يبدو أن القمة الرابعة للفيدرالية العالمية للمدن السياحية، المزمع تنظيمها قريبا بالحاضرة الإدريسية، مهددة بالفشل بسبب الفوضى التي تجتاح جل شوارع المدينة، بعدما هاجم الباعة المتجولون الحاضرة الإدريسية وأحكموا سيطرتهم المطلقة على الأماكن الحساسة وعلى شوارعها وساحاتها الرئيسية، حيث أطنان من السلع المغربية والمستوردة وكل ما له علاقة بالتبضع مطروحة في مختلف الممرات والشوارع المعبدة، وفي مساحات كبيرة من الملك العمومي المحتل تلزم الراجلين بالخضوع إلى المشي وسط الطريق رغم المخاطر، نتيجة الازدحام المفرط وسط فوضى عارمة وأجواء مشحونة مما يؤثر بشكل كبير على ساكنة المدينة وزوارها، وحتى فضاءاتها الخضراء ومساجدها التي أصبحت أبوابها ومداخلها محاصرة وباتت تعيش على إيقاعات مختلفة بانتشار الكبير لباعة الفواكه والخضر والملابس المستعملة ومستحضرات التجميل والجنس مجهولة المصدر، في تشويه كبير لجمالية المدينة التي أراد أصحابها مشكورين، النهوض بها سياحيا باعتبار مدينة فاس أقدم حاضرة وأعرق مجال تاريخي ثقافي بالمملكة، تمتلك من الإمكانيات ما يجعلها مؤهلة لكي تكون من بين الوجهات السياحية الثقافية الأولى في المغرب، حيث تسلم الوفد المغربي خلال مشاركته في القمة الثالثة لفعاليات الفدرالية العالمية للمدن السياحية مشعل احتضان المملكة المغربية فعاليات القمة الرابعة لهذه المنظمة العالمية رغم المنافسة القوية لأكثر من دولة عظمى، إذ استطاع الوفدان الفاسي والرباطي من خلال عرضهما المعزز بعرض عبد الرفيع زويتن المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، إقناع أعضاء المجلس الفيدرالي الذي صوت لصالح المغرب لفائدة المدينة 100 وال ومدينة الورود، على أساس أنه بلد صاعد ويمثل افريقيا، بالإضافة الى أنه عرف إصلاحات سياسية واقتصادية جعلته يحظى بثقة المنتظم الدولي، ومن جهة أخرى لما تزخر به المدينتان المحتضنتان للقمة الرابعة من رأسمال ثقافي وحضاري ومعماري. هذا، ويشكل القطاع السياحي اليوم أحد القطاعات الاستراتيجية على المستوى العالمي، إذ تشير آخر الإحصائيات إلى أنه يمثل 12 في المائة من الإنتاج الداخلي العالمي، وتزداد أهميته أكثر في المستقبل بالنظر لتنامي الطلب وتنوعه، وتطور القاعدة الاجتماعية المقبلة على المنتوج السياحي بفعل توسع الطبقات الوسطى، خاصة في الأقطار الأسيوية وأمريكا اللاتينية الصاعدة وفي دول شرق أوروبا، ناهيك عن الأقطار العربية المعروفة تقليديا بحجم إقبال مواطنيها على مختلف المنتوجات والأنشطة السياحية. وحتى تستعيد السياحة عافيتها وتتمكن من تحقيق الأهداف المتوخاة، وفي مقدمتها استقطاب وجلب 20 مليون سائح بحلول العام 2020 وفق الرؤية التي يحملها المخطط الوطني للسياحة، وأمام هذه المعطيات ولإنجاح هذه المحطة الهامة سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي، فالجميع مدعو إلى تصحيح الوضع والانخراط الفعلي لتطهير الشارع من هذا النوع من الفوضى، لا سيما وأن المدينة عرفت مؤخرا ضخ دماء جديدة في شرايين جسم السلطات المحلية التي عبرت عن رغبتها في الإصلاح بمجرد تعيينها، تماشيا مع التوجهات الملكية السامية. فلقد بات ملحا تخليص المدينة من التزايد الملحوظ في احتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين، والذي خلف استياء عارما من طرف ساكنة المدينة والتجار في شخص الكاتب العام الجهوي لنقابة التجار المهنيين بالجهة حسن بودرقة، الذي دعا أكثر من مرة إلى إيجاد حل جذري وتحرير بعض الأماكن العمومية، مثل وسط المدينة ومحطة الحافلات عوينات الحجاج والشارع المؤدي إلى حي المرابطين وحي القدس وشارع الكرامة مونفلوري والسعادة وبندباب ...الخ بسبب الوضع الذي آلت إليه هذه الشوارع التي أغلقت بعضها في وجه السيارات والمارة، حيث الأمر أصبح عاديا ومألوفا رغم العديد من الشكايات التي تطالب بإيجاد حلول لهذا التسيب. فهل بسياسة الفوضى والسيبة التي تعم كافة المدن المغربية تريد الحكومة المغربية النهوض بمسلسل الإصلاح والتنمية؟ وهل بمظاهر الفوضى تعول الدولة المغربية على إنعاش الحركة السياحية وجلب الاستثمارات الأجنبية؟ وهل بنشر الأسواق العشوائية تريد توفير فرص الشغل والقضاء على معضلة البطالة؟ ..... وعلى هامش الإعداد لاحتضان القمة الرابعة للفدرالية العالمية للمدن السياحية بكل من فاس والرباط، عقد الدكتور علال العمراوي، نائب عمدة فاس ندوة صحفية بالمقر الجديد للجماعة الحضرية بفاس، صباح يوم الأربعاء الماضي لتسليط الضوء على مشاركة الوفد المغربي، والأدوار التي لعبها من أجل انتزاع ثقة أغلبية مؤتمري القمة الثالثة التي احتضتنها العاصمة الصينية بكين يومي 04 و05 شتنبر 2014. وتجدر الإشارة الى أن الفدرالية العالمية للمدن السياحية تأسست بالعاصمة الصينية بكين سنة 2012، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تعزيز السياحة في جميع أنحاء العالم، ممثلة ب 88 مدينة تعتبر من كبريات المدن السياحية عبر العالم، وكذا بعدة مؤسسات لها ارتباط وطيد بالقطاع السياحي من قبيل كبريات شركات الطيران، وشركات فندقية مصنفة عالميا، بالإضافة إلى وكالات الأسفار العالمية .