المركب الرياضي محمد الخامس .. مرافق لا توفر الحد الأدنى من شروط المتابعة « المريحة « ؟ كان مشهد محمد الجواهري، مدير شركة التنمية المحلية «الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات»، وهو يتجول بجنبات أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، قبل انطلاق المقابلة التي جمعت يوم السبت الأخير، فريق الوداد البيضاوي بضيفه زاناكو الزامبي، في إطار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، لافتا للانتباه، وهو يمشي الخيلاء، والسيجار في فمه، بينما يحمل في يد هواتفه النقالة، وفي اليد الأخرى جهاز «التالكي ولكي»، كما لو تعلّق الأمر بمشهد من مشاهد أفلام «الويسترن»، وبما أن الجواهري، المسؤول عن «التنظيم» بالمركب، يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، لم تسلم منه حتى كرة للقدم كانت موضوعة وراء الشباك إلى جانب أخريات، فعمل على مداعبتها بقدمه في رسالة كروية، قد تكون الغاية منها، أن صاحبنا هو «كوايري» أيضا، ولايفهم فقط في الإعلام والفن و «الشوبينغ»، وكل الأشياء التي قد ترد على البال أو لاتخطر به، لكن بعدما تعذر عليه الاستمرار في ذلك عمل على الرمي بها إلى داخل المستطيل الأخضر، غافلا أنها كانت في مكانها الطبيعي! هذا «المسؤول» اكتفى بقطع مسافة معينة على أرضية الملعب المعشوشب، قبل أن يقفل راجعا إلى حيث المدخل الرئيسي بالمنصة الشرفية، حيث بادل البعض التحية، التي لم تخل من ملاحظات، قبل أن يرتكن إلى زاوية لتتبع مايقع، لكنه لم يكلّف نفسه عناء القيام بإطلالة ولو صغيرة على المرافق الصحية، التي ولسبب غير مفهوم، يتواصل إقفالها والاكتفاء بواحدة غارقة في المخلفات البشرية، شأنها في ذلك شأن أرجاء أخرى من المركب التي تزكم روائحها النتنة الأنوف، دونما استحضار للحاجة الملحة لآلاف الأشخاص، الذين يتعين عليهم قضاء حاجتهم، صغارا كانوا أو كبارا، خاصة بالنسبة للمصابين بداء السكري، الذين يصرون على مؤازرة فرقهم مهما كان الثمن! لقد «أغفل» المسؤول عن التنظيم، كما في السابق مشكل الولوجيات في المدرجات، الذي حاولوا تداركه باعتماد صيغة أخرى تفضي إلى أرضية الملعب مباشرة، المعاناة التي يتكبدها المشجعون وهم «يتحرّقون» في طوابير ينتظرون دورهم لولوج مرافق غير صحية بتاتا، يتعذر حتى المرور على أرضيتها، كما لم ينتبه إلى الوضعية غير السليمة التي يصلي فيها كثير من المشجعين، قبالة هذه المرافق ومايرافقها، ولم يتمكن هو وغيره من المسؤولين من الوقوف على نماذج لمساجد تم تشييدها في داخل الملاعب الرياضية، ألمانيا نموذجا، وفي غيرها التي تتوفر على قاعات للصلاة بمواصفات محترمة، بهدف استلهام التجربة منها، إذ يتبين على أن كل التجارب الناجحة هي غير مغرية لاعتمادها في مركب «دونور» المثير للجدل، وبأن شروط الأنسنة، وضمان فرجة سوية، هي غير قابلة للتحقيق، بدءا باقتناء التذاكر بشباك وحيد، تمتد أمامه طوابير بشرية تصارع بعضها البعض للوصول سعيا وراء تذكرة لاتباع بالضرورة بثمنها الفعلي، والتي تفتح الباب أمام سماسرة السوق السوداء لإلهاب ثمنها، فضلا عن احتكار مناطق بعينها داخل المدرجات، إذ أن سعر منطقة عن أخرى يختلف، كما هو الحال بالنسبة ل «زون 3» التي تباع في جهات أخرى بأثمنة غير مستساغة، مرورا بالعجز عن ترقيم الأماكن والتذاكر ضمانا لمقعد المشجع، بالنظر إلى أن العديد من المتفرجين المتوفرين على تذاكرهم لايجدون مقعدا لهم، نتيجة لإغراق المركب ب «المقرّبين»، هذه المقاعد التي تتسخ، شأنها في ذلك شأن المدرجات بسبب سلوكات بشرية، في غياب متابعة من قبل الشركة المنظمة، الأمر الذي يجعل من متابعة مباراة لكرة القدم بمركب محمد الخامس لاتختلف عن تلك في أحد الأحياء الشعبية الهامشية، مادامت الفوضى و»النتانة» وغياب طقوس الفرجة الحقيقية هي القاسم المشترك؟