أمن أسود الأطلس، مساء الأربعاء، عبورهم إلى ربع نهاية كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، التي تتواصل فعالياتها بالمغرب إلى غاية الرابع من الشهر المقبل. وجاء تأهل النخبة الوطنية بعد تحقيقها فوزا ثانيا في مباراتها الثانية على المنتخب الغيني بثلاثة أهداف لواحد، بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، ضمن مباريات المجموعة الأولى. ومن شأن هذا الانتصار أن يفتح باب اللقب في وجه المنتخب الوطني، الذي أظهر قوة وإصرارا كبيرين على إهداء الكرة المغربية لقبا جديدا. وكان وراء ثلاثية أسود الأطلس أيوب الكعبي في الدقائق 27 و64 و67، فيما وقع هدف المنتخب الغيني سايدوبا بيسيري كامارا في الدقيقة 28. ووجد المنتخب المغربي خلال الجولة الأولى صعوبة كبيرة في فرض أسلوب لعبه أمام المنتخب الغيني، الذي بدا غير متأثر بهزيمته في مباراته الأولى أمام المنتخب السوداني، فكان الشوط الأول متكافئا في كل شيء. وأمام تركيز لاعبي وسط ميدان ودفاع المنتخب الغيني، فضل لاعبو المنتخب الوطني عدم المغامرة، وحافظوا على تركيزهم قدر الإمكان، مع انتظار الفرصة المواتية لشن الهجوم على مرمى الغينيين، بواسطة ثلاثي خط الأمام، وفي مقدمته قلب الهجوم أيوب الكعبي، الذي لم يكن موفقا في الربع ساعة الأولى. وقام المنتخب الغيني، بدوره، بمناورات هجومية، كانت تزعج في بعض الأحيان الدفاع المغربي، الذي بدا عليه نوع من الارتباك، ولعل غياب جواد الياميق كان له أثره على الأداء الدفاعي. وانتظر المنتخب الوطني حتى الدقيقة 27 لهز الشباك الغينية، بواسطة الهداف أيوب الكعبي، الذي استغل تمريرة وليد الكرتي، الذي عوض عبد الإله الحافيظي، بعدما فرضت عليه الإصابة ترك الملعب مبكرا. ولم تدم فرحة العناصر الوطنية طويلا، حيث استقبلت شباك الحارس أنس الزنيتي هدف التعادل، بعد دقيقة واحدة على تسجيل هدف الكعبي، إذ تمكن سايدوبا بيسيري كامارا من تعديل الكفة بطريقة مثالية، إثر تبادل كروي مع سيكو أمادو، ليجد نفسه أمام المرمى المغربي، فأودع الكرة الشباك. ولم تتأثر معنويات العناصر الوطنية بهذا الهدف، حيث واصلت بحثها عن هدف التفوق في أكثر من مناسبة، وأتيحت للعميد بدر بانون فرصة التهديف، لكن كرته الرأسية أخطأت المرمى، لينتهي الشوط الأول من هذا اللقاء على إيقاع التعادل بهدف لمثله. ومع انطلاقة الشوط الثاني، رفعت العناصر الوطنية الإيقاع، وبادرت إلى الضغط على المرمى الغيني، مكررة سيناريو المباراة الأولى أمام موريتانيا، حيث عمد المدرب جمال السلامي إلى شحن لاعبيه ودفعهم إلى استغلال أخطاء لاعبي غينيا، الأمر الذي أثمر هدفا ثانيا بواسطة أيوب الكعبي، بعدما استغل تمريرة خاطئة في العمق الدفاعي، في الدقيقة 64. وكان لهذا الهدف مفعول إيجابي على نفسيات اللاعبين، حيث قل هامش الخطأ، وارتفع نسق اللعب، خاصة أثناء العمليات الخاطفة، التي كانت تتسم بالخطورة، والتي أثمرت إحداها هدفا ثالثا بواسطة أيوب الكعبي، رجل المباراة، بعد حملة منسقة، انتهت خلالها الكرة إلى إسماعيل الحداد، الذي مرر بشكل مثالي نحو الكعبي، سجل أكمل ثلاثيته، وأمن بالتالي تأهل النخبة الوطنية إلى دور الربع، في انتظار فض الشراكة مساء الأحد مع صقور الجديان، الذين عبروا بدورهم إلى دور الثمانية على حساب منتخب موريتانيا. وبعد الهدف الثالث، نزع لاعبو المنتخب الوطني نحو اللاعب الاستعراضي، والأداء الفرجوي، عبر تبادل الكرات القصيرة، التي نالت استحسان الجماهير الغفيرة التي حجت إلى مركب محمد الخامس. وبهذه النتيجة، حافظ المنتخب الوطني على رتبته الأولى، بست نقط، وبفارق الأهداف عن منتخب السودان، فيما يأتي منتخب غينيا في المركز الثالث متقدما بفارق الأهداف على موريتينا، وكلاهما من دون رصيد.