الاتحاد الاشتراكي - وكالات في الوقت الذي تحشد فيه إسرائيل قواتها الاحتياطية لمواصلة العدوان على قطاع غزة، يتواصل سقوط الشهداء المدنيون في مجازر متوالية، أمام صمت عالمي رهيب اكتفى بالشجب والتنديد، لكنه لم يقدم أية بارقة أمل لنساء وأطفال غزة الذين تفتك بهم الوحشية الإسرائيلية ومن هذه المجازر المروعة، سقوط عشرات الشهداء في مدرسة تابعة للأونروا، وكالة غوت اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وفي سوق بحي الشجاعية المستهدف تقريبا بشكل يومي من طرف قوات الاحتلال وفي هذا الإطار قالت وزارة الصحة في غزة إن قصفا إسرائيليا أدى إلى مقتل 15 فلسطينيا على الأقل كانوا يحتمون في مدرسة تديرها منظمة تابعة للأمم المتحدة . وقالت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 3300 فلسطيني بينهم الكثير من النساء والأطفال كانوا يحتمون بالمدرسة في مخيم للاجئين لدى تعرضها للقصف وقت الفجر يوم الأربعاء . وبعد أن تفقد ممثلو الوكالة الموقع وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والأضرار الأخرى أصدر المفوض العام للأونروا بيير كرينبول بيانا قال فيه "تقديرنا المبدئي هو أن المدفعية الإسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا." وتناثرت الدماء على الأرض وعلى الحشايا داخل فصول مدرسة جباليا الأساسية للبنات وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء الجثث وسط الحطام لدفنها. وقال كرينبول في بيانه "أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة المستمرة." الأمين العام الأممي بان كي مون قال لدى وصوله صباح الأربعاء الى سان خوسيه في كوستاريكا "تعرضت هذا الصباح مدرسة تابعة للأمم المتحدة تستقبل آلاف العائلات الفلسطينية لهجوم يستدعي الادانة. هذا غير مبرر، ويستوجب المحاسبة وإحقاق العدالة". وأضاف بان كي مون "اود ان اوضح ان السلطات العسكرية الاسرائيلية تبلغت 17 مرة بالمكان المحدد لهذه المدرسة الابتدائية وخصوصا الليلة الماضية قبل بضع ساعات فقط من هذا الهجوم". وأدان البيت الابيض قصف المدرسة وتهديد سلامة آلاف الفلسطينيين الذين دعاهم الجيش الاسرائيلي الى اجلاء منازلهم، في الملاجىء التي امنتها الاممالمتحدة. وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي ان "الولاياتالمتحدة تدين قصف مدرسة للاونروا في غزة ما اوقع قتلى وجرحى في صفوف الفلسطينيين الابرياء وبينهم اطفال وموظفون امميون". وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بقصف المدرسة مجددا دعوة فرنسا الى وقف فوري لإطلاق النار. من جهتها نددت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس بما اعتبرته "تحديا متعمدا" للقانون الدولي من جانب اسرائيل في هجومها على قطاع غزة. ونددت بيلاي بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الاممالمتحدة في غزة قائلة امام الصحافيين "لا شيء من هذه الامور يبدو لي عرضيا، يبدو وكأنه تحديا متعمدا للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل". وأضافت خلال اخر مؤتمر صحافي لها في جنيف قبل انتهاء ولايتها التي استمرت ست سنوات، "مما لا شك فيه انه تم تجاهل مبادئ التكافؤ والاحتياط" من جانب اسرائيل. وتابعت "لا يمكننا التسامح مع هذا الافلات من العقاب". وفي 23 يوليو شكل مجلس حقوق الانسان بطلب من فلسطين لجنة تحقيق دولي حول الانتهاكات التي يعتقد انها ارتكبت في اطار الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. ولا يزال يجب ان يعين رئيس المجلس الغابوني بودلير ندونغ ايلا اعضاء هذه اللجنة. وخلال نقاشات المجلس الاسبوع الماضي نددت بيلاي بما يمكن ان يرقى الى جرائم حرب ارتكبتها اسرائيل في غزة وكذلك بهجمات حماس العشوائية على مناطق مدنية. وفي رسالة وجهها الى بان كي مون، تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن "جرائم حرب ينبغي محاسبة اسرائيل عليها" مطالبا اياه ب"اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لحماية الشعب الفلسطيني". وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء إن غزة أصبحت "منطقة كارثة إنسانية" وحث الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة الدولية على الاضطلاع بمسؤوليتها في تلبية احتياجات الفلسطينيين في القطاع المحاصر. وقال عباس في رسالة إلى الأمين العام الأممي حسبما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا "إنني أدعوكم لتحمل مسؤولياتكم على النحو المبين في ميثاق الأممالمتحدة وخاصة المادة 99 منه وتطبيقها على حالة الطوارئ الإنسانية في قطاع غزة." وأضاف قوله إنه يدعو إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة والمتاحة للوقوف على الاحتياجات الملحة واستخدام كافة الأدوات المتاحة داخل منظومة الأممالمتحدة لتقديم الإغاثة والمساعدة اللازمة للشعب الفلسطيني. ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قصف المدرسة وطالب بمحاسبة المسؤولين عنه. وفي حي الشجاعية قالت وزارة الصحة إن قصفا إسرائيليا قتل ما لا يقل عن 17 شخصا وأصاب نحو 160 اخرين قرب سوق للفاكهة والخضراوات الذي يتعرض لقصف عنيف والواقع على الأطراف الشرقية لمدينة غزة. وقال شهود عيان إن الحشد تجمع لرؤية محطة بنزين تعرضت للقصف في وقت سابق وكانت النيران تشتعل بها من على بعد. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي اي تعليق فوري. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إن المذبحة تتطلب ردا مزلزلا. وقالت وزارة الصحة في غزة ان عمال الإنقاذ انتشلوا 20 جثة أخرى في أجزاء مختلفة من غزة يوم الأربعاء ومع ازدياد معاناة المدنيين جراء الغزو الإسرائيلي كشف تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة (أوتشا) أن أعداد النازحين في 86 مدرسة تابعة لوكالة الأونروا وصل إلى 220 ألف شخص في قطاع غزة حيث يعيش في المتوسط 2400 نازح في كل مدرسة التي من المفترض أن تأوي 500 شخص فقط. وذكر التقرير الذي صدر أمس الخميس "أن مدارس جباليا استضافت أربعة ألاف نازح مما أدى إلى زيادة أعدادهم إلى 9400 نازح فضلا عن 12 ألف نازح أخر في 13 مدرسة حكومية و7 ألاف يعيشون في المباني العامة و18 ألفا يعيشون مع الأسر المضيفة، في حين قدرت وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية أن أعداد النازحين الذين يعيشون مع الأسر المضيفة بلغ أكثر من 200 ألف" . وأفاد بأن التقديرات تشير إلى أن 816 على الأقل تم تدميرهم منذ العملية العسكرية الإسرائيلية التي تسببت في خسائر بالأرواح مشيرا إلى أن محطة كهرباء غزة الوحيدة مغلقة منذ يومين بعد ضربها وأن هيئة الطاقة الفلسطينية تقول إنها تحتاج إلى شهرين لإصلاحها مما يزيد من تفاقم أزمة الكهرباء في غزة. كما دمرت الهجمات المبنى الجديد لمستشفى القدس الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس بينما دمر المبنى القديم خلال العملية الإسرائيلية السابقة "الرصاص المصبوب" في عام 2008 و2009 . وأشار التقرير إلى أنه على الأقل 299 ألف طفل يحتاج إلى دعم نفسي متخصص مباشر نتيجة للعملية الإسرائيلية الحالية مؤكدا الحاجة إلى توفير مساعدات نقدية تقدر بحوالي 38 مليون دولار ل 9395 أسرة لتغطية نفقات الإيجار والمصروفات العاجلة. وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع وكالة الأونروا يوفران حصصا غذائية طارئة للنازحين بشكل يومي في حين أن البرنامج قدم مساعدات عاجلة إلى 8995 من النازحين في المدارس الحكومية، فضلا عن المساعدات الغذائية للمرضى وموظفي المستشفيات، مشيرا إلى ارتفاع عدد المدارس التي دمرت منذ بداية الأزمة إلى 136 مدرسة من بينها 49 مدرسة حكومية و87 تابعة للأونروا. وإضافة إلى المدنيين، تستهدف قوات الاحتلال أيضا الصحافيين في غزة، حيث أكدت مصادر طبية مقتل الصحفي سامح العريان أحد العاملين في قناة الأقصى الفضائية متأثرا بجروح كان أصيب بها مساء الأربعاء في مجزرة سوق الشجاعية ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى من الصحفيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي إلى سبعة إعلاميين. وذكرت تقارير اعلامية أنه كان من بين الشهداء أيضا الصحفي رامي ريان الذي يعمل لدى الشبكة الإعلامية للصحافة وأحد رجال الدفاع المدني واثنين من المسعفين. ونعت نقابة الصحفيين الصحفي سامح العريان مشيرة إلى أنه باستشهاده ارتفع العدد الإجمالي للشهداء من الصحفيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي إلى سبعة . ودعت النقابة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى "سرعة التوقيع على ميثاق روما والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لوضع مجرمي الحرب وقتلة الصحفيين في قبضة العدالة الدولية".