نظمت الجماعة القروية لغنيميين بشراكة مع جمعية النهوض بالاسرة المهرجان الثالث تحت شعار »إرثنا تراثنا في خدمة التنمية المستدامة. في الفترة مابين 4 الى 10 غشت 2014 وما ميز الدورة الثالثة عن سابقتيها هو التنوع الذي حمله برنامجها والانفتاح على المجال الاقتصادي والترفيهي. الشيء الذي كان أحد الاسباب الرئيسية التي جعلت الاقبال على زيارته ارتفع بشكل لم يكن منتظرا ومتوقعا - مما جعل المنظمين اعتبارها التظاهرة الاكبر من نوعها على صعيد الاقليم. حيث سخرت جميع الوسائل من أجل جلب عدد كبير من الزوار المغاربة والاجانب وبالتالي ضمان نجاح الدورة. توجد الجماعة القروية لغنيميين وسط أجود مناطق المغرب. فهي تتوفر على أفضل أنواع التربة لانتاج الحبوب ما خول لها احتلال مواقع بالغة الاهمية لشهرتها على مستوى الانتاج الفلاحي وتربية الدواجن والمواشي وبعض الزراعات السقوية. ثم ان عدد سكانها يقدر بحوالي 17500 نسمة. اداريا تضم هذه الجماعة 25 دائرة. وتضم هي الاخرى 46 دوارا وتتوفر على 4 مركزيات للتعليم الابتدائي وثانوية اعدادية دشنت مؤخرا كانت مبرمجة منذ عهد وزير التربية الوطنية السابق. لحبيب المالكي وأيضا على ثانوية تأهيلية واحدة بها كذلك دار الطالبة ودار الطالب. ثم النقل المدرسي الذي تستفيد منه شريحة مهمة من التلاميذ. وخاصة التلميذات رفع من نسبة تمدرس الفتاة القروية. وساهم الي حد كبير من الحد من ظاهرة الهدر المدرسي - بالاضافة الى توفرها على سوق اسبوعي. يأمه سكان الجماعة كل يوم ثلاثاء. ويعتبر من أهم الاسواق الاسبوعية بالاقليم. وحول الاهتمام الكبير بهذا المهرجان والاستعدادات التي سبقت لتوفير كل الوسائل لضمان ونجاح الدورة الثالثة. اكد رئيس الجماعة القروية لغنيميين للجريدة انه لابد لجماعة قروية من حجم جماعة لغنيميين من متنفس تراثي ثقافي فني ثم تجاري ولو مرة كل سنة. وتجربتنا مع الدورة الاولى والثانية جعلتنا نفكر في اغناء هذا الرصيد الذي تتوفر عليه منطقتنا واشهاره للجميع. حتى نعرف بهذه النقطة من جهة الشاوية ورديغة وبما تزخر به من إرث تراثي يزخر بكل ما يضفي على اقليمنا روعة وجمالا لهذا قررنا كمسؤولين منتخبين ان نضع برنامجا حافلا بهذه الدورة يكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية لمهرجان حقيقي لا يتوفر على ميدان للفروسية والتبوريدة. بل لعرض مخزون موروث ابا عن جد منذ عقود خلت. عبر وضع برنامج استراتيجي يجمع التعريف بهذا المخزون. ويظهر مدى استفادة هذه الجماعة من موقعها الجغرافي، التي يميزها مع باقي الجماعات التابعة لعمالة اقليمبرشيد القريب من العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. ومن عاصمة الشاوية مدينة سطات. وانفتحت نحو أي تقدم حضاري. فبالاضافة الى تعميم كهربة العالم القروي والاستفادة من الماء الصالح للشرب،تم استقطاب القطب الصناعي والاستثمار المغربي او الاجنبي. وتخصيص منطقة صناعية بهذا الاقليم. دون اغفال ماهو ثقافي ورياضي وفني وتربوي واجتماعي. واضاف رئيس الجماعة ان الميزانية المخصصة لهذا المهرجان رغم تنوع برنامجه. ومرافقه. وارتفاع زواره. لم تتعد 11 مليون سنتيم. ومساهمات بعض الغيورين على هذه المنطقة من ابناء هذه الجماعة. فلم نتوصل بأي دعم ولا نتوفر على اي مستشهر. الدورة الثالثة لمهرجان لغنيميين عرفت مشاركة مميزة لعدد من فرق الخيالة. بلغ عددها حوالي 15 سربة. قدمت من المناطق والقبائل المجاورة. وأخرى من مناطق بعيدة. فهناك ثلاث فرق من جماعة لغنيميين أربع فرق من أولاد حريز الساحل. ومن أولاد عبو - وقيادة لهدامي أولاد عبو - ومن أولاد سعيد- ومن سيدي العايدي - ومن مزامزة سيدي العايدي. ومن بن معاشو. ومن بلدة حد السوالم. وايضا مشاركة من المغرب الشرقي، وجدة، الا ان المفاجأة الكبيرة في مجال التبوريدة وجود قائد علام احدى السربات المشاركة. وهي سربة. لا يتجاوز عمره تسع سنوات. وتمتطي حصانا ممرسا. ويقود خيالة سربته بكل حكمة لا ينقصه سوى حمل البندقة واطلاق البارود. لصغر سنه. اما التحكم في الحصان والسيطرة عليه فهو شيء متحكم فيه. انه الطفل الذي شارك في جميع الانطلاقات التي قامت بها سربته منذ انطلاق هذا المهرجان. عروض الفروسية التقليدية المقدمة امام عشاقها جمعت ومزجت بين اللوحات الفنية الرائدة لفن التبوريدة. التي قدمها افضل فرسان المنطقة. وجمال الخيول وخبرة الفرسان. اما في المجال الرياضي فقد عرف المهرجان تنظيم دوري في كرة القدم. وتنظيم سباق في العدو الريفي. وفي المجال الفني نظمت سهرات فنية موسيقية شعبية كانت البداية بفرقة مسناوة ميلود. وعلى مدار يومين تمكن القناعة والصيادون الهواة من ابراز مهارتهم في اطلاق النار على الاقراص الطائرة. هذه الرياضة ترتكز على الرماية على الهدف المتحرك بدلا من الرماية على الهدف مباشرة. وفي المجال الاقتصادي الذي لم يغب عن البرنامج وواضعيه تم استقدام قافلة طبية بطاقم طبي متنوع. شملت الفحوصات عدة تخصصات. بالاضافة الى الطب العام وطب العيون، كما تقرر اعدار ما يقارب 80 طفلا خلال الاسبوع الاول بعد انتهاء مدة المهرجان. وذلك لانجاح عملية الختان. وحفاظا على سلامة هؤلاء الاطفال. واختتم المهرجان بتوزيع الجوائز التحفيزية علي مقدمي السربات والخيول المشاركة. وعلى الفائزين في المسابقات الرياضية والقنص. وموازاة مع هذا المهرجان فقد نشطت الحركة التجارية بجود عدة تجار في كل المجالات في ذلك المقاهي المتنقلة. و قاعات الالعاب والباعة الجائلين. حيث وجد الزوار الذين فاض عددهم 20 الف زائر ضالتهم وحاجاتهم. بالمحلات التي هي عبارة عن خيام منصوبة احاطت بمدخل المهرجان وخيام الخيالة.