يوم فاتح شانبر الجاري حلت ذكرى ميلاد الشاعر بليز ساندرار، الذي ازداد في فاتح شتنبر 1887 في «شو-دي- فوند» بسويسرا. وتوفي بباريس يوم 21 يناير 1961. في بداية حياته الأدبية كتب، لمدة قصيرة، بثلاثة أسماء مستعارة: فريدي سوزاي، «جاك لي» و «ديوجين». غادر سويسرا في السابعة عشرة من عمره ليقيم في روسيا. وفي 1911 أقام بنيويورك. في باريس نشر تحت اسم بليز ساندرار، الذي يحيل، ولو عبر تحريف بسيط، إلى الجمر والرماد، والذي أيضا يولّد دوائر دلالية أسطورية لطائر الفينيق المنبعث من رماده. شارك كجندي متطوع في الحرب، في صفوف الجيش الفرنسي، في الحرب العالمية الأولى. يوم 28 شتنبر بترت يده بعد إصابة خطيرة. وعن هذه التجربة كتب « اليد المبتورة» و»شاعر اليد اليسرى». عاش هذا الشاعر العظيم تجربة غنية من السفر والترحال الدائمين ضمنها مجموعتيه «في قلب العالم» ،»من العالم أجمع» و «اكتشاف البرازيل». «كتلة شعرية لامعة مهداة إلى أرخبيل الأرق.». هكذا وصف «هنري ميلر»، في روايته «مدار الجدي»، حياة وأثر بليز ساندرار. وفعلا إن حياة وأعمال هذا الشاعر مرتبطتان أشد ما يكون الارتباط. وقد قام بإبراز هذا الارتباط واحد من أكبر دارسي ساندرار، هو الناقد الفرنسي «لويس بارو» الذي قدم دراسة رائدة بالاعتماد على شعره ورواياته ويومياته التي هي في المجمل تعبيرا عن مضمون روحي، وفي نفس الوقت تأسيسا لجنس أدبي جديد. إن تاريخ هذه الأعمال الأدبية هو في نفس الآن تاريخا لحياة متعددة الأشكال، حياة عبارة عن حركة عنيفة وفوضوية في المظهر فقط، لهذا الشاعر الذي يتعاظم حجمه كلما توارى مع الزمن. أما تاريخ حياته فهو ماثل في كل تلك الأعمال.لكنها لا تقدم نفسها في شكل تلك الاعترافات التي تسمح لبعض الكتاب بتقديم الكثير من العواطف الخاصة بمسارهم. بليز ساندرار شاعر نادر، مر كالشهاب السريع وترك ضوء منيرا خالدا.