الدكتور بدر تناشري الوزاني، رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة بداية هل يمكنكم تقديم تعريف عن الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، عدد المنتسبين لها، مهامها ومجالات تدخلها … الخ؟ لقد تم إحداث هيئة البياطرة الوطنية بظهير شريف رقم 1-93-230 ، وهي تضم جميع الدكاترة البياطرة الذين يزاولون مهنتهم بالمغرب، إما في القطاع الخاص أو في المصالح التابعة للدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة، وإما بصفة مدرسين في التعليم العالي للطب البيطري، أو بالقوات المسلحة الملكية، أو باقي إدارات الدولة، ويجب على المعنيين بالأمر أن يطلبوا القيد فيها قبل الشروع في مزاولة المهنة. تتمتع هيئة البياطرة الوطنية بالشخصية المعنوية، وهي تهدف إلى صيانة المبادئ والتقاليد المرتبطة بالمروءة والكرامة وصفات الاستقامة التي يقوم عليها شرف مهنة الطب البيطري وتحرص على قيد أعضائها بما تقضي به القوانين والأنظمة والأعراف التي تحكم ممارستها. وتقبل لمزاولة مهنة البياطرة وفق الإجراءات والشروط المنصوص عليها في ظهيرنا الشريف هذا المعتبر بمثابة قانون. إلى جانب ماسبق فإن الهيئة تسهر على ضمان حرية اختيار البيطري من قبل صاحب الشأن وتتأكد من أن إبدال الأتعاب البيطرية المتفق عليها بين الطرفين عادلة ومدروسة، ولها أن تسن أي نظام ستلزمه مزاولة المهمة المنوطة بها، كما تضع مدونة الواجبات المهنية التي تتولى الحكومة وضعها موضع التنفيذ. وتقوم زيادة على ما ذكر، بالدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للبياطرة وتتولى تنظيم وإدارة مشاريع التقاعد بالنسبة للبياطرة غير المنتمين للقطاع العام، فضلا عن كونها تمثل مهنة البيطري إزاء الإدارة وتقدم مساعدتها بناء على طلب من الدولة لوضع وتنفيذ السياسة المتعلقة بالصحة وتنمية الموارد الحيوانية. وتمارس هيئة البياطرة الوطنية اختصاصها بواسطة مجلس وطني و4 مجالس جهوية هي المجلس الجهوي لجهة الشمال الغربي، المجلس الجهوي لجهة الوسط الشمالي، المجلس الجهوي لجهة الوسط والمجلس الجهوي لجهة الجنوب. ويبلغ حاليا عدد المسجلين بالهيئة الوطنية ما يقارب 1530 بيطريا بين القطاعين الخاص والعام. عيد الأضحى لهذه السنة بالخصوص، رافقته انتقادات كثيرة واحتجاجات نتيجة لتعفن لحوم العديد من الأضاحي بعد ذبحها، التي تم نسبها لطبيعة الأعلاف غير الصحية وبعض الممارسات، إلى أي حدّ مايروج هو صحيح؟ في إطار العمل والتتبع اليومي للأطباء البياطرة في القطاعين العام و الخاص، أكدوا لنا جميعا أن ما تم الترويج له مؤخرا حول أسباب تعفن ذبائح عيد الأضحى هو لا أساس له من الصحة ويبقى مجرد تخمينات وإشاعات. أصدرتم بلاغا يحمّل المسؤولية للمستهلك وهو نفس طرح أونسا، علما أن المغاربة لم يتعرفوا على الذبح في مدة قصيرة لأن الاحتفالات بعيد الأضحى تعود لسنوات عديدة باعتبارها طقسا دينيا، ماهو تعليقكم؟ نشاطركم الرأي على أن المواطن المغربي ليس حديت العهد بالاحتفال بعيد الأضحى وما يرافقه من طقوس ذبح وإعداد وحفظ للحوم الأضاحي، غير أن جميع تحاليل العينات المأخوذة من اللحوم الفاسدة أكدت أن السبب الرئيسي هو تكاثر البكتيريا التي تتواجد بشكل طبيعي في جسم الحيوان، لكنها تكاثرت بعد الذبح بشكل كبير. بالمقابل أود أن أذكر أيضا بأن مربي المواشي الذين يزودون السوق بالأضاحي خلال فترة عيد الأضحى هم نفسهم الذين يزودون الأسواق المغربية باللحوم طيلة السنة، ولم يعاين الأطباء في أي لحظة من اللحظات أي مشكل. أشرتم إلى أن القطعان تستفيد من حملات للتلقيح، ماهي طبيعة هاته التلقيحات ومراحلها؟ يقوم الأطباء البياطرة الخواص تحت إشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية بحملات تلقيح سنوية ضد الأمراض المعدية كالجدري ومرض اللسان الأزرق بالنسبة للغنم والماعز، أما بالنسبة للأبقار فقد تم تلقيح ما بين 15 يوليوزو 31 غشت 2017 كافة القطيع الوطني ضد الحمى القلاعية التي تتواجد في دول الجوار. هناك حديث قوي من طرف مهنيين ومتدخلين عن وجود أدوية وعقاقير مهربة تطرقتم لها أنتم كذلك من خلال بلاغكم الأخير، هل من توضيحات عن نوعيتها، مفعولها، والإجراءات المتخذة في هذا الصدد؟ كباقي المواد المهربة عن طريق حدود المملكة، يتم ترويج بعض الأدوية والعقاقير البيطرية في بعض الأسواق الأسبوعية كمضادات الطفيليات والمضادات الحيوية، ونحن كهيئة وطنية نقوم بمراقبة هذه الآفة ونعمل على مراسلة الجهات المختصة لمحاربة التهريب. كلمة أخيرة؟ في الأخير نود التأكيد على أننا ننوه بالمجهودات التي تقوم بها جريدتكم لتنوير الرأي العام، كما تدعو الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة جميع المتدخلين والشركاء في القطاع إلى تكثيف الجهود من أجل عدم ظهور هذا المشكل مستقبلا والحصول على أضحية سليمة خصوصا وتزامن عيد الأضحى مع فصل الصيف في السنوات المقبلة.