تبين الإحصائيات المدرسية التي أجريت خلال السنوات المنصرمة أن أزيد من 300 ألف تلميذ وتلميذة من الفئة العمرية 15-6 سنة ينقطعون سنويا عن الدراسة، الأمر الذي يتسبب في تأخير تحقيق تعميم التعليم من جهة أولى، وفي الرفع من خزان الأمية من جهة ثانية، ويجعل بلادنا تحتل مراتب متأخرة في مؤشرات التنمية البشرية من جهة ثالثة، بالرغم من كل المجهودات المبذولة. انطلاقا من هذا الواقع، قامت الوزارة بتنسيق وثيق مع المجلس الأعلى للتعليم والجمعية المغربية لدعم التمدرس ببلورة تجربة مهمة انطلقت خلال شهر شتنبر 2008 عبر برنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة. ووفرت الوزارة مساعدات مادية للدعم المدرسي لفائدة الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة.حيث تم خصيص غلاف مالي يصل إلى 450 مليون درهم كل سنة لهذا الغرض ستقدمه، على أن تقدم المساعدات عينا لا نقدا تماشيا مع الهدف المحدد. وتسعى هذه التجربة والتي تمتد على مدى موسمين دراسيين 2009-2008 و 2010-2009 إلى رصد مدى تأثير الدعم المالي المشروط لفائدة الأسر المعوزة على نسبة الاحتفاظ المدرسي، وعلى النتائج الدراسية لتلميذات وتلاميذ هذه الأسر وكذا على مستوى معيشتها. ويستهدف برنامج تيسير عينة من 80 ألف تلميذ(ة) ينحدرون من حوالي 40ألف أسرة من الوسط القروي يتابعون دراستهم في مرحلة التعليم الابتدائي في 266 مجموعة مدرسية (تتشكل من 1255 وحدة مركزية وفرعية) وتتوزع هذه الوحدات على 17 إقليما تنتمي إلى 5 جهات هي مكناس تافيلالت، تادلة أزيلال، مراكش تانسيفت الحوز، سوس ماسة درعة والجهة الشرقية. وحسب الوزارة فقد تم اعتماد ة معايير للإستفادفة تتمثل في الانتماء إلى مجال تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛أن تكون نسبة الفقر في الجماعات لا تقل عن 30% ؛نسبة الهدر المدرسي في والجماعات لا تقل عن 8%؛بالإضافة إلى الانتماء إلى جهة تشمل أكبر عدد من الجماعات الفقيرة ذات نسب عالية من الهدر المدرسي.وبخصوص قياس مدى تأثير الدعم المالي المشروط لأسر العينة على مواظبة التلميذات والتلاميذ وكيفية مراقبة هذه المواظبة، فقد صنفت هذه الوحدات المدرسية حسب صيغ التجريب المعتمدة إلى مجموعتين: المجموعة الأولى: تستفيد فيها الأسرة من الدعم المالي دون اعتبار مواظبة التلميذ(ة). المجموعة الثانية: تستفيد فيها الأسر من الدعم المالي شريطة ألا يتغيب فيها التلميذ(ة) أربع (4) مرات في الشهر. وقد صنفت هذه المجموعة بدورها من حيث كيفية مراقبة المواظبة إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى: تراقب فيها المواظبة من قبل الأساتذة فقط؛ الفئة الثانية: يراقب فيها غياب التلاميذ من قبل الأساتذة ومن طرف المفتشين عبر زيارات ميدانية لوحدات هذه الفئة؛ الفئة الثالثة: تراقب فيها المواظبة آليا باستعمال آلات تعرف البصمات. من 60 إلى 100 درهم وبخصوص المنح المالية المرصودة للأسر، فإن الجمعية المغربية لدعم التمدرس، بشراكة مع المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التربية الوطنية، قد خصصت لهذه التجربة دعما ماليا عن كل تلميذ(ة) ممدرس(ة) بإحدى وحدات العينة حددت قيمته حسب المستويات الدراسية كما يلي: 60 درهما عن كل تلميذ(ة) بالنسبة للمستويين الأول والثاني؛ 80 درهما عن كل تلميذ(ة) بالنسبة للمستويين الثالث والرابع؛ 100 درهما عن كل تلميذ(ة) بالنسبة للمستويين الخامس والسادس. ويسلم هذا الدعم المالي عبر بريد المغرب إلى أب التلميذ(ة) أو أمه (ها) أو ولي أمره(ها) مباشرة خمس مرات في السنة على رأس كل شهرين، أي على مدى عشرة شهور في كل سنة من السنتين التجريبيتين وذلك بعد التأكد من مواظبة أبنائهم وبناتهم من خلال إطلاعهم على دفتر التواصل واتصالهم بإدارة المدرسة وأساتذتها.