حددت الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية تاريخ 18 أكتوبر لتلقي عروض إبداء اهتمام من طرف المستثمرين المغاربة والدوليين المهتمين بالاستثمار في مزارع لتربية الأسماك والمحار في منطقة الحسيمة. ويشمل عرض الوكالة 22 مشروع مزرعة على مساحة 470 هكتار ممتدة على طول الشريط الساحلي من جماعة أيت يوسف أوعلى قرب الحسيمة شرقا إلى جماعة تزغان في الغرب بطول 120 كيلومتر. وقسمت الوكالة هذا العرض إلى شقين، شكل كل منهما موضوع طلب ابداء اهتمام منفصل. ويتعلق العرض الأول ب18 مشروع موجه للمستثمرين الدوليين والمغاربة، فيما تعلق الثاني بأربعة مشاريع خصصت للمقاولين الشباب من أبناء المنطقة. فبخصوص المشاريع الموجهة للاستثمار الدولي والوطني أوضحت الشركة أنها تتعلق بإنجاز 14 مزرعة بمساحة 25 هكتار للواحدة، موجهة لتربية الأسماك، بالإضافة إلى 4 مزارع بمساحة 15 هكتار للواحدة موجهة لإنتاج الصدفيات. أما طلب إبداء الإهتمام الثاني فتضمن 4 وحدات إنتاجية بمساحة 15 هكتار للواحدة ومهيئة لتربية الصدفيات. وبعد تلقي عروض المستثمرين في 18 أكتوبر سيتم انتقاء المقاولين الذين ستفوت إليهم المشاريع على أساس مجموعة من المعايير، خاصة الأهلية الفنية والكفائة المالية والجدوى الاقتصادية والتجارية والوقع البيئي للمشروع، وستعلن النتائج في 18 دجنبر. ويندرج هذا العرض في إطار الاستراتيجية الوطنية لتشجيع تربية الأحياء المائية في إطار مخطط أليوتيس. وتهدف هذا الاستراتيجية إلى زيادة حصة تربية الأحياء المائية في الإنتاج الوطني من الأسماك والصدفيات من 0.01 في المائة حاليا إلى 11 في المائة من خلال وضع مخطط للتهيئة خاص بتربية الأحياء المائية. وفي هذا الإطار أطلقت الوكالة مند إحداثها في 2012 إستراتيجية التخطيط لتربية الأحياء البحرية على شريط ساحلي بطول 700 كلم. وتم تحديد المواقع الملائمة ووضع تصاميم التهيئة الخاصة بها. وقبل أشهر أعلنت الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية عن طلب إبداء اهتمام بالمشاريع المبرمجة في منطقة الداخلة. ويعتبر طلب الإهتمام بمشاريع الحسيمة ثاني عرض تقوم به الوكالة خلال العام الحالي. ويرتقب أن تعلن الوكالة عن فتح مجال الاستثمار في ثلاث مناطق أخرى وهي سوس ماسة وكلميم والمنطقة الشرقية. ورغم المؤهلات الطبيعية التي يوفرها المغرب، من خلال ساحل يمتد على طول 1500 كيلومتر، إلا أن زراعة الأحياء المائية لا تزال في بداياتها. وحتى الآن توجد بالمغرب 21 مزرعة، بلغ إنتاجها 470 طن خلال سنة 2016، موزعة بين إنتاج الأسماك، خاصة القاروص الأوروبي، بحصة 181 طن، وإنتاج المحار بحصة 289 طن. وتعود أولى التجارب الاستثمارية في مجال تربية الأحياء البحرية إلى أواسط الخمسينات حيث تم إدخال تربية المحار إلى منطقة الوليدية شمال آسفي. الأسماك إلى المغرب. ومند سنة 1985 اهتم المستثمرون بزراعة الأسماك، بداية في بحيرة الناظور، ثم توسع النشاط إلى منطقة المضيق. ومع إحداث الوكالة ووضع مخططات التهيئة الخاصة بتطوير هذا النشاط، دخلت زراعة الأحياء المائية بالمغرب مرحلة جديدة.