لم يمر اليوم الختامي من مهرجان الفنون الشعبية والمسرح، الذي تشرف عليه جمعية عبد الصمد الكنفاوي، هذه السنة بسلام.. إذ تدافع الآلاف من المتفرجين هربا بعد أن شاهدوا دخانا أبيض إنطلق من جنبات المنصة، وسرت خلال الواقعة شائعة بين المواطنين تفيد بأن "قنبلة انفجرت"، ما تسبب في بث حالة من الهلع والخوف الشديدين في نفوس المتفرجين الذين هربو بطريقة جعلت التدافع يتم بين الكل. ما جرَى تمّ قبيل اعتلاء الفنانة الغنائية زينة الدّاوديّة لمنصّة الحفل الذي كانت تستعدّ لتقديمه، وقد قالت ضمن تصريح لهسبريس إنّها لم تلحظ ما جرَى، وأنّ حفلها قد تمّ في جوّ عاديّ للغاية دون أي مشاكل تذكر حين تقديمها لأغانيها إلى جمهور مدينة العرائش. "التسونامي البشري" الذي خلقه ما يقارب ال8 آلاف شخص لم يسلم منه أحد، وقد تعرضت نسوة أساس لجروح وكسور، فيما تاه العشرات من الأطفال عن أمهاتهم اللواتي شرعن في البكاء بحثا عن أبنائهم وبناتهم بهستيريا، وتعرضت مقاهي وسط المدينة إلى أضرار كبيرة بعد أن داس المتدافعون الكراسي والمظلات والمزهريات، فضلا عن تكسير عدد من الكؤوس والصحون. الواقعة تعرف تضاربا في الروايات امام عدم تقديم المنظمين لأي توضيح طمأنة للحشود.. وتقول إحداها إنّ شجارا عنيفا حدث بين مراهقين وأحد المسؤولين على أمن المنصة، ما جعل أحد اليافعين يشهر سكينا كبير الحجم بطريقة أخافت متقدّمي الحضور، ليفرّوا بطريقة دفعت الجميع لفعل ذات الأمر. فيديو العرائش24 أرباب مقاه متضررة قالوا إن ما جرى قد أغضبهم بشدة بعدما تسبب لهم في خسائر، وذكر عمال بإحدى المقاهي ان زبناء قد فروا أيضا دون تأديّة أثمان مشروبات ومأكولات تناولوها، مقدرين خسائر الفضاء التجاري الذي يشتغلون به في قيمة 5 ملايين سنتيم باحتساب العتاد المكسّر، معلنين توقفهم عن العمل اضطراريا حتى يتم إيجاد حل لهذا الإشكال. مدير المستشفى الإقليمي للا مريم قال إن المرفق الصحي استقبل متأذين بدنيا، قدرهم في 19 شخصا معظمهم من النساء والأطفال.. وصرح لهسبريس بأنّ الحالات تركزت على مصابين بصدمات نفسية وكذا كدمات وحالات إغماء، حيث تم اللجوء لتعزيز العناصر البشرية من أجل الإحاطة بهذا المعطى المفاجئ. ونال رجال الأمن النصيب الأكبر من الإنتقادات بسبب المسؤولية التي يتحملونها في تأمين فضاء السهرات، خاصة ما قيل إنّه "حياد سلبي تجاه مخمورين ومخدرين دخلوا وسط الناس حاملين لسكاكين".. ومن جانبه قال الشاعر والحقوقي محمد عابد إن "ما حدث فيه إساءة كبيرة للكاتب الراحل عبد الصمد الكنفاوي"، وأضاف بأن "تنظيم أي مهرجان يتطلب تترتيبات أمنية مسبقة لجعل الأمور كلها تحت السيطرة".