علمت الجريدة من مصادر متطابقة من مدينة تارودانت، بمصرع عدد من المواطنين والمواطنات منهم ثلاثة من أسرة واحدة فيما لم تتمكن مصادرنا من حصر عدد المفقودين جراء تساقط أمطار طوفانية تجاوزت 120 ملم في الساعة بمنطقة جماعة حد إيمولاس بتارودانت، وهي الامطار التي لم تعرفها المنطقة منذ 20 سنة مضت. وكشفت مصادر الجريدة أن خسائر مادية جسيمة كبيرة في المنشآت الفنية واللوجيستيكية طالت حتى الجماعات المجاورة كتالكمانت وامولا مايس، حيث جرفت الامطار الطوفانية المئات من رؤوس الماعز والأغنام والبقر، فيما اختفت عدة منازل من على سطح الارض . وأعلنت مصادرنا تخوفها من أن تكون الكارثة خلفت مواطنين ضحايا تحت الأنقاض. كما أفادت مصادرنا أن السلطات المحلية والسكان اعتمدوا على وسائل بدائية للبحث عن ناجين من الكارثة التي حصدت الاخضر واليابس في طريقها نتيجة اهتراء المساكن، وعدم وجود قنوات الصرف الصحي وغيرها. وحسب مصادرنا التي استقيناها عبر الهاتف ، فقد بدأ تهاطل الامطار منذ صباح أول أمس في حدود الساعة الحادية عشر إلى أن تجمعت المياه في شكل سيول طوفانية حولت الجماعة الى منطقة محاصرة من كل الجهات إذ جرى تدفق المياه في شكل سيل عارم انطلاقا من وادي إسوال شمال حد ايمولاس ووادي تنفاشت ، حيث التقى سيل الواديين ليكون فيضانا ضخما اتجه نحو سد سيدي عبدالله بجماعة تمولكت الذي لايزال في طور البناء، كما نزلت امطار طوفانية قادمة من قمم جبال الاطلس لتزيد الأمور خطورة. واعتبرت المصادر أن الفيضان المفاجئ الذي ضرب منطقة إيمولاس يشبه فيضانات " أوريكا" بمراكش لسنة 1995 من حيث القوة وطابع المفاجأة، مضيفة أن الوادي قد جرف مجموعة من الصخور وهو ما قد يقلل من فرص نجاة من وجده في طريقه، وخاصة رعاة الماعز الذين يتواجدون عادة في مجاري المياه الجافة طلبا للكلأ والماء لقطعان ماشيتهم . وعزت مصادر الجريدة الكارثة إلى تكون ضغط جوي مرتفع فوق سفوح جبال الأطلس الكبير مما نتجت عنه أمطار عاصفية قوية فاقت 120 ملمترا في الساعة. وفي ظل انعدام أية آلية للتواصل مع المسؤولين بالإقليم، فقد علمت الجريدة من مصادرها اضطرار السلطات الى تأجيل كل كل التدشينات المتعلقة بذكرى 20 غشت الى تاريخ لاحق، من أجل التفرغ لمعالجة آثار الأزمة الخطيرة . ولم تعلن بعد السلطات عن حجم الخسائر البشرية والمادية لحادث الفيضان، حيث تعذر علينا الاتصال بمسؤولي المجلس المنتخب لتقييم حجم الخسائر وحجم آليات التدخل المستعملة لإنقاذ الساكنة. وعرفت المنطقة والمناطق المجاورة، كوارث مشابهة مما حدا الى برمجة بناء سد مازال في طور الانجاز بالمنطقة ومن شأنه تخفيف حجم الخسائر في حالات مشابهة حين شروعه في العمل.