كثفت السلطات المغربية حراسة الشواطىء والمنشآت الحساسة داخل التراب الوطني، وذلك تحسباً للاعتداءات الإرهابية التي يمكن أن تستهدف بلادنا، حيث لاحظ المواطنون نشر القوات المسلحة الملكية للعديد من المدرعات، وكذلك منصات صواريخ مضادة للطائرات. فبمدينة المحمدية لوحظ نشر للمدرعات بالقرب من ميناء المحمدية ومؤسسة لاسامير، كما تم نشر منصات صواريخ مضادة للطائرات والشاحنات وآليات عسكرية أخرى بشاطىء العنق وسط الدارالبيضاء، وكذلك مدرعات تابعة لسلاح القوات المسلحة الملكية المغربية. وتأتي هذه الاحتياطات بعد التحذيرات التي كانت من ورائها الاستخبارات الأمريكية التي أكدت أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وكذا أنصار الشريعة يعتزمون استهداف العديد من المنشآت بالمغرب والجزائر وتونس، خاصة بعد أن تم التداول على أن التنظيمات الإرهابية استولت على العديد من الطائرات بليبيا قدرت ب 11 طائرة مدنية ليبية. ومن أجل تسليط الضوء على هذه الاجراءات الاحترازية التي اتخذها المغرب، اتصلنا بوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، إلا أن هاتفه ظل يرن بدون جواب. والأسئلة التي تطرح نفسها أمام هذه المستجدات تتعلق بما إن كان نشر منصات الصواريخ المضادة للطائرات والمدرعات ودخول المؤسسة العسكرية على الخط له علاقة بالوضع الحالي القائم بليبياوالتهديدات الإرهابية التي أطلقتها جماعات متشددة ضد المغرب وغيره، أم أن هناك أسباب أخرى؟ وهل المغرب يعيش تهديداً حقيقياً من طرف ما يسمى بقوات «داعش» المسيطرة على مطار طرابلس الليبي واستيلائها على العديد من الطائرات، التي يمكن تفخيخها واستعمالها لاستهداف المنشآت المغربية الحيوية؟ وهل هذه التهديدات، دعت المغرب إلى التنسيق الأمني مع دول الجوار؟ وما شكل هذا التنسيق وحدوده؟ وهل أقدم أو سيقدم المغرب على إغلاق الممرات الجوية بين المغرب وليبيا في خطوة استباقية واحترازية لأي ضربة إرهابية؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي على الجهات المسؤولة تنوير الرأي العام حولها؟ في ذات السياق، أقدمت أيضاً الجزائر وتونس على إغلاق ممرات كانت تستعملها الطائرات الليبية المدنية، بسبب عدم وضوح الرؤية حول وضعية مطار طرابلس، كما دفع الأمر بإسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا واليونان ومصر إلى تثبيت رداراتها صوب الفضاء الجوي الليبي لردع أي هجوم محتمل.