مر شهر نونبر بكل أفراحه الكروية، بعد أن تأهل فريقنا الوطني لمونديال روسيا، وبعد أن تربع الوداد على عرش الأندية الإفريقية وضمن المشاركة في «موندياليتو» الإمارات العربية المتحدة، فهل سيكون من حظنا أن يعيد لنا شهر دجنبر أفراحا أخرى؟ فوزي لقجع اختر، وأنت في روسيا يوم الجمعة المقبل لحضور قرعة مونديال الصيف القادم، اختر فريقك الذي ستعول عليه، وأنت تحمل ملفنا وطموحنا وحلمنا باستضافة كأس العالم 2026. العب، اختر، وأحسن الاختيار مع من تلعب، فموعد القرعة يوم الجمعة لن يكون موعدا عاديا، ليس لكونه سيعرفنا بالمنتخبات التي سنواجهها في المونديال فحسب، بل لأنه سيشكل أفضل فرصة للتعريف بخصوصيات ومزايا ملفنا، اختر، بعناية فائقة، فريقك الذي سيرافقك، فأنت مطالب في موعد القرعة بربط علاقات جديدة مع مسؤولي الاتحادات الكروية الحاضرة هناك، وتوطيد العلاقات القائمة، وأنت مطالب أيضا بإقناع الآخرين، وبإثارة انتباههم لما بإمكان المغرب أن يقدمه من أجل إنجاح المونديال. ستكون مطالبا بتقديم صفحات المغرب الاقتصادية، السياحية، الثقافية والرياضية، فهل يضم فريقك من يتوفرون على الكفاءة والخبرة، وعلى كل المعطيات الخاصة بهذه القطاعات وغيرها؟ اختر فريقك واختر بعناية من سيرافقونك، فالمهمة صعبة، وعلى أعضاء فريقك أن يحسنوا اللعب، أن يتقنوا لغة التواصل.. فلا يكفي أن يحسن اللعب أي لاعب مهما تعددت مهاراته إن لم يكن بجانبه لاعبون في مستواه الكروي المميز. اختر أعضاء فريقك بعناية، واجعلهم يدركون ويفهمون أن حضور القرعة، يوم الجمعة المقبل، سيكون موعدا للعمل وليس لشيء آخر… مهمتك أن تدفع من ستلتقيهم هناك، من رؤساء وممثلي الاتحادات، إلى الانبهار بالمغرب، أن تدفعهم إلى أن يصبحوا سفراء لنا عبر العالم. ولك في عبد القادر الأشهب، سفير المغرب في روسيا، خير داعم، وهو الرياضي ولاعب الكرة السابق والدبلوماسي الذي خبر كواليس الدبلوماسية والسياسات الخارجية. يوم الجمعة المقبل، صحيح أنه موعد للقرعة وللتعرف على منافسينا في مونديال الصيف القادم، لكنه أيضا مناسبة لانطلاق حملتنا للتعريف بملفنا لاحتضان مونديال 2026، إن لم تكن هذه الحملة انطلقت أصلا، كما هو مفروض، منذ وضعنا هذا الملف بشكل رسمي لدى الفيفا. بعد يوم الجمعة، ينتظرك، فوزي لقجع، موعد آخر بنفس الأهمية، إنه كأس العالم للأندية الذي يحضره المغرب من خلال الوداد الرياضي بطل إفريقيا. في هذا الموعد أيضا، سيكون حضورك ضروريا، وستكون ملزما بتشكيل فريق يرافقك، اختر وأحسن الاختيار، ستكون الفرصة متاحة أمامك مرة ثانية لإبراز ما يزخر به ملفنا في طلب احتضان مونديال 2026. ومن المؤكد حضور عدد من رؤساء الاتحادات الكروية العالمية، أو من يمثلهم، كما سيحضر الجمهور بأعداد كبيرة لمتابعة مباريات «الموندياليتو»، والفرصة أمامنا لدفعهم للاقتناع بقوة ملفنا، وجعلهم يتعرفون على مغربنا وعلى ثقافتنا، ولما لا نستغل علاقاتنا الجيدة مع الدولة المحتضنة ونفكر في خلق أنشطة موازية بطابع مغربي، ونفتح هناك في الإمارات فضاءات لاستقبال السياح والزوار لنضع أمامهم الصورة التي نرسمها للوطن. فوزي لقجع، وكأن الحظ يأبى إلا أن يضع أمامك الكرة والمرمى فارغة بدون حارس، العب، فهناك فرصة أخرى لا تفوت أبدا ألا وهي تنظيم « الشان» هنا وعندنا في عقر دارنا. الشان، هو ثالث موعد أمامك، اختر من سيلعب إلى جانبك، أحسن اختيار فريقك، واجعل من بطولة إفريقيا لمنتخبات اللاعبين المحليين « البروفة» الناجحة للورقة التي ستعتمدها لقهر المريكان. وبالمناسبة، امنح الفرصة والشغل لإخوتنا الأفارقة المهاجرين الذين يتجولون في الشوارع، وعند ملتقيات الطرق يستجدون ما يأكلون، فبإمكانهم، بعد إخضاعهم لفترة تكوين، أن يفيدونا في عملية التنظيم داخل الملاعب المحتضنة للشان، ستكون قد أسديت خدمة لهم أولا، ولصورة المغرب أمام الأفارقة وأمام الضيوف من مختلف البلدان ومن مختلف القارات ثانيا، بدل أن يصادفوهم وهم يمدون يد التسول والاستجداء. كرويا، تُجرى يوم الجمعة المقبل قرعة مونديال روسيا. ومعلوم أن فريقنا الوطني سيكون ضمن التصنيف الرابع. وتقرر توزيع المنتخبات 32 على 4 مستويات، حيث يتم اختيار أفضل 7 منتخبات في التصنيف العالمي إلى جانب البلد المنظم روسيا في المستوى الأول، على أن يتم وضع أفضل 8 منتخبات التي تليها في التصنيف العالمي في المستوى الثاني. وتم التعرف على المنتخبات السبعة الأولى في التصنيف، وهي ألمانيا والبرازيل والبرتغال والأرجنتين وبلجيكا وبولندا وفرنسا من ضمن 23 منتخبا ضمنوا التأهل لنهائيات روسيا. ويأتي المنتخب الإسباني في التصنيف الثاني إلى جانب منتخبات إنجلترا وكولومبيا والمكسيك وأوروغواي وسويسرا. وفي ما يتعلق ببطولة أمم أفريقيا للمحليين فقد وضعت القرعة الفريق الوطني في مجموعة تضم كلا من موريتانيا والسودان وغينيا. نونبر كان شهر أفراح كرة القدم المغربية.. كيف سيكون الحال في دجنبر ويناير.. وكيف سيكون حال كرتنا أساسا في فصل الصيف القادم؟ بالتوفيق لكرتنا في المواعيد الثلاثة القادمة، وبالمناسبة، هناك سؤال ملح يطرح نفسه بقوة، الملاحظ، فوزي لقجع، أنك تعتمد فريقين للعمل في التسيير، فريق جامعي محترف مهمته، على ما يبدو، تدبير شؤون منتخباتنا الوطنية، وفريق مهمته تدبير البطولة الوطنية. الفريق الأول نجح في عدة محطات، والثاني الحكم على مردوده يرتبط بما تعيشه بطولتنا والجميع، بالتأكيد، ليس راضيا عن حالها!