وسط حديث عن طرد البوليساريو من المؤتمر الخامس للشراكة الإفريقية الأوروبية الذي سينعقد بأبيدجان.. ترأس عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وفدا مغربيا مشاركا في الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي على مستوى وزراء الخارجية، والمنعقد بالمقر العام للاتحاد بأديس أبابا بأثيوبيا، وهو الاجتماع المخصص للإعداد للقمة الخامسة للشراكة الإفريقية الأوروبية التي ستنعقد بأبيدجان بالكوت ديفوار أيام 29/30 نونبر 2017. و قالت مصادرنا إن الوفد المغربي قد حرص على إغناء مشاريع الوثائق المقدمة لهذا الاجتماع مع التأكيد على ضرورة التحضير الجيد لتكون هذه المحطة نقلة نوعية في علاقات الشراكة بين إفريقيا و أوروبا. و من المعلوم أن المغرب قطع أشواطا عديدة في مجالات مختلفة قد تكون سندا و مرجعا لإفريقيا لاكتساب رهانات المستقبل. وفي هذا الصدد أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، أول أمس الاثنين بأديس أبابا في تصريح لوسائل الإعلام، أن المغرب يدعو بقوة إلى إرساء شراكة "متوازنة" بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي من شأنها خدمة مصالح الطرفين، وتمهيد الطريق أمام مستقبل مشرق لإفريقيا وأوروبا. ويعمل المغرب بخطى ثابتة واستراتيجية في التوجه جنوب جنوب، يساعده في ذلك موقعه الاستراتيجي الهام وسياسته الواقعية والحكيمة الهادفة إلى إرساء ثقافة مغايرة لمختلف الأجندات التي تحكمت في مفهوم علاقة الشمال بالجنوب، وهي أجندات جعلت، من التمدد المدعوم بثقافة البترودولار، للحرب الباردة، حجرة عثراء ضد كل التحولات الجديدة التي تفرضها المرحلة، والوقوف ضد إيجاد حلول جذرية للتحديات التي تواجه المحيط الإقليمي والدولي في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والبشرية والأمنية . وهي التحولات التي تفرض اليوم شراكات كبيرة بين التكتلات الإفريقية والأوروبية، لا مكان للضعف فيها، ولا لأوهام تهريب المجموعات البشرية، بوعي أو بدونه، فوق تراب مهدد بكافة التحديات التي تواجهها منطقة الساحل والصحراء، التي تحتاج إلى تكثيف الجهود الإفريقية والأوروبية، في إطار شركات تعي حجم خطورة الوضع وتداعياته على المجالين الإفريقي والأوروبي، وهو المجال الذي تنشط فيه كافة الأجندات التي تتغذى بفراغ التنسيق في كافة الواجهات، كما هي الأجندات التي تعتبر الشمال شمالا، والجنوب جنوبا، والمنتشرة في كلا الضفتين، بناء على تصورات ناتجة عن مخلفات حرب باردة تدفع في اتجاه تغييب نقط اللقاء والشركات المتوازنة والواقعية. وهي الشركات التي تمليها اليوم متطلبات الظرفية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية والأمنية، والتي يعي فيها الطرفان الأوروبي والأفريقي دور المغرب الاستراتيجي الهام.. وبناء على التحولات الكبرى والتوجه الجديد في العلاقات الأوروبية الإفريقية من أجل إرساء عالم مغاير مواجه لكافة التحديات، يبدو وجود الكيان الوهمي غريبا ولا يتماشى مع فلسفة التحولات، وهو ما تعيه بالفعل الدول التي تملك مصداقية العمل التشاركي بين الضفتين، الشيء الذي عبرت عنه صراحة مختلف الشخصيات العامة التي تملك القرار من أجل الخروج من مسخ مازالت الجزائر تتعلق بحبله في ورطة تحتاج جرأة سياسية واقعية للخروج منها. وفي هذا الصدد تحدثت أوساط متتبعة أن: « التطور في أسلوب العمل الدبلوماسي المغربي ساهم في تحول دول كبيرة وفاعلة بالقارتين الأوروبية والإفريقية إلى الدفاع عن دور المغرب الاستراتيجي، وأن المغرب قام بتطوير علاقاته مع دول عديدة في إفريقيا وأوروبا وارتقى بعلاقاته معها من علاقات دبلوماسية وصداقة عادية إلى شراكة استراتيجية تقبل فيها تلك الدول – أحيانا- المواجهة والدفاع الدبلوماسي عن المملكة حتى ولو كان ذلك في غيابها، وهو ما يعبر عنه تحرك فرنسا الدبلوماسي الأخير لمنع حضور ‘‘البوليساريو‘‘ في قمة ‘‘الاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي‘‘ بالعاصمة «آبيدجان» نهاية الشهر المقبل.