هو الذي اعتقل المعتمد بن عباد ونفاه إلى أغمات بأمر من يوسف بن تاشفين، كان ذلك في فيلم «ملوك الطوائف»، حيث لعب الفنان الشاب عبد النبي البنيوي دور القائد المرابطي "السير بن أبي بكر" الذي قاد الجيوش التي قضت على ملوك الطوائف في الأندلس، وحارب خلالها المعتمد بن عباد أمير إشبيلية والمتوكل بن الأفطس أمير بطليوس، وتولَّى بعد سقوطهم حكم إشبيلية حتى وفاته. كانت تلك أولى التجارب التي قادت الفنان بنيوي إلى عالم الاحتراف وأول إطلالة تلفزية من الشرق عبر فيلم «ملوك الطوائف». كان العرض مفاجئ ل"النيوي" الذي تخرج منذ أسبوع من المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، حيث سيتلقى مكالمة من شخص يتحدث باللهجة السورية يعرض عليه المشاركة في تصوير فيلم تاريخي، عن ذلك يقول بنيوي: "أنا عانيت من البطالة مدة أسبوع فقط، جاء الأمر كنكتة فقد جاءني اتصال مفاجئ، واعتقدت أنه أحد أصدقائي يمزح معي ويتحدث بالسورية"، سأله المتحدث بضعة أسئلة فيما خريج المعهد العالي للمسرح كان يسايره معتقدا أنه مجرد مقلب، ويضيف "لدرجة أنني حددت موعدا مع الرجل في مراكش في اليوم الموالي ولم أذهب معتقدا أنه أحد الأصدقاء يقلد الصوت، وقبل الموعد ببضع ساعات سيتصل الرجل مرة أخرى ويستفسر أين وصلت فاضطررت لاختراع قصة واعتذرت له على أساس أني سألحق به في اليوم الموالي وكذلك كان"، وأضاف "صراحة منحني ثقته وأعطاني دورا جميلا أعجبني وصورنا في المغرب وسوريا، والدور كان شخصية "سير بن أبي بكر" وهو اليد اليمنى ليوسف بن تاشفين الذي اعتقل المعتمد بن عباد". كانت تلك التجربة شحنة إيجابية للفنان الصاعد آنذاك في اتجاه التألق، حيث أكد أن التجربة لاقته مع العديد من الفنانين وكون من خلالها علاقات جيدة وتعرف على عدة تجارب فنية في الشرق، وقال: "اكتشفت بأن لي لغة عربية جيدة بعيدة عن اللكنة، لأن اللكنة بالنسبة للمغاربة مشكل كبير". ومنذ تخرج عبد النبي بنيوي من المعهد العالي للتنشيط الثقافي سنة 2005، اشتغل في العديد من الأعمال المغربية والأجنبية سواء على مستوى التلفزيون أو على مستوى المسرح، وقبل التحاقه بالمعهد مارس العديد من الألوان الفنية، حيث قال: "مارست كل شيء السكيتشات، غنيت الأمداح، غنيت في الأفراح حكيت النكتة كثيرا، قلدت الأصوات، هذا منذ الطفولة"، إلى أن اكتشف أن الأمر ليس مجرد هواية ولا بد من الاحتراف، بحث عن فرق مسرحية في الدارالبيضاء ولعب في المسرح الجامعي، وشارك في الأنشطة الكشفية بدار الشباب، وفي الأخير قرر أن يبحث عن تكوين أكاديمي فاتجه إلى المعهد العالي. لم ينس عبد النبي بنيوي فضل الدكتور بدري فريد حسون العراقي الذي كان يدرس بالمعهد لسنوات، وهي السنوات التي أنتجت ممثلين متمكنين من نطق اللغة العربية حسب الممثل الشاب. بعد انطلاقة ملوك الطوائف شارك البنوي في أفلام تلفزيونية ك«طرائف الأصدقاء»، «الكراب» مع علي مجبود، وخلال 2007 يقول أنه عاد إلى المسرح، "الميدان الذي أعرفه جيدا" كما قال، ليعود في 2009 إلى الشاشة الكبيرة في فيلم «المغضوب عليهم» لمحسن الصري، ثم كان يا مكان مع سعيد سي الناصري، "ومجموعة الأعمال المسرحية التي كانت سواء تدخل في إطار الإنتاج الخاص بمسرح محمد الخامس، أو الأعمال التي تكون مدعومة من وزارة الثقافة". بالنسبة لفناننا ليس هناك عمل أفضل من الآخر، "ليس لأن كل الأعمال ناجحة لكن في كل عمل هناك أشياء جيدة"، وبالنسبة للمشاكل قال: "مازالت هناك مشاكل في النصوص". كما اعتبر أن العمل على مستوى التلفزيون ما زال يمثل تحديا بالنسبة لأي فنان، كما أنه يؤاخذ كثيرا على الأعمال التي تقدم على مستوى التلفزيون، ويعتبر أن السيناريو يكون ضعيفا، مما يجعل الممثل يبدل جهدا إضافيا من أجل تحسين الوضعيات عوض الإبداع. وبالنسبة للمشاريع القادمة يقول: "انتهينا للتو من تصوير من سلسلة "الخاوة"، والآن لدي جولة لمسرحيتين، "العساس" مع فرقة "إسيل" و "أوسوفون" مع فرقة اللواء من الدارالبيضاء، ستكون لدينا جولة بين أكتوبر ونونبر بين فرنسا ولندن، وهناك مشاريع أخرى في الطريق في المجال السينمائي، ولدي مشروع خاص بدأت فيه الآن وهو التحضير لل"وان مان شو" الخاص بي"، وهو العمل الذي قال إنه لن يأتي فيه بجديد أكثر مما سيحاول أن يبحث فيه عن ذاته ويضيف: "أقدم منتوجا مغربيا مائة بالمائة، لكن التحدي هو هل سيشاهده غير المغربي ويفهمني" في حديثه عن وضعية المسرح المغربي يرى البنيوي أن الفنان المسرحي في المغرب يجب أن يجتهد أكثر، للدفع بالجودة إلى الأمام، ويرى أنه لا بد من تحقيق العودة للجمهور إلى قاعة المسرح، وهو تحدي كبير حسب الفنان الشاب، لأن المنافسة كبيرة جدا والتي تتمثل في "الصحن الهوائي" الذي يأتي بعشرات القنوات. وعوض الاستجابة لمقولة ما يريده الجمهور يقول البنيوي: "أنا مع تصحيح الذوق الفني للجمهور مع تربية الجمهور على فن هادف". يرى سعيد سي الناصري المخرج الذي اشتغل معه البنوي في فيلم كان يا مكان أنه واحد من أفضل الممثلين في جيله، وأضاف قائلا "لو كنت اعرفه قبل "كان يا مكان" كنت سأعطيه دور أكبر من الدور الذي لعبه في هذا الفيلم"، وهكذا أكد سي الناصري أن البنيوي حاضر في فيلمه القادم في دور أكثر أهمية يليق بموهبته التي أظهرها في العمل الأول معه.