ماذا لو انتقل كل الجمهور الرائع الذي حضر أول أمس السبت للمركب الرياضي محمد الخامس، إلى الكوت الديفوار يوم السادس من نونبر القادم؟ أكيد الفوز سيكون حليف منتخبنا. لا يختلف اثنان، أن الجمهور المغربي، والبيضاوي بشكل خاص، لعب دورا مؤثرا وكبيرا في الانتصار الذي حققه منتخبنا على الغابون. أيها الجمهور العظيم.. تستحق أن يكون لك منتخب في المونديال القادم. أصبحنا على بعد نقطة واحدة من الحصول على تأشيرة الدخول إلى روسيا، والمشاركة في مونديال الكرة 2018. نقطة واحدة توازي تسعين دقيقة تزيد بدقيقة أو دقيقتين، سيكون خلالها لاعبو منتخبنا هناك في الكوت ديفوار يوم سادس نونبر القادم، مطالبين بالتركيز، باللعب الرجولي، باعتماد ذلك الأسلوب الجميل الممزوج بين الاندفاع البدني وبين التركيز والمهارة في تمرير الكرة والتقدم للهجوم، كما فعلوا أول أمس السبت. بإمكان منتخبنا تحقيق التأهل يوم سادس نونبر المقبل، ولِمَ لا يفعلها وهو المنتخب الوحيد في إفريقيا الذي لم يسجل عليه أي هدف ولم يخسر أي مباراة من بين المنتخبات العشرين التي تخوض التصفيات العالمية بعد خمس جولات من التباري؟ بل يعتبر دفاعه الأحسن عالميا في هذه التصفيات. والواقع، أن منتخبا كمنتخب المغرب، سيكون من الظلم أن يحرم من حضور المونديال، على غرار منتخبات عديدة في إفريقيا ستجد نفسها ربما،بعد مسار متميز قطعته في التصفيات، محرومة –بدورها- من السفر إلى روسيا، لأن نظام التصفيات يعتبر ظالما للكرة الافريقية مقارنة مع ما يعتمد في باقي الاتحادات القارية الأخرى، التي يحافظ فيها نظام التصفيات على حظوظ المنتخبات المجتهدة، ويمنح غير المحظوظة منها فرصة لعب مباريات السد، ولا يحكم عليها بالتالي ب»الإعدام» دون منحها فرصة أخيرة للدفاع عن نفسها. نترقب،على هذا المستوى،أن يفكر الطاقم الجديد الذي يقود الاتحاد الافريقي لكرة القدم، والذي يحتل فيه فوزي لقجع موقعا متميزا، أن يبادر من الآن إلى التفكير في تقديم مقترح جدي يمنح نظاما يفتح آفاقا جديدة للكرة الافريقية. منتخبنا أصبح إذن على بعد نقطة واحدة فقط، وذلك بفضل انتصاره الرائع أمام ضيفه الغابون، وكذا بفضل نتيجة التعادل التي انتهى بها لقاء مالي والكوت ديفوار يوم الجمعة. وعلى ذكر تلك المباراة التي ساعدتنا على اعتلاء سبورة الترتيب، من شاهدها وتابعها ،أكيد سيرفع القبعة تحية احترام للاعبي منتخب مالي على الأداء الرجولي والمثالي الذي قدموه. منتخب مالي دخل المباراة، وهو حسابيا غير معني وبمسافات طويلة بالسباق نحو الحصول على البطاقة الوحيدة في مجموعته لحضور مونديال روسيا 2018، لم يكن لديه أي حافز حقيقي يحركه سوى ربما "عزة نفس" ومحاولة رد الاعتبار لصورته وسمعته في منظومة الكرة الافريقية،ومع ذلك،ومن تابع أطوار تلك المباراة، سيكون قد ساوره شيء من الارتياب والشك في سبورة ترتيب منتخبات المجموعة، واضطر إلى إعادة الحسابات، بحثا عن أي من الحالات ربما ممكن أن تمنح لمنتخب مالي إمكانية التطلع للمنافسة جنبا إلى جنب مع الكوت ديفوار ومع المغرب.لكن سرعان ما سيتملكه الاندهاش حين التأكد أن هذا المنتخب المالي بأدائه العالي، وبتلك الرغبة الجامحة للاعبيه في التوقيع على نتيجة الفوز،يعتبر –حسابيا- خارج أي تنافس، بل إنه لا يمتلك أي نسبة مئوية لمجرد الحلم بالعودة إلى دائرة المنافسة على بطاقة التأهل. صحيح، مالي لعب المباراة بشحنة نفسية محفزة، بعد أن وُكّلت أموره إلى مدرب جديد ابن البلد، وبعد أن فتح الباب للاعبين جدد صغار في السن، ولديهم طموح في تأكيد حضورهم في منتخب بلدهم،وبعد التخلص من ألان جيريس المدرب الذي فشل في كل محطاته الافريقية، التي مر منها كالسنغال والغابون وجورجيا وأيضا كل الأندية التي دربها كتولوز، باري سان جيرمان،وكذا فريق الجيش الملكي عندنا هنا في المغرب،لكن مع كل ذلك، مالي بعثت رسالة واضحة تؤكد من خلالها للعالم،للفيفا ولكل المتتبعين الكرويين في كل مكان،أنه في افريقيا هناك احترام والتزام بميثاق أخلاق الرياضة،في افريقيا، موجودة وحاضرة الروح الحقيقية للمنافسة الشريفة. فشكرا لمنتخب مالي على شرف المنافسة،وشكرا أكبر لأن عدم تساهلك وعدم استسلامك أمام الكوت ديفوار،منح منتخبنا الوطني أملا آخر في التطلع للتأهل للمونديال. شكرا لأن تعادلك منح منتخبنا الامتياز في التموقع في الصف الأول، وهو الموقع الذي يجعل مصيرنا بأيدينا، ويجعل حضورنا في كأس العالم 2018 رهينا بنجاحنا في تفادي الهزيمة في المحطة الأخيرة من التصفيات، بعد أن كانت الحسابات قبل مباراة مالي والكوت ديفوار تُلزم منتخبنا باللعب في الكوت ديفوار يوم السادس من نونبر القادم،من أجل الفوز ولا شيء غير الفوز لإحراز بطاقة التأهل. نحلم بالتأهل، ونمتلك كل الحظوظ لتحقيق ذلك، والتأهل سيكون أكبر هدية للجمهور المغربي الكبير الذي يستحق أن يكون له منتخب في المونديال القادم.