بعد أربعة أيام من الإضراب المفتوح الذي دعا إليه مهنيو النقل الطرقي بجهة الشرق احتجاجا على الزيادات المتتالية في سعر المحروقات وخصوصا الغازوال، عادت الأمور إلى نصابها صباح أمس الجمعة، واستأنف المهنيون العمل وفض الاعتصام الذي كان يخوضه سائقو سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة بشارع محمد الخامس بوجدة. وتقرر ذلك بعد لقاء عقد مساء الخميس بمقر ولاية جهة الشرق مع المهنيين، الذين هددوا بمسيرة في اتجاه الرباط ، وتم الاتفاق على رفع التسعيرة بالنسبة لسيارات الأجرة الصغيرة لتصل إلى 7 دراهم بدل 5 دراهم وتقليص المسافة من 100 متر إلى 80 مترا، وفيما يخص سيارات الأجرة الكبيرة فقد علمت «الاتحاد الاشتراكي» من أحد المهنيين بأن الزيادة في التسعيرة غير واردة حاليا نظرا للمنافسة المتمثلة في حافلات النقل الحضري وحافلات النقل العمومي. وذكر عزيز الداودي، رئيس فدرالية مهنيي سيارات الأجرة بجهة الشرق والكاتب العام لمهنيي النقل الطرقي بوجدة، أنهم اضطروا إلى الرفع من التسعيرة أمام غياب أية إرادة سياسية من أجل تفعيل دعم الغازوال ودعم مهنيي النقل الطرقي، وحمل مسؤولية ذلك للحكومة. وخلف قرار رفع تسعيرة سيارات الأجرة الصغيرة استياء في صفوف سكان مدينة وجدة، الذين كانوا يتوقعون، منذ انطلاق الإضراب يوم الاثنين 29 يناير المنصرم، بأن المواطن هو من سيؤدي الثمن، وتم تداول ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتبر بعض مهنيي النقل المواطن مسؤولا أيضا عن الوضع، لسكوته عن الزيادات المتتالية في المواد الغذائية وفي تسعيرة الماء والكهرباء وضعف الخدمات في القطاعات العمومية وخاصة الصحة والتعليم، وعدم انخراطه في الاحتجاجات المنددة بذلك. هذا، وكانت 40 هيئة نقابية وجمعوية لمهنيي النقل الطرقي بجهة الشرق (سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة وشاحنات نقل الرمال)، قد أصدرت بلاغا يدعو إلى إضراب مفتوح ابتداء من الاثنين 29 يناير، احتجاجا على الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات والتي انعكست بشكل وصف ب»الخطير» على ما تبقى من القوت اليومي لعموم المهنيين «خاصة مع انسداد الآفاق الاجتماعية والاقتصادية بجهة الشرق المتمثلة في ندرة الوحدات الإنتاجية والمرافق السياحية التي من شأنها التخفيف من حدة الكساد والبوار التجاري اللذين تعيش على وقعهما هذه الجهة». وندد ذات البلاغ ب»تنصل الحكومة من كل التزاماتها بخصوص دعم مهنيي قطاع النقل الطرقي بالكازوال»، وحملها مسؤولية الوضع الذي يعيشه السائقون المهنيون بالجهة في ظل الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات.