لاتزال الطفلة/اليافعة يسرى طريحة الفراش دون حراك ولا تنطق كلمة واحدة.. تتابع ما يجري حولها بعينين جاحظتين منذ 7 مارس 2014 إلى يومنا هذا، مفتقدة للرعاية الطبية، محرومة من الاهتمام الصحي، بعيدة كل البعد عن أي تدخل إنساني من شأنه التخفيف من حدة آلامها الجسدية والنفسية التي ألمّت بها والتي ضاعفتها عناوين اللامبالاة المتعددة، وذلك منذ أن تعرضت لحادث سير بالتاريخ المذكور، يومها حين كانت على متن دراجة بصدد نقل قفة الغداء إلى أختيها اللتين تشتغلان براتب شهري بأحد المعامل يتراوح ما بين 600 وألف درهم؟ يسرى التي تبلغ من العمر 14 سنة، والتي رأت النور بحي دوار الحلفة بعمالة إقليمجرسيف، داخل أسرة فقيرة تتكون من 5 فتيات، وأم ربة بيت بالإضافة إلى أب بدون عمل قار، تبين بأنها أصيبت بكسر على مستوى الحوض، وبأنها مصابة على مستوى الرأس إذ أظهرت الفحوصات بالأشعة أنها تعاني على مستوى النخاع الشوكي وتلزمها عملية جراحية دقيقة، مصاريفها المادية ليست في متناول الأسرة المعدومة والتي تعاني من كل مظاهر الهشاشة والعوز والإقصاء الاجتماعي. يسرى اليوم التي كانت تتابع دراستها بمستوى الثامنة إعدادي والتي كان يشهد لها الجميع بالتفوق لا تبحث عن شيء سوى عن استرداد صحتها وعافيتها، وهي الأمنية التي باتت تتضرع والدتها ووالدها إلى الخالق كي يحققها لهما، بعدما صدّت في وجه ابنتهما كل أبواب الرعاية الطبية، المتوفرة نظريا والمفتقدة في حالة يسرى واقعيا، كيف لا وقد تنكّر لها الجميع بعدما أضحت مجرد هيكل عظمي، تقول والدتها، وذلك بعد أن قضت حوالي 4 أشهر بالمستشفى الجامعي بفاس. وعوض أن تبذل المجهودات من أجل منحها العناية الطبية اللازمة، تمت مطالبة أسرتها بتسلمها وإرجاعها للمنزل، وهو ما امتثلت له، وهي اليوم، تضيف والدتها وممرضتها، بأنها تعاني الأمرّين وتبكي أسرتها دما لا دموعا لحالها، فجسدها النحيف يتآكل لغياب سرير طبي ترقد عليه، والغيب وحده يعلم مستقبل هذه الفتاة المحرومة من الحق في التطبيب والحياة والتي، يقول عدد من معارفها، بأن الجميع يعاين كيف أن حياتها في وضعية خطر وعلى الرغم من ذلك لم تتدخل أية جهة لتقديم العون لها ولمساعدتها؟