قررت النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 24 شتنبر 2014 على الساعة 11 صباحا، لقطع الطريق على كل المحاولات اليائسة والبئيسة لتفكيك العمل النقابي وإدخاله في صراعات وهمية، تبعده عن القضايا الأساسية للعاملات والعاملين بالشركة. وسجل المكتب الوطني المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، في اجتماع استثنائي، « ممارسات إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، من سلوكات مخزية تجاه النقابة ومكتبها المحلي ومعها كل العاملات والعاملين بالمؤسسة، كان آخرها انقلابها على الاتفاق المشترك الموقع في 3 يونيو 2014 .» ونددت النقابة الديمقراطية للاعلام السمعي البصري ب«الانقلاب الذي تقوده الإدارة ، واستخدم أسلوب المؤامرة وحياكة الدسائس ونصب المكائد ، للإيقاع بالنقابة ومكتبها المحلي في فخ التمييع والابتذال. هذا التحايل والذي يدخل ضمن السلوك اليومي، اضطر إزاءه أعضاء المكتب المحلي - يقول بلاغ سابق للنقابة توصلت به الاتحاد الاشتراكي - إلى الانسحاب من الجلسة، محملا مسؤولية فشل اللقاء بإصراره على حضور من أسهموا في إجهاض تنفيذ مقتضيات الاتفاق. واستغربت النقابة للبيان الصادر عن مديرية الموارد البشرية، والذي يعتبر سابقة خطيرة في تاريخ العمل النقابي ببلادنا، حيث تطاولت فيه على الفعل النقابي الجاد تجسيدا منها للعقلية الإدارية المتخلفة والمتحجرة التي تحاول أن تجعل من العمل النقابي أداة لخدمة المصالح الضيقة لبعض المسؤولين بإدارة الشركة، عوض التشارك والدفاع وحماية حقوق العاملات والعاملين. على ضوء هذه التطورات ارتأينا اجراء حوار مع عبد الغني جبار الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للاعلام السمعي البصري ما هي الأسباب التي دفعت النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم 24 شتنبر 2014 أمام مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ؟ أولا نشكركم على متابعتكم للأنشطة التي تباشرها النقابة. قررنا الدعوة لوقفة احتاجية يوم الاربعاء 24 شتنبر بعد أن اتضح لنا أن إدرة الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة قد تراجعت عن تنفيذ ماتم الاتفاق بشأنه في البلاغ المشترك الذي وقعناه يوم 3 يونيو الأخير، وهو البلاغ الذي تضمن 6 نقاط همت التسوية الإدارية لمجموعة من العاملين بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، والذي سبق لهم الاشتغال بالتلفزة المغربية قبل تحولها إلى شركة. فهؤلاء وبعد سنوات من العطاء آنذاك لازالوا بدون وضعية إدارية الآن. هناك، أيضا، تفعيل اتفاق وقعه المدير العام الحالي منذ 2008 مع النقابات لتسوية وضعية العاملين الحاصلين على شواهد جامعية بعد توقيعهم لعقد العمل مع الشركة، وهو الاتفاق الذي لازال لم يجد طريقه إلى التنفيذ، مادفعنا إلى إدراجه ضمن الاتفاق. النقطة الأخرى تهم توحيد العقود، لأن هناك حيفا طال العديد من العاملين بعقود يرهن الأجر الذي تتضمنه بميزاج الإدارة . اتفقنا، أيضا، مع الإدارة على ملاءمة الوضعية الإدارية للمنقولين مع كل المكتسبات التي تحققت لفائدة الموظفين. هناك، أيضا، قانون توصيف المهن وإدخال تعديلات على النظام الأساسي للشركة، ووضع معايير محددة للتعيين في مناصب المسؤولية بعد إخضاعها لمبدأ طلب الترشيحات. طبعا، هذا بشكل مقتضب ماوافقت الإدارة على تحقيقه بتواريخ محددة، والتوقيع عاينه المشاهد المغربي يوم 3 يونيو خلال النشرة الرئيسية، بعد ذلك بأيام فوجئنا بأن الإدارة عادت إلى عادتها القديمة، وبدأت من خلال اللجنة التقنية التي عهد لها بتفعيل النقط المتفق عليها، بدأت تماطل في عقد اجتماع اللجنة، وحين عقدها يقوم مدير الشؤون القانونية بالشركة، الذي يرأس اللجنة بإرجاع الحاضرين إلى الحوار مجددا بشأن ما اتفق بشأنه، وقد نبهنا الإدارة إلى ذلك من خلال بلاغ منتصف شهر يوليوز، ولم تتفاعل الإدارة مع ماتضمنه البلاغ. وبعد التأكد من عدم جدية الإدارة في تنفيذ الاتفاق، أعلنا من خلال بلاغ آخر عن انسحابنا رسميا من اللجنة ودعونا بعدها إلى تنفيذ الوقفة التي علقناها بالتزامن مع توقيع الاتفاق. وقعتم بيانا مشتركا سابقا مع الإدارة في بيان 3 يونيو 2004 ، ماذا جرى حتى تخلت الادارة عن التزاماتها السابقة ؟ بعد إعلان الوقفة تحركت الإدارة وأجرت عدة اتصالات بالكاتب العام للنقابة الأخ محمد العباسي من أجل تدارك التأخير، وعلى إثر تلك الاتصالات، راسلنا المدير العام للشركة السيد محمد عياد من أجل عقد جلسة حوار يوم الثلاثاء الماضي على الساعة الثالثة والنصف. طبعا في البداية تحفظ بعض أعضاء المكتب على تلبية الدعوة، لكن النقاش بشأنها انتهى إلى قبولها، خصوصا وأننا دعاة حوار . أبلغنا الإدارة بقبول الدعوة مع اشتراط عدم حضور رئيس اللجنة التقنية الذي ، في رأينا، كان سببا في إفشال تنفيذ الاتفاق، كما أشرت إلى ذلك سابقا. لكننا فوجئنا حين حضورنا إلى مكتب المدير العام بتشبثه بحضور السيد السالف الذكر، بل أصر على حضوره حينها اتضح لنا كمكتب أن المدير العام لم يكن جادا في بحثه عن حل لتدارك التماطل في تفعيل وتنفيذ الاتفاق المشترك، مااضطرنا إلى الانسحاب، وهو الانسحاب الذي أدخل المدير العام في حالة من النرفزة وهددنا بإصدار بيان، وهو ماحصل بالفعل كسابقة في تاريخ المؤسسة. البيان اتهمنا بعدم الجدية، وبأننا لم نكن في مستوى اللقاء.. البيان، للتذكير، لم يحمل أي توقيع ومذيل بمديرية الموارد البشرية. طبعا، بعد هذا كان لزاما علينا كنقابة مسؤولة الرد، وهو ماكان من المجلس الوطني ببلاغ توصلتم به في الجريدة، بلاغ يوضح من المسؤول المباشر عن عرقلة إصلاح أوضاع العاملين، وعن جو الاحتقان الذي تعيشه الشركة منذ سنوات، بل إن العرقلة مست حتى مستحقات متعاملين خارجيين مع الشركة. ونحن نرى أن الكرة في ملعب رئاسة الشركة لتدارك الأمر وتصحيح الوضع الشاذ الذي دام لسنوات. ما هي المشاكل التي يعاني منها الصحفيون والإداريون داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ؟ كيف هي الأوضاع داخل باقي المؤسسات الإعلامية الخارجية؟ وماهي المشاكل التي تعاني منها ؟ بالنسبة لمشاكل العاملين بالشركة فهي متعددة وتمس كل فئات العاملين سواء بالمركز أو بالإذاعات الجهوية من وجدة إلى طنجة إلى الداخلة. الكل يعاني من الإحباط من انعدام فضاء مريح للعمل والعطاء، ومن التهميش، و من ندرة وسائل العمل، و من قلة العاملين.. مايؤدي إلى تراكم العمل على من تبقى بالشركة من تفاوت صارخ في الأجور والتعويضات. إلى كل هذا ينضاف انسداد الأفق المهني، حيث أن الصحفيين، مثلا، ينعدم أمامهم أي أفق لتطوير مهاراتهم والترقي مهنيا، فهم محرومون من إعداد برامج أو تقديمها لكون الشركة لاتؤمن إلا بالوافدين من خارج الدار وبالموصى بهم، فهؤلاء إن تعاقدوا مع الشركة يمكنهم الترقي مهنيا بسرعة البرق، بل يمكنهم أن يتقاضوا أجورهم بدون أداء، أي خدمة للشركة، بل منهم من يوجد خارج المغرب. المنتجون الداخليون يعيشون حالة تهميش دفعت بالعديد منهم إلى المغادرة الطوعية، ومن بقي منهم منحوا لمدة شهر أو يزيد إمكانية إعداد برنامج بدون أن يكون له مابعده. والغريب في الأمر أن الشركة بكل قنواتها توقفت عن الإنتاج منذ شهر رمضان، الذي كانت نسبة المشاهدة فيه كارثية، ورغم ذلك لم تحرك الإدارة ساكنا. هذا ملخص لبعض مشاكل العاملين بالشركة، وهي نقط من كومة من المشاكل التي تتكدس بتجاهل الإدارة لها وبغياب إرادة حقيقية لدى الإدارة لمعالجتها. كلمة أخيرة ؟ أوجه الدعوة من خلال هذا المنبر الإعلامي الجاد إلى كل الغيورين على مستقبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للمشاركة بكثافة في الوقفة الاحتجاحية ليوم الاربعاء 24 شتنبر الجاري ابتداء من الساعة 11 صباحا أمام المقر الرئيسي للشركة من أجل دعم نضال العاملين للتخلص من الحكرة. شكرا مرة أخرى.