انطلقت مساء الأحد 17 دجنبر الجاري بفاس، فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان فاس المتوسطي للكتاب، والذي اختير له هذه السنة شعار:»الحضارة المغربية: بعد كوني» لما يشكله الإرث الحضاري المغربي من قيمة مضافة في الحضارة الإنسانية بجميع روافده ، وفي حواره مع الحضارات المتوسطية. عبد الحق اسويطط مدير المهرجان ومدير المكتبة الوسائطية بفاس، أكد في كلمته الافتتاحية للمهرجان والذي احتضنته رحاب أقدم الثانويات بالمغرب ثانوية مولاي ادريس، اعتبر أن عقد هذه الدورة أملته الرغبة القوية للجنتها العلمية في ضمان استمرار هذا التقليد الثقافي بالنظر الى الإكراهات التي صاحبت عقدها. وأضاف اسويطط أن اختيار شعار هذه الدورة: «الحضارة المغربية بعد كوني»، فرضته الدينامية القوية التي يعيش على وقعها المغرب.. دينامية أفرزت العديد من التحولات ، وتجاوزت البعد الإقليمي والمغاربي والإفريقي إلى ما هو أرحب. واعتبر اسويطط أن اختيار هذا الشعار الكوني فرض اختيار شخصية أدبية تترجم هذا الانفتاح الثقافي للمغرب لتتويجها بجائزة الكتاب لهذه السنة، وهو الكاتب والمؤرخ والشاعر، ابن مدينة فاس، عبد المجيد بن جلون والذي اعتبره إرثا مغربيا جماعيا، لكونه ينتمي الى الأنتلجنسيا المغربية الأكثر إنتاجا والتي لم تنل حظها من الاهتمام الإعلامي، مشيرا الى أن هناك مبادرة لإنجاز عمل جماعي حوله. بدوره اعتبر ممثل مجلس جماعة فاس أن عقد الجلسة الافتتاحية بالثانوية التي درس فيها المحتفى به، فيه ربط بالتراث والحضارة باعتبارها أنجبت العديد من الأدباء والمفكرين ورجال السياسة المغاربة، مشيرا الى أن اختيار المحتفى به لتكريمه هذه السنة جاء لكونه معلمة أدبية وقامة فكرية تستحق الالتفاتة والاعتراف، مؤكدا في نفس الوقت على أن التسويق لمدينة فاس لا يمكن أن يكون إلا عبر بوابة العلم والمعرفة استمرارا للرسالة التي حملتها منذ تأسيسها. من جهته، عبر المؤرخ والشاعر والكاتب عبد المجيد بن جلون عن امتنانه العميق لهذه الالتفاتة الدالة والعميقة لمنجزه الإبداعي، وبمنحه جائزة الكتاب المتوسطي لهذه السنة، قبل أن يقرأ مختارات من قصائده التي فضل أن تكون شذرات وحكما قصيرة عن الحياة والحب والمعنى، حكم تحيل على المرجعية الشعرية الصوفية ذات البلاغة والكثافة الباذخة.