تمكن المغرب، مساء السبت الماضي، من حصد جائزتين في إطار المسابقة الرسمية للأفلام العربية لمهرجان دلهي الدولي السادس للفيلم، المنظم ما بين رابع وتاسع دجنبر الجاري بالعاصمة نيودلهي. وتم خلال الحفل الختامي للمهرجان تتويج الشريط المغربي «البحث عن السلطة المفقودة»، للمخرج محمد عهد بنسودة، بجائزة أفضل قصة، فيما حاز الشريط المغربي القصير «ليلى» للمخرج يوسف بنقدور على جائزة أفضل فيلم اجتماعي في إطار المسابقة الرسمية للأفلام العربية. ويحيل شريط «البحث عن السلطة المفقودة» إلى رواية «بحثا عن الزمن المفقود» للكاتب الفرنسي (مارسيل بروست)، حيث يتناول حكاية جنرال يقضي آخر أيامه في السلطة رفقة خادمته وحراسه العسكريين داخل فيلا راقية وكبيرة. وتبدأ أحداث الشريط حين يتعرف الجنرال، خلال تردده النادر على أماكن السهر بعدد من المناطق الراقية والهادية من المدينة، على مغنية وعازفة بيانو ذات صوت ناعم وإحساس مرهف، لتنتهي علاقتهما بالزواج . لكن بعد مرور بعض الوقت على هذا الارتباط، يتسرب الملل والضجر إلى المغنية التي اعتادت على حياة أكثر اجتماعية ودينامية، وألفت عيشة متحررة لا تمت بصلة إلى محيطها الجديد المتسم بالصرامة والبعد عن الناس . ويركز الشريط على الحالة النفسية للمغنية داخل فيلا شاسعة ومنعزلة عن الناس، إذ أضحت تعيش تدهورا نفسيا كبيرا بسبب وضعها الاجتماعي الجديد كزوجة جنرال مهم وذي مركز حساس، بعدما كانت تنعم سابقا بالحرية والاستقلالية في التصرف والعيش وتستمتع بتأدية أغانيها أمام جمهور خاص ومتميز. وبالرغم من أن الجنرال وفر كل المتطلبات المادية لزوجته، إلا أن هذا الأمر لم يخفف من أزمتها النفسية، فعملت على جلب بعض أفراد أسرتها ونسج علاقات إنسانية مع الخدم والحراس والغوص في عالم الموسيقى والغناء، إلى أن ركبت ذات يوم سيارتها للقيام بجولة فتعرضت لحادثة سير ساهمت في تأزيم حياتها. ومن جهته، واصل الشريط المغربي القصير «ليلى»، الذي تقوم ببطولته الممثلة فايزة اليحياوي مع مشاركة الممثلة آمال الثمار، تألقه بعدما بصم على مشاركة ناجحة في كل من مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب، ومهرجان تطاوين الدولي بتطوان، حيث لقي استحسانا من قبل لجنة التحكيم . هذا، وقد حضر المهرجان كضيف شرف السيد عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناضور، الذي احتفى بالهند كضيف شرف خلال دورته السادسة المنظمة ما بين 07 و12 نونبر المنصرم تحت شعار «ذاكرة مياه المحيط» . وتم خلال هذه الدورة السادسة من المهرجان، التي احتفت بالمغرب كبلد شريك مع كل من فلسطين وسريلانكا وفينزويلا، عرض ما مجموعه 174 فيلما من 54 بلدا حول العالم، مع تخصيص مسابقات خاصة بفئة الأفلام العربية.