بعد الوداد في كرة القدم وتتويجه بطلا لعصبة أبطال إفريقيا، ها هو فريق جمعية سلا لكرة السلة يصر على أن يمنح الرياضة المغربية لقبا إفريقيا كبيرا وهو يتوج بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة. انتظرنا، وانتظرت أسرة رياضة المثقفين منذ سنة 1998، حين حلق بنا فريق المغرب الفاسي في تلك السنة نحو سماء كرة السلة الإفريقية ليتوج بطلا لإفريقيا، انتظرنا ليصبح الفريق السلاوي ولأول مرة في تاريخه، البطل الإفريقي، بامتياز، في نهاية لم تكن أبدا عادية، بل كانت نهاية مستحيلة لم يكن أحد من العارفين المتخصصين في كرة السلة الإفريقية يتوقع أن تؤول نتيجتها لصالح الفريق المغربي، ببساطة لأنها كانت على حساب النجم الرادسي التونسي وبحصة لا تقبل الجدل 77/69، وفي معقل الفريق التونسي العنيد بالقاعة متعددة الاختصاصات برادس التونسية.. ! بالتأكيد، هو إنجاز كبير يفوق الخيال، فأن تنتزع هذا اللقب الإفريقي الهام من قلب تونس عاصمة كرة السلة، بامتياز، ليس في متناول أي فريق مهما كانت قيمته الرياضية أو المالية أو الهيكلية، لكن فريقنا السلاوي فعلها وأكد أن همة الرجال تغلب ضعف الإمكانيات.. ! شكرا فريق جمعية سلا.. شكرا لأنك قاومت الإكراهات، صمدت أمام الصعوبات، ولم تتأثر بأية عراقيل، ولا بغياب الاهتمام والتهميش الذي تعاني منه كرة السلة الوطنية وجامعتها التي في الوقت الذي كان من المفروض أن تجد الطريق سالكا مشجعا على القيام بدورها في الدفع بأنديتنا وتشجيعها على الممارسة في ظروف سليمة ولائقة، وجدت نفسها في وسط «معارك» أسبابها مجهولة، وكل ما نعرفه عنها هو أن الوزارة الوصية هي من تقودها لأي هدف؟ الله أعلم! الوزير أعلم! والمحيطين به أعلم.. ! شكرا الجمعية الرياضية السلاوية لكرة السلة.. إنجازك غير عادي، إنجازك يؤكد أن لدينا رياضة اسمها كرة السلة، ستبقى رياضة المثقفين الذين لا يسقطون بسهولة أمام الصعاب، لا يستسلمون، يصمدون ويقاومون! شكرا لأنك برهنت لمن يجهل ذلك، أننا نستطيع أن ننجح ولو تعددت كل عناوين الفشل والخيبات، نستطيع التميز في الوقت الذي ترتفع فيه مؤشرات الأزمات والعراقيل! شكرا الجمعية الرياضية السلاوية لكرة السلة فقد أزلت كثيرا من الغبار كان يغطي هذه الرياضة الجميلة المحبوبة التي يعشقها التلاميذ والطلبة، وكأنها مادة من مواد العلم المنير. ماذا كنتم تتوقعون؟ في ظل الحروب الخبيثة التي تشنها الجهات المسؤولة على رياضة المثقفين، يأبى فريقنا الوطني إلا أن يتألق إفريقيا ويؤكد تألقه في إقصائيات كأس العالم، وتأبى جمعية سلا إلا أن تمنحنا الفرح باللقب القاري، وتأبى أنديتنا إلا أن تتحدى من يشن الحرب وهي تمنح كل الشرعية لجامعتها في جمع عام لم يكن موعدا عاديا، بل كان جمعا وزعت خلاله كل الرسائل وأرسلت كل الإشارات.. كرة السلة حية ترزق مهما حاولتم اغتيالها! شكرا الجمعية الرياضية السلاوية لكرة السلة.. بإنجازك الكبير، أكدت لمن يجهل ذلك، أنه بالعمل، بالإخلاص، بالاجتهاد، يمكن التغلب على المستحيل. بإنجازك، جعلت الجميع يلتفت ويبحث عن هذا الفريق المغربي الذي حقق الإعجاز.. الجميع اليوم أصبح يعرفك، أنت الفريق المنتمي لمدينة سلا، الممارس بالبطولة المغربية لكرة السلة، الفريق الذي شارك في عدة بطولات دولية، سواء بطولات عربية أو إفريقية.. الفريق الذي فاز بعدة بطولات مغربية وبكؤوس العرش وأنت الفريق الذي يعتبر أكثر ناد صاحب أكبر عدد من الألقاب في المغرب على مستوى كأس العرش والبطولة.. أنت الفريق الذي تستحق عن جدارة لقب «ملوك السلة المغربية». شكرا الجمعية الرياضية السلاوية لكرة السلة، أنجزت المهمة، وحققت المراد، فاجأت الجميع، وحتى أكثر المتفائلين لم يكونوا يتوقعون ما حققته من إنجاز، خصوصا أنه تحقق أمام النجم الرادسي التونسي، الفريق الذي يعرفه أهل كرة السلة، إفريقيا وعربيا، كواحد من أقوى الفرق، الفريق الذي كان مستعدا، بشكل كبير، لهذه المواجهة وداخل ميدانه ومعقله.. لكنك فريقنا السلاوي أبهرت الجميع وتمكن أبطالك من انتزاع أعظم الألقاب. شكرا الجمعية الرياضية السلاوية لكرة السلة .. تأكد اليوم أن لكل مجتهد نصيب، وقد جعلت الجميع يثق في المقولة، ونتذكر هنا أنه في النسخة السابقة من هذه البطولة، احتل فريق جمعية سلا المركز الثالث، بعدما كان فاز على «كانو بيلارز» النيجيري بحصة 88/76، و أقصي بعدها، وبشرف، في الدور النصف نهائي على يد «ريكرياتيفو ديلوبولو» الأنغولي، وهي النسخة التي توج خلالها الأهلي المصري باللقب. اليوم، فريق جمعية سلا قهر كل كبار القارة الإفريقية لكرة السلة.. شكرا بطل إفريقيا لكرة السلة.. شكرا جزيلا… !