القاهرة- يرى البعض أن علاقات الأسر تقوم بالضرورة على مبدأ المصارحة بين الطرفين، التي تعد الوسيلة الأنجع والأقرب للتوصل إلى السعادة الزوجية، بعيداً عن التنافر والارتماء في ريب متاهات الشك، ولكن هذا لا يعني الذهاب بعيداً في انصهار كل طرف إلى حد الذوبان في شخصية الآخر حيث تمّحي شخصيته وتتلاشىً. لا بد من وضع حدود للحرية الشخصية إذ يجب احترامها وعدم التعدي عليها، وتجاوز الشعور بأن العلاقة الزوجية تسلب الفرد حريته ولا تحقق ذاته، وخاصة عندما يكون هذا التضييق من جانب الزوج الذي طالما حاول ويحاول فرض سيطرته على زوجته في مجتمعنا الغارق في غمار ثقافة الذكورية وتمجيد الرجل مهما بلغت نقاط ضعفه وتفوق المرأة عليه. تقول نهال ج ويرى الدكتور محمود متولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة أن الصراحة من أفضل الصفات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان دون خلاف أو مزايدة عليها، والابتعاد عن الصراحة هو سر انهيار كثير من العلاقات في المجتمع ومن أهمها العلاقة الزوجية. أما بالنسبة إلى اعتقاد أغلب الأزواج أن إخفاء بعض الأشياء نوع من الذكاء الاجتماعي، فهذا بالطبع غير صحيح، فكيف سيفيد هذا الذكاء إذا اكتشف أحد الزوجين كذب الآخر عليه لبعض الحقائق الموجودة بالفعل حتى وإن كانت صغيرة أو بسيطة، هذا طبعاً سوف يسبب مشكلة كبيرة جداً، وأيضاً سيعمل على تشويه صورة هذا الزوج في عيون زوجته والعكس صحيح. ويقول الدكتور عبد الله العجمي أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية: إن الصراحة بين الأزواج كما نعلم مطلوبة في كل الأحيان، إلا أنها قد تنتج بعض المشاكل ولكن لا تكون سببها الصراحة، ولكن يكون سببها الاختيار الخاطئ لشريك الحياة الذي يجب أن أختاره وأن أعتبره فرداً لا يمكنني الانفصال عنه حتى في أبسط الأشياء وأتفهها، وإنني إذا صارحته بأي شيء وبكل شيء سيفهمني تماماً ويفهم سلوكي وعقليتي ويحترم تصرفاتي، مما لا يثير أي مشاكل في الحياة الزوجية رغم علمه بكل شيء، ولذلك فالصراحة شيء يجب أن يطبق وينفذ حتى تكون الحياة الزوجية قائمة على أساس سليم.