أكد الخبير المغربي عبد الغني شهبوني، يوم الخميس، أن أول قمر صناعي مغربي لرصد الأرض "محمد السادس- أ"، الذي تم إطلاقه ليلة الثلاثاء- الأربعاء في كورو بغويانا الفرنسية، وذلك من طرف "أريانسبيس" عبر مؤسسة الصواريخ الحاملة "فيغا"، سيشكل رافعة لتطوير البحث والابتكار في المغرب. وأوضح السيد شهبوني الملحق لدى "جيت بروبولشن لابوراتوري" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) والدكتور في الهيدرولوجيا الفضائية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه، وبهذا القرار المتبصر المتمثل في وضع هذا الجيل الجديد من الأقمار الصناعية المنتمي لعائلة "بلياد" في المدار، يظهر المغرب استعداده للشروع في تطوير هذه التكنولوجيا، حيث أضحى ضمن مجموعة الدول التي اختارت أن تأخذ مصيرها بيديها في مجال البحث الفضائي. ولاحظ الخبير المغربي، الذي قام بتأليف عدد من المنشورات العلمية أن "الإطلاق الناجح لهذا القمر الصناعي يمنح فرصا كبيرة للمغرب في مجال المراقبة الخرائطية في مختلف المجالات، لاسيما علم المناخ، والفلاحة، وتدبير المياه، والتشجير، والتصحر، وتهيئة التراب… إلخ"، مشيرا إلى أن هذا الجهاز الفضائي يشمل العديد من المزايا من حيث دقته الفضائية (70 سم) والزمانية (20 كلم). وشدد شهبوني، وهو أيضا ممثل معهد البحث للتنمية بالمغرب، على أهمية هيكلة مجتمع الفضاء بالمغرب وتجميع الموارد البشرية والمالية اللازمة للتموقع بكيفية جيدة على المستوى الوطني والدولي. وأكد أنه، وبغية الاستفادة من هذه المنشأة الفضائية، يتعين لزاما وضع آليات التنظيم الناجع من أجل استغلال الصور التي التقطها القمر الصناعي، وقيادة البحث الفضائي بما يتيح الإجابة على الأسئلة المجتمعية ومساعدة صناع القرار على القيام بعملهم على أساس حقائق علمية ومعطيات حقيقية وواقعية. وفي هذا السياق، شدد السيد شهبوني على الحاجة إلى التظافر والتنسيق بين جهود الجامعات والشركات المبتكرة والقطاعات الوزارية لتطوير الأبحاث الفضائية وتمكين الباحثين الشباب من إنشاء بنياتهم الخاصة. وقال إن إنشاء هذه البنيات سيجعل من المغرب قطبا تدريبيا في هذا المجال لفائدة الأطر الإفريقية ونموذجا يحتدى من طرف بلدان المنطقة، مبرزا أهمية وضع إستراتيجية وطنية في هذا المجال قبل الشروع في مبادرات للتعاون جنوب- جنوب وجنوب- جنوب- شمال. ولقد تم وضع هذا القمر الصناعي، الذي قام بتطويره الكونسورسيوم "تاليس إلينيا سبيس" و"إيرباص" لفائدة المغرب، على المدار "إس. إس. أو هيليوسانكرون"، وذلك خلال مهمة دامت 55 دقيقة و33 ثانية (من إقلاع الصاروخ إلى انفصال القمر الصناعي). وأشرفت مؤسسة "أريان سبيس" على مهمة إطلاق القمر الصناعي ، في إطار عملية الإطلاق العاشرة لها هذه السنة، والحادية عشرة بمعية مؤسسة الصواريخ الحاملة "فيغا" عند بداية استغلالها في المركز الفضائي بغويانا سنة 2012.