أسفر التدافع والتراشق الذي حصل بين الجماهير، التي كانت تود الدخول إلى ساحة المنصة بساحة التحرير بالعرائش لحضور سهرة الغناء التي أحيتها الفنانة زينة الداودية يوم الجمعة الماضية حوالي منتصف الليل في إطار تنظيم اللقاء الرابع لمهرجان جمعية عبد الصمد الكنفاوي للمسرح والفنون، وبين القوات المساعدة عن خسائر فادحة في المقاهي المتواجدة بهذه الساحة والشوارع المجاورة لها، خصوصا في شوارع طارق بن زياد والحسن الثاني ومحمد الخامس إضافة إلى حالة الفزع والفوضى والإغماءات التي عرفتها هذه الساحة . وقد شهدت الساحة توافد جمهور غفير تجاوز عشرة آلاف متفرج لحضور الأمسية الختامية للمهرجان، معظمهم من الشباب والنساء والأطفال، وابتدأ هذا التدافع حينما منعت القوات العمومية الجماهير من الحضور في ساحة المنصة قبل بداية صعود الفنانة الداودية بقليل حوالي الحادية عشرة ليلا، على الرغم من توفر هذه الحشود البشرية على البطائق الخاصة بالسهرة، الأمر الذي جعلها تحتج وتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع هذه القوات، مستعملة في ذلك ما توافر لديها في ذلك الوقت من كراسي وكؤوس وأواني زجاجية في مواجهة هراوات هذه القوات، ليتحول المشهد في لحظة عين إلى تسونامي بشري يجرف كل من يقف أمامه في كل الاتجاهات، مما خلق هالة من الفزع امتدت على مساحة كبيرة وتسببت في أضرار كثيرة من أهمها : * خسائر فادحة لأصحاب المقاهي المتواجدة في هذه الساحة وتلك المتواجدة بالشوارع المجاورة لها والمتفرعة عنها ؛ * حدوث حالات إغماء لمجموعة كبيرة من النساء والأطفال، وإصابة بعضهم برضوض وكسور في مختلف أنحاء الجسم بعد تعرضهم لدهس ورفس من الأمواج البشرية المتدافعة والهاربة ؛ * ضياع مجموعة من الأطفال والرضع أثناء التدافع في الساحة واستمرار البحث عنها لمدة طويلة ؛ * سرقة الهواتف النقالة للمحلات المتواجدة في هذه الساحة وللزبائن الجالسين في المقاهي ؛ وقد زاد الطين بلة اشتعال النيران عندما دهس مجموعة من الشباب كانوا يتعاركون بالسيوف فيما بينهم على منصة صغيرة لبائع الزريعة الذي كان يتوفر على قنينة عاز البوطان، الأمر الذي اعتقد معه الحضور الكثيف بحدوث عملية إرهابية إضافة إلى ارتطام بعض الهاربين والهاربات بلوحة اشهارية حديدية في الساحة اعتقد البعض أنها إطلاق رصاص على الإرهابيين، وبالجملة، فإن الحادث خلق جوا من الهلع والفوضى امتدت حوالي نصف ساعة قبل أن تعزز الساحة بتوافد قوات التدخل السريع، قيل أنها أتت من القصر الكبير وجماعة الساحل لحفظ الأمن، وفرض حالة من الاستقرار لتستمر السهرة بعد ذلك على إيقاعات الشعبي للفنانة الداودية حتى الثانية والنصف بعد منتصف الليل على الرغم من مطالبة بعض الفعاليات السياسية المسؤولين والمنظمين بتوقيف السهرة. وقد عاينت الجريدة صباح اليوم الموالي إغلاق بعض المقاهي المتضررة في الساحة احتجاجا على الأضرار التي لحقت بها وبعدم الإنصات إلى مطلبها القاضي بعدم تنظيم الاحتفال بهذه الساحة، غير أنها استأنفت أشغالها في المساء بشكل عادي. إلى جانب ذلك سجلت الجريدة التنافس الكبير بين هذه الجمعية المنظمة للمهرجان وبين المجلس العلمي بالمدينة بالظفر بساحة التحرير، حيث كل منهما نظم أسبوعه الثقافي في الأسبوع نفسه وفي الساحة نفسها، مما أعطى الانطباع بأن هناك صراعا حادا بين العلمانيين والمحسوبين على الإسلاميين، إذ لا يعقل أن تمنح الرخصة لتنظيم مهرجانين في وقت واحد ومكان بعينه واحد للفنون الشعبية والآخر للقران الكريم وحفظته يمولان من المال العام، علما أن المجلس العلمي مؤسسة تابعة للدولة كان من الأولى والأفضل لها أن تتسامى عن هذا التنافس وتنظم مهرجانها في وقت مناسب، لأنها مؤسسة تمثل كافة الفئات المغربية وتستمد مشروعيتها من إمارة المومنين ومن الدين الإسلامي، ناهيك عن تميز رئيسها الدكتور ادريس بن الضاوية بالحنكة والحكمة والروية .