كان الدفاع يمني النفس في تحقيق الفوز في أول ظهور رسمي له أمام جماهيره هذا الموسم، وبدا ذلك واضحا من خلال النهج الهجومي الذي اعتمده مدربه طاليب في هاته المباراة التي أشرك فيها أربعة لاعبين جدد من أصل ستة انتدبهم الفريق الدكالي في الميركاتو الصيفي الأخير ، إلا أن تحقيق هذا المسعى كان يبدو صعب المنال بالنسبة للدفاع الذي واجه خصما صعب المراس نهج خطة دفاعية محضة (4-5 -1) لتفادي الخسارة بالجديدة . الدفاع الحسني الجديدي وصيف بطل الموسم الماضي أخفق في التوقيع على انطلاقة موفقة في النسخة السابعة من منافسة البطولة الوطنية الاحترافية بعدما أرغمه ضيفه شباب أطلس خنيفرة على التعادل في المباراة التي جمعت بينهما على أرضية ملعب بن محمد العبدي بالجديدة الذي اكتسى حلة جديدة بعد خضوعه لعدة إصلاحات جذرية همت عددا من مرافقه الرياضية الأساسية ، بما في ذلك أرضية الملعب التي خضعت لعملية إعادة التعشيب ،إلى جانب تكسية مدرجاته بازيد من 7800 كرسي. الفريق المحلي كان هو صاحب المبادرة ، ومارس لاعبوه ضغطا قويا على دفاع الزوار سعيا وراء اقتناص هدف السبق ، حيث أتيحت للمهاجم عدنان الوردي مع بداية المباراة فرصتين سانحتين للتهديف لم يستغلهما بالشكل المطلوب ، وقد نجح أبناء زيان الذين كانوا يدافعون بأكبر عدد من اللاعبين ، في امتصاص حماس المحليين وأغلقوا كل المنافذ المؤدية نحو مرمى الحارس مصطفى العيادي القادم من الجمعية السلاوية الذي كان هو الآخر حاضر البديهة في أول اختبار له بقميص الشباب . وأمام التكتل الدفاعي للفريق الخنيفري، الذي كان لاعبوه منضبطين تكتيكيا بشكل جيد على رقعة الملعب ، اضطرت العناصر الجديدية إلى الاعتماد على التسديد من بعيد لفك حالة الاستعصاء الهجومي كما هو الحال بالنسبة للوافدين الجديدين بلال المكري وفابريس نغاه اللذين جربا حظهما في التسديد دون جدوى ، كما حاول الغابوني ماريو ماندرو في إحدى المحاولات بالعزف المنفرد أن يكسر نتيجة البياض ويمنح سبقا للدفاع لولا الحضور الموفق للدفاع الخنيفري الذي تحمل عبء المباراة التي تسيد المحليون معظم أطوار شوطها الأول، لكنهم عجزوا عن ترجمة المحاولات التي أتيحت لهم إلى أهداف بفعل التسرع وغياب التركيز لدى لاعبي الخط الأمامي الذين بدوا عاجزين عن إيجاد حلول في منطقة عمليات الخصم. خلال الفصل الثاني من اللقاء ارتفع الإيقاع بعض الشيء، حيث ضاعف أصحاب الأرض من مجهوداتهم وناوروا من جميع الجبهات لخلخلة دفاع الشباب وإحراز هدف الامتياز، بالمقابل كان الفريق الخنيفري من حين لآخر يمارس حقه في التهديد عن طريق المرتدات الخاطفة التي كاد في إحداها أن يباغت الدكاليين عن طريق اللاعب عادل المسكيني الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس المخضرم عزيز الكيناني، إلا أن تسديدته علت المرمى. وعاكس الحظ أيضا زميله أيوب الكعداوي الذي كسر خطة الشرود وانفرد بالمرمى ، إلا أنه وأمام اندهاش الجميع أخفق في التسجيل بعد تدخل انتحاري لحامي عرين الفرسان. في مقابل ذلك أتيحت أبرز فرصة للدفاع الجديدي لتوقيع هدف التفوق في حدود الدقيقة (63) بواسطة المهاجم التانزاني سيمون مسوفا إلا أن التموضع الجيد للعميد سمير زكرومي أمام المرمى، حرم المحليين من هدف محقق. ورغم التغييرات التي أٌقدم عليها المدرب الجديدي طاليب على مستوى الخط الأمامي والاندفاع الكلي للاعبي الدفاع نحو منطقة عمليات الشباب في الربع ساعة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لإنهاء حالة الاستعصاء، خاصة أمام التغطية الدفاعية المحكمة والاستماتة القوية لأبناء منطقة زيان الذين نجحوا في كبح جماح الدكاليين وعادوا بنقطة ثمينة من خارج الديار.