اعتقلت مصالح الحرس المدني الإسباني بمدينة سبتةالمحتلة إلى حدود الساعة خمسة أشخاص يعتقد أنهم على صلة بحادث اختفاء أو اغتيال بارون المخدرات محمد الطيب الوزاني الملقب بالنيني مساء يوم الأحد 3 غشت الجاري . وبحسب مصادر من الثغر المحتل، فقد تمكنت مصالح الحرس المدني الإسباني من اعتقال شخصين مساء يوم الأربعاء المنصرم يعتقد أنهما كانا على متن القارب الذي كان يلاحق القارب الترفيهي الذي كان يستقله النيني، حيث تم الإحتفاظ بهما تحت الحراسة النظرية من أجل فتح تحقيق قضائي معهما. في الوقت الذي كانت السلطات الأمنية الإسبانية بالثغر المحتل قد اعتقلت مساء يوم الإثنين صاحب القارب الترفيهي الذي استقله النيني واثنين من مرافقيه، حيث أكدا هذان الأخيران أنهم تعرضوا لوابل من إطلاق الرصاص، كان يستهدف صديقهم النيني، وذلك من طرف أشخاص كانوا على متن قارب ترفيهي أسود اللون، وأنهم تعرفوا على أحد الأشخاص الذي يحمل الجنسية الإسبانية ويقطن بمدينة سبتةالمحتلة. وكان برفقته ثلاثة أشخاص يعتقد أنهم من أصول مغربية ويتحدثون الفرنسية والعربية. هذا، ولم تصدر أية معلومات حول مصير محمد الطيب الوزاني، سواء هل تم تصفيته أم تم اختطافه، ليستمر الغموض في قضية النيني الذي ألف التخفي وراء أسماء وألقاب وهمية طيلة مساره في عالم المخدرات، في الوقت الذي صدر تصريح رسمي للناطق باسم الحكومة بالثغر المحتل السيد أنطونيو غونزاليس، يؤكد فيه ضرورة عدم التسرع في الإفصاح عن مصير النيني لكونه شخصية نافذة في عالم الإتجار في المخدرات، وأنه ألف التخفي. وبحسب مصادر من الحرس المدني الإسباني بالمدينة المحتلة، فإن القارب الأسود الذي كان يلاحق محمد الطيب الوزاني، وبعيد دخوله الميناء الترفيهي بمدينة سبتة السليبة مساء يوم الأحد المنصرم، تعرض لمحاولة إضرام النار من أجل حرقه وطمس أية معلومات قد تفيد المصالح الأمنية في فك طلاسيم هاته القضية الغامضة، حيث تؤكد بعض المصادر أنه ليلة الإثنين صبيحة الثلاثاء، قام شخص بدخول المرفأ الترفيهي، وقام بصب البنزين على القارب الأسود وأضرم النار في القارب، غير أن عمال الحراسة شاهدوا ألسنة اللهب واستطاعوا إخماد الحريق دون أن يتمكن الفاعل من البلوغ إلى مراده. مما دفع السلطات الأمنية تضرب طوقا أمنيا على القارب وتثبيت كاميرات مراقبة على القارب، وقامت برفع البصمات والأدلة الجينية بالمركب المعني وحجز جميع المحجوزات التي كانت على متن القارب . وكانت منطقة ريستينكا المتواجدة بين مدينتي المضيق و الفنيدق قد شهدت مساء يوم الأحد المنصرم مواجهات بين عناصر شبكة سفيان الملقب بسوكاطو والنيني تمت قبالة شاطئ ريستينكا على بعد 800 متر من اليابسة يرجح، أصيب فيها ثلاثة أشخاص إصابات بليغة، فيما يرجح أن النيني وصديقه قد فارقا الحياة . ومباشرة بعد شيوع خبر المواجهات بين أفراد الشبكتين تحركت مختلف التلوينات الأمنية والإستخباراتية لأجل تقصي الحقائق، سيما وأن مكان إطلاق الرصاص الذي تتحدث عنه المصادر الإعلامية الإسبانية، غير بعيدة عن الإقامة الملكية، التي يقضي فيها جلالة الملك عطلته السنوية . وتعيد هاته الواقعة إلى الأذهان حادثة قضية منير الرماش، التي انفجرت في غشت 2003، والتي استعمل فيها أسلحة نارية في إحدى المصحات بمدينة تطوان، مما يؤكد أن الحادث ستكون له تداعيات خطيرة، وقد تعصف برؤوس كبيرة، على غرار ما عرفته قضية الرماش ومن معه، خصوصا وأن مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية دخلت على خط القضية وحلت بالمنطقة لمزاولة تحرياتها برفقة عناصر من الدرك الملكي . يذكر أن محمد الطيب الوزاني سبق له أن فر في دجنبر 2007 من سجن القنيطرة، حيث كان يقضي به عقوبة سجنية مدتها ثماني سنوات بعد إدانته بتهمة تهريب المخدرات في ملف منير الرماش ومن معه، إذ غافل حينها حارسين كان يرافقانه إلى المستشفى ولاذ بالهروب، وذلك بتنسيق مع شخص آخر كان يتعقبهما على متن سيارة أخرى، ثم أوقف في أبريل 2008 بإسبانيا التي سلمته للمغرب في يوليوز من العام نفسه، لتجري محاكمته بتهمة الفرار من السجن، حيث صدر ضده حكم أدانه بخمس سنوات، ومباشرة بعد عودته إلى مدينة سبتةالمحتلة سيختفي عن الأنظار إلى غاية شهر يوليوز المنصرم، حيث سيتصدر واجهة الأحداث بعد اعتقاله من طرف الحرس المدني الإسباني بتهمة استعمال واستصدار بطاقة إقامة إسبانية بمعطيات مزورة، وتقدر السلطات الأمنية الإسبانية ثروة النيني بأكثر من 30 مليون يورو، وتصنفه الأجهزة الأمنية الإسبانية ضمن خانة أباطرة المخدرات العالميين، حيث أنه ولج عالم المخدرات وسنه لا يتجاوز 16 سنة، إذ يرجح أن 10 في المائة من المخدرات المروجة في شبه الجزيرة الإيبيرية مرت عن طريق الشبكة التي يديرها النيني.