تم اعتقال مواطنين هولنديين، أحدهما ينحدر من جمهورية الدومينكان، والثاني من جمهورية سورينام، للاشتباه بضلوعهما في عملية إطلاق النار، التي قتل فيها شخص وجرح اثنان آخران الخميس الماضي بمقهى "لاكريم" بالحي الشتوي بمراكش. وقد جاء توقيف المشتبه بهما نتيجة الأبحاث والتحريات المتواصلة التي تجريها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وقال بلاغ لولاية أمن مراكش أن عملية التنسيق المنجزة في إطار التعاون الأمني الدولي، أوضحت أن للمشتبه بهما سوابق قضائية عديدة وارتباطا مباشرا بقضايا الاتجار الدولي في المخدرات، والاختطاف واحتجاز الرهائن والمطالبة بفدية مالية، والسرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد، كما أكدت التحريات الميدانية أنهما ولجا المغرب قبل أسبوع تقريبا، وكانا يقطنان بفندقين أحدهما يوجد في مقابل المقهى مسرح الجريمة، وأنهما رُصدا في أربع مناسبات داخل هذا المحل العمومي وفي محيطه، فضلا عن أن أحدهما حاول الفرار عند توقيفه من طرف مصالح الأمن الوطني. وأضاف البلاغ أن إجراءات عرض المشتبه بهما على الشهود، بمن فيهم مالك المقهى والنادل وزبونان، سمحت بالتعرف عليهما انطلاقا من مجموعة من العلامات التشخيصية التي تميزهما، خصوصا ضفيرة الشعر والهيأة الجسمانية، كما مكنت التحريات الميدانية من رصد توقف السيارة التي كانا يؤجرانها لأكثر من أربع ساعات بالقرب من مكان إضرام النار في الدراجة النارية والسلاح المستخدم في الجريمة، قبل أن تتحرك من مكانها بعد ارتكاب الجريمة بوقت وجيز، وهو المعطى الذي أكده شاهد عيان، بعدما أوضح أنه رصد المشتبه بهما بالقرب من مكان إضرام النار في وسائل تنفيذ الجريمة. وبخصوص عمليات التفتيش، وتحليل الآثار التكنولوجية بحاسوب محمول في ملكية أحد المشتبه بهما -يقول البلاغ- فقد مكنت من رصد اهتمامه بالأسلحة النارية الفردية، بحيث قام بعدة أبحاث وتقصيّات في شبكة الأنترنت على نوع محدد من الأسلحة الفردية، وهو نفسه السلاح المستخدم في ارتكاب جريمة القتل بمدينة مراكش، وهو عبارة عن مسدس من نوع GLOCK من عيار تسعة ملمترات. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه بهما الأجنبيين، البالغين من العمر 29 و24 سنة، تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، في انتظار التوصل بنتائج باقي الخبرات التقنية والبيولوجية والباليستيكية، التي يباشرها مختبر الشرطة العلمية والتقنية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. ومازالت إجراءات التنسيق الأمني الدولي متواصلة، لتوقيف المحرض الرئيسي على ارتكاب هذه الجريمة، حيث تبين أنه يشكل موضوع أوامر دولية، بإلقاء القبض، صادرة عن المملكة المغربية لتورطه في الاتجار الدولي في المخدرات، ومبحوث عنه من طرف دولة أوروبية لضلوعه في جريمة القتل العمد، كما يجري التحقق من تواجده –حاليا- بجمهورية الدومينكان، التي ينحدر منها أحد المشتبه بهما الأجنبيين الموقوفين في إطار هذه القضية. هكذا سقطا في يد الشرطة الهولنديان كانا ينزلان بفندق قريب من مقهى «لاكريم»، وهو فندق في ملكية أحد المهاجرين في فرنسا، لكن قبل تنفيذ عملية إطلاق النار ببضع ساعات، انتقلوا إلى فندق آخر.. ومن الوهلة الأولى كانت تحركاتهما مشبوهة، فبعد وضع حقائبهما في الغرف وخروجهما بسرعة ، وغيابهما لفترة ثم عودتهما إلى الفندق وخروج واحد منهما وراء الآخر وهو يلتفت نحو هذا الاتجاه أو ذاك، قاما بعملية إطلاق النار. بعد ذلك بوقت قصير، عاد واحد منهما فقط. أحد رجال الأمن الخاص بالفندق، انتبه إلى أن هناك حركة غير عادية، فأخبر موظفي استقبال الفندق بأن تحركات هذين الأجنبيين مشبوهة.واطلع مسؤولو الفندق على ورقة دخولهما ، فتبين أنهما من هولندا.. عندها انتشر خبر أن إطلاق النار وقع في مقهى» لا كريم». وما كان من مسؤولي الفندق إلا أن أخبروا عن تحركات غير طبيعية لنزيلين من هولندا بالفندق. وحضرت الشرطة على التو، وحاول أحد الهولنديين الفرار بمجرد رؤيته رجال الأمن، لكن تمت مطاردته واعتقاله. بينما ركب الآخر السيارة المأجورة، من وكالة لكراء السيارات، ولحق به رجال الأمن وتم القبض عليه .وتبين أن أحد الهولنديين ينحدر من جمهورية الدومينكان والثاني من جمهورية سورينام..