كشفت الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا النقاب عن آخر المتأهلين للمحفل الكروي الأبرز في العالم، وهما منتخبا تونس والمغرب، لتسجل النسخة المقبلة الرقم القياسي في الممثلين العرب بتواجد أربعة منتخبات، ثلاثة من القارة السمراء، وآخر من قارة آسيا. وكان المنتخب السعودي هو أول من حمل راية العرب في روسيا خلال شهر شتنبر الماضي، بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية بفوزه على اليابان، صاحب الصدارة، في المباراة الختامية بهدف نظيف. ولحق به بعد ذلك المنتخب المصري، الذي انتظر نحو ثلاثة عقود من أجل التواجد ضمن أباطرة اللعبة منذ مونديال 1990 بإيطاليا، وذلك بعدما ضمن احتلال صدارة المجموعة الخامسة منذ الجولة الماضية التي أقيمت في شهر أكتوبر المنقضي. وأكمل منتخبا تونس والمغرب عقد المتأهلين العرب في المونديال، بعد اقتنصاهما بطاقتي العبور في المجموعتين الأولى والثالثة على الترتيب. وكان أكبر عدد من المنتخبات العربية المشاركة في المونديال، ثلاثة في نسختي 1986 بالمكسيك و1998 في فرنسا، وكان المنتخب المغربي هو القاسم المشترك فيهما إلى جانب منتخبي العراق في الأولى، والسعودية وتونس في الثانية. ولم يتمكن أي منتخب عربي من بلوغ الدور الثاني في المونديال، باستثناء ثلاثة منتخبات فقط هي المغرب والسعودية والجزائر على الترتيب. واستطاع منتخب «أسود الأطلس» أن يقدم بطولة رائعة في المكسيك عندما حقق المفاجأة واحتل المركز الأول في مجموعته، بأربع نقاط، التي كانت تضم إنجلترا وبولندا والبرتغال. وفي دور سدس عشر النهائي، خرج المنتخب العربي مرفوع الرأس بعدما كان ندا قويا لمنتخب ألمانيا الغربية حينها وخسر بهدف نظيف، قبل أن يواصل المنتخب الألماني مشواره في البطولة ويخسر النهائي لحساب الأرجنتين في المباراة التاريخية بنتيجة (3 – 2). واستمر تألق العرب في المونديال وكان الدور هذه المرة على السعودية، التي فاجأت الجميع بأداء مبهر في مونديال 1994 بالولايات المتحدة، واحتلت وصافة المجموعة بفارق الأهداف خلف هولندا، في مجموعة حديدية ضمت بلجيكا والمغرب. إلا أن مشوار المنتخب الآسيوي اصطدم بمنتخب السويد القوي للغاية حينها، حيث خسر (3 – 1)، والذي أكمل مشواره في البطولة حتى نصف النهائي وسقط بشق الأنفس أمام البرازيل، البطلة، بهدف نظيف. بينما رسم منتخب الجزائر المشهد الختامي لهذا الحضور العربي المشرف في نسخة 2014 بالبرازيل. وبعدما أوقعته القرعة في مجموعة صعبة تضم منتخبات بلجيكاوروسيا وكوريا الجنوبية، استطاع «محاربو الصحراء» بعزيمتهم وبحماسهم المعهود أن يخطفوا البطاقة الثانية خلف بلجيكا، ب4 نقاط، ليصطدموا في ثمن النهائي مع ألمانيا. وفي تلك المباراة، قدم المنتخب الجزائري أداء مبهرا وفرض أسلوبه على «المانشافت»، وتمكن من تمديد المباراة لشوطين إضافيين بعد انتهاء المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي. وفي الشوطين الإضافيين، استطاع لاعبو «الماكينات الألمانية» المرور ببطاقة التأهل بصعوبة بهدفين لواحد، قبل أن تواصل عجلتهم الدوران حتى النهائي واقتناص اللقب الرابع في تاريخهم على حساب الأرجنتين. ومثلما كانت روسيا بمثابة الفأل الحسن للجماهير العربية، بعد أن احتضنت العدد الأكبر من منتخباتها في تاريخ المونديال، تأمل هذه الجماهير في أن يكون مونديال الصيف المقبل شاهدا على إنجاز عربي جديد بتجاوز عقدة دور ال16 التي لازمت الفرق التي بلغت هذا الدور من قبل.