معدات عسكرية ثقيلة، وبطاريات دفاعية، ومنصة لإطلاق صواريخ أرض جو، معدات فوجئ بوجودها البيضاويون قرب الشاطئ بحي العنق بالدارالبيضاء. سابقة جعلت الفرضيات تتناسل ويزداد معها الغموض، حول الجدوى منها وغرضها. وتطرقت الصحف المغربية الصادرة نهاية الأسبوع لهذا الخبر، حيث كتبت "الصباح" على صدر صفحتها الأولى أن "أولى استعدادات المغرب لامتحان النسخة المغاربية من هجمات 11 شتنبر، بدأت تظهر وذلك على إثر تحذيرات استخباراتية أمريكية من إمكانية استهداف تنظيمي القاعدة في المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة لأكبر المدن المغاربية، كاشفة بدء عملية تلغيم طائرات ليبية بالمتفجرات، من أجل هجمات جوية تستهدف منشآت حيوية في دول شمال إفريقيا، وذلك في سيناريو شبيه بهجمات 11 شتنبر 2001 بنيويورك وواشنطن". أما "المساء" فتخبرنا أن "الأمر يتعلق برفع حالة اليقظة لمراقبة المجال الجوي المغربي بعد تحذيرات غربية، مشيرة إلى تواتر تقارير تحذر من إمكانية استعمال الطائرات التي تمت السيطرة عليها بمطار طرابلس من أجل ضرب أهداف حيوية بدول شمال إفريقيا". من جتنبها كتبت "أخبار اليوم المغربية" أن "الجرف المطل على الساحل الأطلسي بمدينة الدارالبيضاء عرف حركة غير عادية لقوات البحرية الملكية، مجهزة بمنصات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات ومدافع وأسلحة أوتوماتكية متنوعة، وتحديدا عند المنطقة المعروفة بالعنق". بينما كتبت الاتحاد الاشتراكي على صفحتها الأولى، مقالا مرفوقا بصورة للمعدات التي وضعت على الساحل البيضاوي، وقالت إن القوات المسلحة الملكية نشرت العديد من المدرعات، ومنصات للصواريخ مضادة للطائرات، بمدينة المحمدية وبشاطئ العنق". أما الأحداث المغربية فأعطت الكلمة لمصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي ياسم الحكومة، والذي لم يعلق على الموضوع بدعوى عدم صدور بلاغ حول الموضوع من القيادة العليا المسلحة الملكية بالرباط، كما عرضت الجريدة تصريحا تلفزيا لمسؤول أمني جاء فيه أن هناك مغاربة تدربوا في الخارج على قيادة الطائرات، ما يشكل تهديدا محتملا". وبالجارة الجزائر، تضيف اليومية، أن الأمر نفسه حدث لكن بمعطيات مختلفة، إذ كشفت جريدة الفجر الجزائرية عن شروع وزارة الدفاع الوطني في نصب منصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس 125 روسية الصنع في عدد من ولايات الشرق خاصة منها الحدودية مع تونس وليبيا، في خطوة استباقية واحتياطية تحسبا لأي هجمات إرهابية محتملة من جانب الجماعات الإرهابية". الخطر المحدق استنفرت التهديدات الإرهابية ل" داعش" السلطات المغربية منذ شهور، قبل حتى الإعلان عن قيام ما يسمى ب"الدولة لإسلامية"؛ أي حينما كان التنظيم يزحف نحو بغداد لاستكمال" فتحه" للعراق. وتوالت تحذيرات السلطات المغربية من خطر"داعش" منذئذ، إذ نبه محمد حصاد، وزير الداخلية، أمام اجتماع سابق للمجلس الحكومي، استنادا إلى معلومات استخباراتية، إلى أن المغرب لم يعد بمنأى عن خطر الإرهاب، بل وصف هذا الخطر بأنه جدي. والأكيد أنه ما دام الأمر متكتم عليه رسميا، فمعناه أن الأمر عسكري صرف، وعلى درجة من الأهمية القصوى.