برع الصحفيون الفلسطينيون في تغطية الإجتياحات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية ، وساهموا وفي ظل الحصار المفروض على قطاع غزة في نقل معاناة الشعب الفلسطيني عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى العالم، وذلك بالرغم من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال بشكل مباشر بالقتل أو الإصابة. وقد استخدمت قوات الاحتلال العديد من الأساليب التي حولت بها الصحفيين ومقارهم الصحفية إلى أهداف، كما لم تخلو بيوت البعض منهم من القصف والتدمير. وبدا واضحًا أن استهداف قوات الاحتلال المتعمد للصحفيين بغض النظر عن جنسياتهم، على الرغم من أنهم يرتدون شارات تميزهم كصحافيين، ويعتبر ذلك انتهاك واضح وممنهج لقواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان الذي أعطى «لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها للآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود».. في ظل الحرب الثالثة والأعنف التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في اقل من خمس سنوات، رصدت خلية الأزمة الإعلامية لنقابة الصحفيين في حصيلة غير نهائية حتى الآن سلسلة انتهاكات هي الأخطر والأسوأ في تاريخ الصحفيين في فلسطين حيث استشهد 16 صحفي وسائق وكالة ميديا 24 وعدد (2) ناشط وناشطة إعلاميين وإصابة العشرات وتدمير عدد كبير من المنازل ومكاتب الصحفيين والمؤسسات الإعلامية خلال (51) يوما. ووثقت خلية الأزمة الإعلامية في النقابة واحدا من أكثر الشهور دموية نزفت فيها الصحافة وباتت حرية الإعلام مذبوحة على يد الجيش الإسرائيلي الذي استخدم صواريخ الطائرات الحربية ومدافع الدبابات المقاتلة بعضها بعمد القتل للصحفيين في الميدان أو إسكات صوت الصحافة الفلسطينية باستهداف الفضائيات والإذاعات مباشرة خلال أيام الحرب. وتواصل خلية الأزمة الإعلامية متابعة رصد وتوثيق تفاصيل العدوان والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة. وبالموازاة، وأكد تحسين الاسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين أن نقابة الصحفيين أصدرت تقرير مفصل حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر 51 يوما، مشيرا إلى ان نقابة الصحفيين شكلت خلية أزمة في فلسطين منذ بداية العدوان، وعملت كل لجان النقابة في جناحي الوطن بتنسيق كامل من اجل توثيق الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبت بحق الصحفيين لحظة بلحظة ، للعمل من اجل وقف الجريمة التي كان يخطط لها الاحتلال بحق الصحفيين من اليوم الأول للعدوان، من خلال تهديد جيش الاحتلال للصحفيين من خطورة العمل في قطاع غزة، والذي كان بمثابة تهديد واضح للصحفيين. وأوضح الاسطل أن اللجنة تواصلت مع الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، وطالبتهم بضرورة توفير حماية حقيقية للصحفيين في قطاع غزة، وإيجاد ممرات آمنة تمكن الصحفيين من القيام بمهامهم، مشددا على أن الاحتلال ضرب بعرض الحائط كل المناشدات الدولية لوقف استهداف الصحفيين، بل صعد من اعتداءاته بشكل مباشر ومتعمد على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، ما أدى إلى وقوع إصابات مباشرة في صفوفهم. وبين انه نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين، قرر الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب تشكيل لجنة تقصي الحقائق التي ستقوم بالاستماع إلى عدد من الشهادات الحية حول استهداف الصحفيين والمؤسسات الصحفية والتي وثقتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين. وحمل الاسطل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة اتجاه هذه الجريمة وأعرب عن أمله أن تثمر جهود النقابة مع الإتحادين العربي والدولي للصحفيين من معاقبة قادة جيش الاحتلال على جرائمه، مؤكدا انه بفضل هذه الجهود على يقين أن قادة الاحتلال لن يفلتوا هذه المرة من العقاب، وسنتمكن من رؤيتهم في قفص الاتهام في المحاكم الدولية. وأوضح أن العدوان أسفر عن استشهاد سبعة عشر صحفيا وسائق مؤسسة إعلامية واثنين من الناشطين الإعلاميين، إضافة إلى إصابة 20 صحفيا منها إصابات خطيرة أدت إلى بثر الأطراف مثل الزميل حاتم موسى الذي تم بثر قدمه. وأشار إلى أن الاحتلال دمر ما يقارب 42 منزلا للصحفيين بشكل كامل نتيجة القصف الجوي، وتدمير 61 منزلا بشكل جزئي ، فيما نزح ما يقارب 140 أسرة صحفي نتيجة العدوان البري على شرق غزة، فيما تم تدمير 19مؤسسة إعلامية بشكل كلي وجزئي نتيجة القصف، وتوقف البث لأكثر من 15 إذاعة محلية والتشويش عليها وبث تهديدات مباشرة من الجيش الإسرائيلي للمواطنين من خلالها بعد اختراق البث الإذاعي، كما تم التشويش على عدد كبير من المواقع الإعلامية الالكترونية الفلسطينية من قبل الجيش الإسرائيلي.