في ما يتعلق ببرنامج «تيسير»، أوصى المجلس بإعادة النظر في مسطرة الاستهداف المتبعة حاليا، والسهر على توفير التمويلات اللازمة لتغطية كلفة البرنامج والحرص على صرف المنح في الوقت المحدد، وتسريع عملية التنسيق مع الأطراف المتوفرة على بنوك للمعلومات، قصد استبعاد غير المؤهلين من قاعدة البيانات الخاصة بالأسر المستفيدة. كما أوصى بالتسريع بدراسة إمكانية ربط النظام المعلوماتي لبرنامج «تيسير» بالنظام المعلوماتي «مسار» للتغلب على أوجه القصور في النظام الحالي، واعتماد آليات ومؤشرات لتقييم برنامج «تسيير»، وكذا الحرص على تقييم آثار هذا البرنامج على المنظومة التربوية وعلى التماسك الاجتماعي بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من برنامج «تيسير» سنة 2016 بلغ حوالي 829 ألف تلميذ وتلميذة، في حين بلغت عدد الأسر المستفيدة من البرنامج ما يناهز 000 524 أسرة. وتستفيد سنويا أسر التلاميذ المعنيين من دعم مالي بمبلغ إجمالي سنوي يقدر بحوالي خمسين مليون درهم في السنة. و يتم الاعتماد في صرف هذا الدعم على معايير تحدد المدارس المستفيدة منها نسبة فقر تساوي أو تزيد عن 30 % ، ونسبة هدر مدرسي تساوي أو تزيد عن 8 %، والانتماء إلى جهة تتوفر على أكبر عدد من الجماعات الفقيرة ذات نسب عالية من الهدر المدرسي. في حين تتوزع المدارس المعنية بالبرنامج إلى أربع مجموعات تختلف حسب طبيعة التجريب المعتمدة فيها، خاصة في ما يتعلق بمراقبة المواظبة، الأولى مجموعة تتم فيها التحويلات بدون شروط المواظبة، والثانية مجموعة تراقب فيها المواظبة من قبل الأساتذة فقط، والثالثة مجموعة تراقب فيها المواظبة من قبل الأساتذة وبواسطة زيارات منتظمة للمفتشين ، والرابعة مجموعة تراقب فيها المواظبة بآلات للتعرف على بصمات الأصابع. وللتمكن من تقييم البرنامج وآثاره على الفئات المستهدفة، تم توزيع المدارس وفرعياتها إلى أربع مجموعات تتكون من 260 مدرسة وفرعياتها. ويبلغ عدد المدارس بالمجموعة الأولى 80 مدرسة تستفيد من تحويلات بدون شروط، و60 مدرسة بالمجموعة 2 تستفيد من تحويلات شرط مراقبة المواظبة من قبل الأساتذة، وبالمجموعة 3 تستفيد 60 مدرسة من تحويلات شرط مراقبة المواظبة من قبل الأساتذة وزيارات المفتشين، أما المجموعة 4 فيصل عدد المدارس بها إلى 60 تستفيد من تحويلات شرط مراقبة المواظبة بواسطة آلات تسجيل البصمات اليدوية .فيما يوجه الدعم المالي عبر بريد المغرب إلى أولياء أمور التلاميذ على رأس كل شهرين خمس مرات في السنة، أي عشرة شهور في كل سنة من سنتي البرنامج، بعد التأكد من التزامهم بتتبع مواظبة أطفالهم من خلال الاطلاع المنتظم على دفتر التواصل والاتصال بإدارة المدرسة والأساتذة. وللتذكير، فبرنامج «تيسير» شرع في تطبيقه خلال الموسمين الدراسيين 2008/2010 وهو مشروع لدعم الأسر الفقيرة ماديا بهدف الحد من ظاهرة الهدر المدرسي ومن الوقع السلبي لبعض العوامل المؤثرة على طلب التربية وخصوصا الكلفة المباشرة للتمدرس التي تتحملها الأسر، وتحسين عيشها من خلال التحويلات النقدية، وأيضا تتبع مواظبة وتحصيل الممدرسين منهم. وتتمثل الهيئات المتدخلة لإرساء وتتبع هذا البرنامج، في الجمعية المغربية لدعم التمدرس، والمجلس الأعلى للتعليم، ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبريد المغرب، ويشمل الدعم الذي تقدمه وزارة التربية الوطنية لفائدة التلاميذ المعوزين الداخليات والمطاعم المدرسية، حيث يستفيد من خدماتها حوالي مليون ونصف تلميذة وتلميذ، كما يتمثل في مبادرة «مليون محفظة»، التي يستفيد منها سنويا حوالي 4 ملايين تلميذ(ة)، فضلا عن النقل المدرسي، الذي يستفيد منه أزيد من 122 ألف تلميذ(ة).