هذا مشروع كتاب،سيصدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر ضمن سلسلة»مراكشيات». يتطرق الكتاب لمسار المجموعات الغنائية من خلال السيرة الذاتية لاسم من أسماء زماننا،فنان جيل الجيلالة عبد الكريم القسبجي،مستعرضا تجربته وكثيرا من مفاصل حياته الشخصية والفنية،فالرجل متشرب للفن عمليا وتطبيقيا،مُرتوٍ حتى الثمالة بإيقاعات متنوعة ومختلفة، واقفا عند بصماته التي تركها على تاريخ المجموعات الغنائية، وعلى فرقة جيل الجيلالة بوجه أخص،بوصفه صوتا جميلا متميزا،منحها نفسا جديدا ودفقة حرارية فياضة،أكسبتها طاقة على تأكيد وجودها وفرض ذاتها أمام المجموعات الغنائية الأخرى.من هنا،يمكن القول ان الكتاب يشكل قيمة مضافة ومكسبا من حيث كونه وثيقة هامة، وثيقة فنية، وثيقة تاريخية وعصرية.
بعد فترة من الابتعاد، سيلتقي ناس الغيوان ب جيل جيلالة في عدة حفلات، خاصة في الديار الأوربية، يذكر عبد الكريم أن المجموعتين ستقدمان حفلا باهرا بإحدى الساحات الكبرى بأمستردام بهولندا، وقد لاقى ترحيبا جماهيريا كبيرا، وكان ذلك الحفل بمثابة تدشين لجولة بباقي المدن الهولندية، حيث توزعت المجموعتان على هذه المدن لأكثر من عشرة أيام، وقد صادف أن مسؤولة بوزارة الثقافة البريطانية، إلى هولندا لدعوة الغيوان للقيام بجولة فنية في انجلترا، لكن بعد أن شاهدت جيل جيلالة، تمت دعوتها إلى جانب الغيوان، حيث أحيت حفلتين في لندن، وست حفلات في مدن أخرى مثل ليفربول، ومانشستر، وبلفاست الايرلندية، وواتفورد وغيرها. لقاء آخر سيجمع بين جيل جيلالة والغيوان هذه المرة ببرلين، وبالضبط في ساحتها الكبرى، حيث تقام كبريات المهرجانات، لكن الفرقتين، وعلى عكس السابق، ستقرران الغناء بشكل مشترك، وهو ما أعطى للحفل رونقا آخر، يقول عبد الكريم:»أذكر أن العربي باطما وعبد الرحمان باكو كانا يدافعان عن فكرة توحيد جيل جيلالة وناس الغيوان، وجعلهما مجموعة واحدة، وقد ذهبت هذه الفكرة إلى حد تسجيل عمل مشترك نؤدي فيه أغاني المجموعتين، بفضل أحد المنتجين، الذي أعجب بالفكرة، وسارع إلى إنتاج عمل موحد للفرقتين، وسجله كشريط مسموع وآخر مرئي، وقد كان عملا رائعا احتضنه الجمهور بحب كبير، إلا أن المشروع لم يكتمل، ليس لأن الإرادة لم تكن متوفرة، ولكن لأن كل مجموعة كانت لديها التزامات قد وقعتها في أوقات سابقة، وهو ما جعل هذه الفكرة تتأجل في كل مرة، وتخللت ذلك عقبات من قبيل مرض العربي باطما، وأيضا القرار الذي اتخذه محمد الدرهم بالانسحاب كليا من جيل جيلالة، بحكم أنه دخل تجارب أخرى حددت له مسارات جديدة، حيث أشعرنا سنة 1995، خلال مشاركتنا في مهرجان الرباط، أنه ينوي مغادرة الفرقة. تجدر الإشارة إلى أن كل الانسحابات تمت باختيار أصحابها.