انتقل إلى عفو الله صبيحة يوم الإثنين فاتح شتنبر بمدينة تطوان الباحث والمؤرخ محمد ابن عزوز حكيم عن سن يناهز 90 سنة، وسيوارى الثرى الفقيد عصر يومه الثلاثاء بمقبرة سيدي المنظري بتطوان. ويعتبر محمد ابن عزوز حكيم ،الذي ازداد يوم 28 شتنبر من سنة 1924 ،من الباحثين والمؤرخين المغاربة البارزين المختصين في الدراسات التاريخية حول مسار العلاقات المغربية الاسبانية، وله اسهامات مهمة في هذا المجال سجلت مختلف المراحل التاريخية المشتركة بين الضفتين، وبحكم اشتغاله في الحقبة الإستعمارية مع المقيم العام الإسباني، وكذا كونه كان كاتبا خاصا لعبد الخالق الطريس، فقد مكنته هاته التجارب العملية التحوط على مكتبة تحتوى على كتب تاريخية ووثائق ومراجع نادرة جدا في مجالها، إذ يصنفها بعض الباحثين والمهتمين في المرتبة الثانية بعد المكتبة الوطنية. وخلال سبعة عقود من عمر الفقيد أسهم في اغناء المكتبة التاريخية بالمغرب واسبانيا بمصنفات تاريخية مستندة الى الكتابة الوثائقية، اذ نشر ازيد من 320 كتابا منها 190 كتابا باللغة بالاسبانية، اضافة الى ازيد من 300 بحث تاريخي حول تاريخ العلاقات المغربية الاسبانية . ومن بين مؤلفاته « مأساة الأندلس من سنة 1483 إلى سنة 1609 « و « رحلة في أندلسيا» و» معركة انوال « و» زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس» وغيره كثير من الكتب التي اغنت المكتبة المغربية، كما سبق أن أسس عددا من المجلات الموضوعاتية ،من قبيل «الوثائق الوطنية (تعنى بنشر وثائق الحركة الوطنية) و»تطاون «(تعنى بتاريخ شمال المغرب) و» الجيوب السليبة» باللغتين العربية والاسبانية و» دفاتر القصبة» بالاسبانية ، هذا إلى جانب إسهاماته في الصحف الوطنية اليومية، ومن ضمنها جريدة الإتحاد الإشتراكي، التي نشرت له العديد من المقالات والإسهامات. وعرف عن الراحل معرفته الواسعة للغات الحية، حيث كان الفقيد يتقن الحديث باللغة الإسبانية والبرتغالية والإيطالية والفرنسية، هذا إلى كتابته بلغة عربية عالمة، هذا التعدد اللغوي جعله ملما ومطلعا على أمهات المراجع والوثائق المرتبطة بالقضية الوطنية حيث قضى جل فترات حياته ينبش في الوثائق والمراجع من أجل إثبات حق المغرب على أرضه. ويحفظ التاريخ المغربي مشاركة الراحل إلى جانب الوفد العلمي الذي توجه إلى المحكمة الدولية للاهاي بخصوص القضية الوطنية، حيث كانت مساهماته والوثائق التي زود بها الوفد العلمي دورا حاسما في ربح القضية أمام المحكمة الدولية. وتحظى طروحاته بمصداقية لافتة في المنتديات العلمية الدولية، مما أهله المشاركة في أكثر من 100 مؤتمر وملتقى دولي، وتقديمه أكثر من 200 محاضرة في المغرب وخارجه حول الدراسات المتوسطية والقضية الوطنية. واللافت في المسار المهني و العلمي للراحل أنه لم يحظ بضم إسمه إلى قائمة أعضاء أكاديمية المملكة المغربية، علما أنه كان جديرا بهذا المنصب، وقد نال طوال مساره بالتفاتة ملكية بتوشيحه بوسام الكفائة الفكرية.