أثارت تصريحات أحد قادة المنظمة السياسية-الدينية، «حركة التوحيد والإصلاح»، حول تاريخ الجامعة المغربية و»القطاع الطلابي»، ردود فعل قوية من طرف العديد وسائل الإعلام، خاصة لما اعتبر أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كان عبارة عن تجمع للملحدين والفاشيين، الذيليين للأحزاب، الذين كان هدفهم منعُ الطلاب من الدراسة ومحاربة الإسلام. كما أكد هذا القيادي، المعروف بولائه للتيارات الظلامية الخليجية، أن منظمة «التجديد الطلابي» جاءت لتغيير هذا المنكر، ولمحاربة الفساد في الجامعة وإعلاء كلمة الأخلاق، منوهاً بالأنشطة «العلمية» التي تقوم بها هذه المنظمة، «الذيلية» للحركة المذكورة. أسباب الاستنكار القوي الذي أثارته هذه التصريحات، هي قراءتها المختزلة لسنوات طويلة من النضال الذي مارسته منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من أجل تعليم جامعي علمي ومن أجل كرامة الطلبة، بالإضافة إلى ارتباط هذا النضال بالمطالب الديمقراطية، في عِزّ سنوات الرصاص. غير أن الوجه الآخر لهذا الواقع، هو أن خيرة الأطر المغربية، هم من مناضلي هذه المنظمة الطلابية العتيدة، جمعوا بين الارتباط بقضايا الجامعة والتعليم والنضال الديمقراطي، وبين التحصيل العلمي والتفوق الدراسي. أما على مستوى الإنتاج العلمي والفكري، فجل أساتذة ومفكري ومختصي الجامعة المغربية، المتفوقين، والذين تَرَكُوا بصماتهم في مختلف المجالات، هم من تلامذة هذه المنظمة والأحزاب الديمقراطية. ولأن الجامعة كانت مشتلاً للنضال والفكر النقدي، فقد سلط عليها النظام السابق، كل أنواع القمع والتضييق، بدعم من القوى الرجعية آنذاك. ويعرف الجميع أن زرع طلبة الإخوان المسلمين، الذين كان يطلِق عليهم مناضلو الفصائل اليسارية، نعت «الخوانجية»، تٓمّ بإشراف البوليس، آنذاك، في إطار محاربة التوجهات الديمقراطية التي كانت سائدة في الجامعة. غير أن نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتزعمه يوسف القرضاوي، ليس له من مرجعية، لقراءة تاريخ الحركة الطلابية والجامعة، سوى مرجعية عهد إدريس البصري، والأجهزة القمعية، التي كانت تصف مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وأعضاء الأحزاب والمنظمات الديمقراطية، ب»الملحدين»، لتبرر كل أشكال الاختطاف والتعذيب والتنكيل التي كانت تُمارس عليهم.