يرقد الآن بمستشفى محمد الخامس السيد عبد الله النجاري ، مستغل سيارة الأجرة الصغيرة رقم 465 متأثرا بجراحه الناتجة عن تسديد ضربة غائرة بالسلاح الأبيض ، من طرف ابن صاحبة رخصة السيارة المذكورة (ح .م). ويتعلق الأمر بنزاع، بسبب الفساد المستشري في قطاع الطاكسيات ، الذي يحميه القسم الاقتصادي التابع لولاية مكناس .. وليست متعلقة بجريمة اعتداء يهدف من ورائه المعتدي الى السرقة ، كما تم الترويج لذلك من طرف بعض المغالطين للرأي العام .. فالمعتدى عليه كان يستغل سيارة الأجرة الصغيرة ذات الرقم المذكور أعلاه ، والتي اكتراها بموجب وكالة من أم المعتدي .. حيث استغل بعض بنود هذه الوكالة وفوت رخصة الاستغلال لأحد السماسرة ( ع . ب) ، الذين تروج أسماؤهم في كل ملفات الفساد التي يعرفها القطاع ، المطروحة على القضاء. وحسب مصادر متطابقة من القطاع ، فإن ابن صاحبة رخصة السيارة ، كان دائم النزاع مع المعتدى عليه ، مطالبا في كل مرة بإرجاع حق أمه في التصرف في الرخصة التي تمتلكها .. وبعد ما لم تجد تلك المحاولات ، وفي لحظة غضب واحتقان كان الاعتداء . ونحن في جريدة الاتحاد الاشتراكي ، ومن خلال قربنا من موضوع الطاكسيات الذي تعرضنا لما ينخره من تسيب وفوضى وفساد ، نعتبر بأن كلا من المعتدي والمعتدى عليه، ضحية لتعمد إلغاء القسم الاقتصادي والاجتماعي بولاية مكناس ، للقوانين الجاري بها العمل، في عملية تفويت استغلال سيارة الأجرة ، كالمذكرة التنظيمية لوزير الداخلية والعقد النموذجي . عندما يقود رد الفعل الى قتل الإبن
ظل الضحية لسنوات طويلة يعتبر من بين شباب القرية الذي نذر حياته للمجون وتعاطي كل أنواع المخدرات رغم عضلاته المفتولة وبنيته الجسمانية القوية التي كانت تقوده دائما ليكون أول من يقع عليه الاختيار للعمل في الحقول المجاورة. ورغم أنه كان ما يحصل عليه نهارا يبيده ليلا، فإنه كان يفكر أحيانا في قطع هذه العادة السيئة التي لاتجر عليه سوى الويلات. وقبل متم السبعينات قرر وقف كل صلة برفاق السوء واستكمال دينه بالزواج من إحدى شابات الدوار البسيطات، حيث ظل يشتغل في الحقول قبل أن يشتري جزء بسيطا من الأرض أقام عليه بناء فيما يشبه المنزل و يستغل الجزء المتبقى في فلاحة معاشية تقيه شر الزمان ورغم بساطة الأرض وعقمها أحيانا فقد كان إيمانه قويا بعطائها المحدود. فازدان فراشه بالابن البكر فكانت فرحته لاتتصور وبعد سنين كان المولود الثاني. وبدأت آمال المتهم تكبر لامتلاك أرض فلاحية ومنزل كبير وهو ما حصل عليه كانت زوجته هي الأخرى مكافحة، مجاهدة تساعده في كل شيء رغم التزامها بتربية الطفلين. وماهي إلا سنوات قليلة حتى زينت حياته بفتاة كمولودة ثالثة. وكان الرابع خاتمة مسيرة الأبناء وآخر العنقود. وقبل أن يبلغ أكبرهم العشرين سنة أصيبت زوجته بمرض عضال أقعدها الفراش وظلت تنتظر رحمة السماء لانقاذها منه دون جدوى. وبعد إصابتها بسنتين أسلمت الروح لباريها، وجد المتهم نفسه في مشكلة عويضة لم يضرب لها أي حساب، إلا أنه وبعد أن ضرب أخماس في أسداس قرر أن يتولى بنفسه تربية الأبناء رغم أن الحمل ثقيل وشجعه على ذلك استعداد أفراد من أسرته وعشيرته على مساعدته في هذه العملية ولمدة عشرين سنة بعد وفاة زوجته كان الابن البكر قد تزوج وغادر منزل الأسرة إلى منزله فيما اختار الثاني بعد إذن والده الاستقرار بالقرب من منزل العائلة بعد أن بنى منزلا واستكمل هو الآخر دينه بالزواج من إحدى فتيات الدوار بعد وفاة زوجته أشرف على تربية الأبناء وتزويجهم قبل أن يتزوج هو الآخر بشابة يكبرها بأربعة عقود جمال الأنثى لم يتركها تتجاوز سن السادسة عشرة حيث تزوجت هي الأخرى وغادرت القرية في اتجاه المركز. فلم يبق سوى الأب والابن الذي بدأ يصاب بين الفينة والأخرى بنوبات نفسية وعصبية تطلبت من الأب نقله إلى عدد كبير من عيادات الطب العقلي والنفسي. و كان يسهر شخصيا على أن يتناول الأدوية إلا أنه ورغم ذلك كان يثير الفوضى وسط الدوار والمركز. وبعد أن اشتعل الشيب في رأس بدأ في البحث عن من تعتني به وتمنحه صدرا يستمع إلى آهاته. وبعد أن اقنع نفسه بالفكرة انصب تفكيره على ابنة الجيران التي لم تتخط بعد عقدها الثاني. ورغم فارق السن الذي يبلغ الأربعة عقود على أقل تقدير وافقت على هذا الزواج كما وافق الأب، وهو ما أثار فضول قاطنة الدوار حتى أن هذا المشروع أصبح محمولا على كافة الألسن وهو ما جعل الإبن يتأثر بكلام الناس. تزوج الأب رغم بعض الاعتراضات السرية والعلنية ومر الأسبوع الأول والثاني وكان المتهم لايزداد إلا تعلقا بحبيبة القلب، إلا أن الإبن لم يكن راضيا عليه بينما كان الأب مرحا كالطفل بل ازدادت فرحته عندما علم أن زوجته حبلى وهو ما زاد الإبن تعاسة خاصة وأنه أصبح عرضة للإهمال وأنه إن لم تكن زوجة أخيه التي كانت تحسن به وتمنحه الطعام سواء في حضرة أو غياب أخيه لكان قد بدأ يتعاطى للتسول، وهو ما دفعه إلى اعلان تمرد ضد والده انطلاقا باستفزازه وانتهاء بالتحرش بزوجته ظل على هذا الحال عدة أسابيع قبل أن يقرر ذات مساء الاعلان رسميا عن دخول حرب مجهولة العواقب. فبعد أن تناول وجبة العشاء بمنزل شقيقه حل بالبيت فظن والده أنه جاء للمبيت بغرفته وفي الوقت الذي كان الوالد في عز حميميته مع زوجته سمع همهمات قرب الغرفة فطلب من ابنه الابتعاد إلا أن طلبه لم يزد هذا الأخير إلا تعنتا فبدأ يطلق كلاما غير مفهوم، ظن الأب أن ذلك مجرد نوبة مرضية إلا أن استفزاز الابن استمر فبدأ ينقر الباب بواسطة عصا، ليجد الأب نفسه في موقف حرج?ارتدى ملابسه وفتح باب الغرفة التي كانت مغلقة بالمزلاج ففوجئ بابنه متكئا على الباب يسترق السمع وهو ما اعتبره الأب انتهاكا للحرمات واعتداء على حياته الشخصية، قبل أن يفاجأ بالابن يوجه له الضربات تلو الأخرى بواسطة حجر أصابته واحدة في ذراعه وأخرى في صدره مما زاده احتقانا وقرر وضع حد لهذه الحرب المعلنة من طرف الإبن عليه ودون تردد حمل العصا التي كان ينقر بها على الباب وهوى بها على أم رأسه حيث سقط مغمى عليه. وقبل أن يسترجع أنفاسه وجه له عدة ضربات على مستوى ركبته إلى أن أصيبت بعدة كسور وخوفا من استيقاظه ورد فعله الذي لن يكون هذه المرة إلا بالاعتداء حمل الأب معولا كان بفناء المنزل ووجه له العديد من الضربات على مستويات عدة إذ لم يتركه إلا وهو جثة هامدة تسبح وسط بركة الدماء كانت الزوجة مشدوهة لما يحدث إلا أن نظرات الزوج كانت توحي لها أنه ارتكب فعلا خطيرا يستوجب انقاذ ما يمكن انقاذه. هرولت بسرعة تجاه بيت ربيبها وبعد عدة طرقات استجاب الإبن الثاني الذي كان يغط في نوم عميق ظانا أن مكروها ما حدث لوالده? وبعد أن استرجعت أنفاسها أخبرته بما حدث هرول اتجاه المنزل، حيث وجد والده جالسا قرب شقيقه وهو جثة هامدة? جس نبضه دون جدوى، وبمساعدة والده حمل هذا الأخير فوق حصير من فناء البيت إلى غرفة مهملة حيث تم وضعه قبل أن يستشير جارهم الذي وجههم إلى إخبار رجال الدرك انتظر الاثنان حلول الصباح، حيث انتقل الإبن ووالده إلى مركز الدرك لإخبارهم بما حدث. سجل الدركي المداوم المعطيات قبل أن تنتقل سيارتا المركز ونقل الأموات وسط المنعرجات والطرق الضيقة لإجراء المعاينات لم يجد المحققون أدنى صعوبة في فك خيوط هذه الجريمة، فقد اعترف الأب بها مؤكدا أن ما قام به كان رد فعل على تصرفات ابن قلل عليه الحياء فأدانته المحكمة بعشر سنوات (10) حبسا نافذا