بلغ عدد الاستشارات الطبية بمختلف التخصصات في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، منذ انطلاق خدماته قبل ثلاث سنوات، 231 ألفا و801 استشارة. ووردت هذه المعطيات ضمن ملخص نشره المركز لحصيلة أدائه بمناسبة الذكرى الثالثة لتدشينه من طرف جلالة الملك محمد السادس يوم 23 يوليوز 2014. وتضمنت هذه الوثيقة رصدا لتطور أهم المؤشرات الخاصة بالإنتاجية وبالفعالية. وحسب المصدر ذاته فقد تم خلال الفترة ذاتها استشفاء ما يناهز 80 ألفا، من بينهم 40 ألفا و164 تم استشفاؤهم بمستشفى النهار، وهو ما يمثل 353 ألفا و451 يوم استشفاء، فيما استقبلت مختلف مصالح المستعجلات التابعة للمركز أزيد من 129 ألفا و192 مريضا تم استشفاء 17 ألفا و164 منهم. وحققت مصلحة الأشعة ما يقارب 90 ألف فحص، من بينها 8973 فحصا بجهاز الرنين المغناطيسي، و20 ألفا و456 فحصا بجهاز السكانير، و48 ألف فحص بالأشعة القياسية. كما أنجز المختبر المركزي ما مجموعه 800 ألف و386 تحليلا طبيا، في حين قامت مصلحة الكشوفات الوظيفية بما مجموعه 9848 تدخلا. وفي ما يخص المركب الجراحي للمركز، أشارت الوثيقة إلى أنه تمكن من إنجاز ما يناهز 17 ألف تدخل جراحي، عدد كبير منها يخص عمليات الجراحة المنظارية المتطورة، وكذا عمليات القسطرة والتي بلغ عددها 1209 تدخلات بالنسبة لأمراض القلب، و561 بالنسبة لجراحة الأوعية. وبالموازاة مع التطور الملحوظ في الأرقام والمؤشرات الذي جاء نتيجة تفاني شغيلة المركز بجميع فئاتها، فقد حققت هذه المنشأة الاستشفائية، وفق المصدر ذاته، العديد من العمليات النوعية على المستوى الجهوي وأحيانا على المستوى الوطني، بشكل يعكس الكفاءة العالية لأطر ومستخدمي المركز، وأهمية التجهيزات البيو-طبية التي يتوفر عليها. ومن هذه العمليات، أشارت الوثيقة، على الخصوص، إلى زراعة قوقعة الأذن، وعملية فصل توأم سيامي، والتدخل الجراحي لمعالجة المرض الخلقي "ضيق في الشريان الأبهر"، وعملية جراحية بواسطة تقنية الليزر للمسالك البولية، والتدخل الطبي الاستعجالي لعلاج الجلطة الدماغية، وأول مضخة أنسولين وغيرها من العمليات الدقيقة. وأضاف المصدر أن المركز يستقبل كذلك مرضى السرطان بجهة الشرق والجهات المتاخمة لها، حيث يستقبل سنويا ما يناهز 6000 مريض، من بينهم 1500 حالة جديدة. وقد بلغ عدد حصص العلاج بالأشعة 59 ألفا و806 حصص، في حين بلغت حصص العلاج بالكيماوي 37 ألفا و684 حصة. وفي السياق ذاته، أبرز المصدر أن افتتاح مصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية يوم 5 يناير 2015 شكل طفرة نوعية في التكفل بالحالات الاستعجالية، خاصة تدخلات المروحية الطبية التي تساهم في إنقاذ حالات ذات طابع استعجالي وبمناطق صعبة الولوج بجهة الشرق والمناطق المجاورة لها. وقد استقبلت هذه المصلحة 696 ألفا و916 مكالمة هاتفية، تمكنت من خلالها من التكفل ب6409 تدخلات طبية ميدانية، وإسعاف 102 حالة استعجالية بواسطة المروحية الطبية. وفي ما يتعلق بالتكوين الذي يعد من المهام الأساسية للمراكز الاستشفائية الجامعية، فقد استقبلت مختلف مستشفيات المركز خلال سنة 2016، ما مجموعه 227 طبيبا مقيما، و63 طبيبا داخليا، بالإضافة إلى أفواج من طلبة كلية الطب بوجدة والذين يقدرون ب1000 طالب، زيادة على المتدربين بمعاهد تكوين الممرضين ومعاهد ومدارس التسيير والتجارة وطلبة كلية العلوم والاقتصاد. وخلصت الوثيقة الصادرة عن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة إلى أن المركز بات الوجهة الأولى والمفضلة لمرضى جهة الشرق وحتى الجهات المتاخمة لها، ويأتي على رأسهم المرضى المستفيدين من نظام المساعدة الطبية (راميد) بنسبة تتجاوز 80 في المئة، وبفاتورة تناهز 240 مليونا و144 ألفا و67 درهما، والذين استفادوا، على غرار باقي الفئات الأخرى من المرضى، من ميزانية ضخمة رصدت لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، تجاوزت 100 مليون درهم خلال سنة 2016. غير أن المركز سجل أن هذا الوضع بقدر ما يشكل فخرا ومحفزا له للمزيد من التطور، فإنه يضعه إزاء العديد من التحديات والإكراهات الناتجة عن عدم احترام مسلك العلاجات وإغراق مستشفيات المركز بالكثير من الحالات التي يفترض التكفل بها في مستويات بمؤسسات صحية أخرى. واعتبر أنه في سنته الثالثة يكون قد حقق أغلب الأهداف التي سطرت لانطلاقته، ويبقى الطريق مفتوحا أمامه لتحقيق أهداف كثيرة، مضيفا أن ذلك لن يتأتى له إلا بتظافر جهود جميع المتدخلين في الشأن الصحي، وجميع السلطات المحلية والجهوية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية. وأكد المركز أن هذه الحصيلة تأتي كنتيجة لاستراتيجية الافتتاح التدريجي لمصالح المركز بمختلف المستشفيات التابعة له والمتمثلة في مركز الأنكولوجيا الحسن الثاني ( 45سريرا)، ومستشفى الصحة العقلية والأمراض النفسية ( 108أسرة) الذي أعيدت تهيئته ودشنه جلالة الملك سنة 2013. ثم مستشفى الاختصاصات ( 380سريرا) ومستشفى الأم والطفل 140( سريرا) وهما بنايتان جديدتان، تحترمان آخر المعايير الدولية.