نفذوا هجمات باريس في 13 نونبر 2015، والتي سيتابع فيها بتهمة الضلوع في تبادل إطلاق نار مع شرطيين بلجيكيين في مارس 2016. وتعود الوقائع، التي سيحاكم عبد السلام بشأنها في جلسات تستمر من الاثنين إلى الجمعة مع توقف يوم الأربعاء، إلى 15 مارس 2016. وفوجئ محققون فرنسيون وبلجيكيون يومها بإطلاق نار خلال عملية دهم روتينية في أحد مخابئ خلية بروكسل في شارع «دريس» في حي «فوريست». وجرح ثلاثة رجال شرطة بينما قتل محمد بالكايد (35 عاما) خلال مواجهتهم الشرطة بالرشاشات لتغطية فرار عبد السلام وشريك آخر له يدعى سفيان عياري (24 عاما) سيحاكم في بروكسل أيضا. وأدى هذا الحادث إلى تسريع عملية البحث عن عبد السلام الذي عثر على آثار لحمضه النووي في الشقة. وخلال مثوله أمام المحكمة رفض صلاح عبد السلام الرد على اسئلة القضاة، مؤكدا أن صمته «لا يجعله مجرما بل هو (طريقة) دفاعه عن نفسه» وسألته القاضية التي ترأس الجلسة ماري فرانس كوتغن «هل انت صلاح عبد السلام المولود في بروكسل في 15 سبتمبر 1989؟» ورد على القاضية «لا اريد الرد على الأسئلة رافضا تلبية طلبها بالوقوف في المداولات الاولى وقال محاميه سفين ماري ان موكله لا يريد ان تلتقط وسائل الاعلام صورا له. من جهة أخرى اعترضت القاضية على طلب جمعية للضحايا انشئت في بلجيكا بعد الهجمات وتحمل اسم «في أوروبا بأن تشارك في الدعوى المدنية . وأرجىء النظر فيها الى نهاية مارس. واستؤنفت الجلسة بعد توقف قصير خلال النقاش. وليست هذه المحاكمة سوى تمهيد لمحاكمته في فرنسا في قضية الاعتداءات التي اودت بحياة 130 شخصا. لكنها تنتظر بترقب شديد لمعرفة ما اذا كان عبد السلام سيخرج عن الصمت الذي التزم به أمام المحققين الفرنسيين. وفرضت اجراءات أمنية مشددة حول وفي قصر العدالة بينما حلقت مروحية فوق المبنى الكبير الذي تحمي مداخلها آليات مصفحة للشرطة. وصلاح عبد السلام من أصل مغربي ويبلغ من العمر 28 عاما وكان يعيش في مولنبيك، الحي الشعبي المختلط في بروكسل، كان ينتمي على ما يبدو الى خلية إرهابية تورطت في ثلاثة ملفات ارهابية كبرى على الاقل. وتقول النيابة الفدرالية البلجيكية ان هذه الملفات المتعلقة باعتداءات باريس في نوفمبر 2015، ثم اعتداءات بروكسل في 22 مارس 2016 والهجوم الذي احبط على قطار بين امسترداموباريس في غشت 2015، «قد تندرج في اطار عملية واحدة» لتنظيم الدولة الاسلامية. وتعود الوقائع التي سيحاكم عبد السلام بشأنها إلى 15 مارس 2016. يومها فوجىء محققون فرنسيون وبلجيكيون بإطلاق نار خلال عملية دهم روتينية في احد مخابئ خلية بروكسل في شارع دريس في حي فوريست. وجرح ثلاثة شرطيين بينما قتل الجهادي الجزائري محمد بالكايد (35 عاما) خلال مواجهته الشرطة بالرشاشات لتغطية فرار عبد السلام وشريك تونسي له يدعى سفيان عياري (24 عاما) سيحاكم في بروكسل ايضا. وأدى هذا الحادث الى تسريع عملية البحث عن عبد السلام الذي عثر على آثار لحمضه النووي في الشقة. واعتقل بعد ثلاثة ايام مع عياري في 18 مارس في مولنبيك خلال عملية توقيف اعتبرها المحققون عاملا حفز اعتداءات 22 مارس 2016 عندما فجر ثلاثة انتحاريين انفسهم في المطار وفي مترو العاصمة البلجيكية. وكانت الجلسة ارجئت في منتصف ديسمبر لإتاحة الوقت لسفين ماري محامي عبد السلام الذي كان قد تم توكيله للتو، للإطلاع على الملف. وكان هذا الحقوقي البلجيكي المعروف ساعد عبد السلام بعد توقيفه لكنه انسحب بعد سبعة اشهر بعدما اقتنع بان موكله لن يتعاون مع القضاء. ويحاكم عبد السلام وعياري بتهمتي «محاولة قتل عدد من الشرطيين» و»حيازة اسلحة محظورة» في «اطار عمل إرهابي ويمكن ان يحكم عليهما بالسجن 40 عاما. من جهة أخرى سيحاكم عبد السلام في فرنسا في قضية اعتداءات 13 نوفمبر 2015. وهذه المحاكمة تكتسي أهمية أكبر وموعدها لم يحدد بعد. اما سفيان عياري فهو مشتبه به ايضا في اطار التحقيق في اعتداءات باريس حيث ظهر بهويات مزيفة. ويطالب القضاء الفرنسي بتسلمه لاتهامه على الارجح. وكان هذا التونسي دخل الى اوروبا في سبتمبر 2015 من جزيرة ليروس اليونانية مع طالبي لجوء قدموا من السواحل التركية. وهو واحد من نحو عشرة إرهابيين نقلهم عبد السلام من اوروبا الوسطى بين غشت وأكتوبر 2015. وقد تولى أمره عبد السلام في أولم (المانيا) في 03 اكتوبر 2015 مع رجلين آخرين احدهما أسامة كريم احد المشتبه بهم الاساسيين في اعتداءات بروكسل. وكان عبد السلام نقل في نهاية /ابريل 2016 إلى سجن فلوري ميروجيس في المنطقة الباريسية حيث وضع في حبس انفرادي وتحت المراقبة الدائمة. وخلال المحاكمة سيودع سجن فاندا-لوفيي في شمال فرنسا ما يسمح بتطبيق شروط الاعتقال نفسها. وسيقطع يوميا 150 كيلومترا الى بروكسل ترافقه بالتناوب قوات خاصة من الدرك الفرنسي والشرطة القضائية الفدرالية البلجيكية. وتأتي هذه المحاكمة في بلجيكا بينما بلغت المحاكمة الاولى المرتبطة باعتداءات باريس في فرنسا، وهي محاكمة جواد بن داوود المتهم بإيواء اثنين من الإرهابيين، مراحلها الاخيرة.