عاش المغرب نهاية الأسبوع الماضي حركة دبلوماسية همت عددا من العواصم تعتبر الثانية من نوعها التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس خلال السنة الجارية من أجل تمكين الدبلوماسية المغربية من نفس جديد. ولعل أبرز ما جاءت به هذه التعيينات تفعيل القرار الملكي القاضي بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية كوبا بعد قطيعة دامت ما يقارب أربعة عقود حيث تم تعيين بوغالب العطار الملحق الإعلامي بسفارة المغرب في مدريد، سفيرا للرباط في العاصمة هافانا في هذا المنصب في الخارج كما تم تعيين محمد العروسي، سفيرا ممثلا دائما للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي؛ مما يبرز تأكيد المغرب من خلال تمثيل دبلوماسي عالي المستوى أن عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي، اختيار لا رجعة فيه. وتم تعيين عمر زنيبر، السفير السابق للمغرب في العاصمة الألمانية، سفيرا ممثلا دائما للمملكة المغربية لدى مكتب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف؛ خلفا لمحمد أوجار الذي عين وزيرا للعدل والحريات في الحكومة الحالية، ومصطفى المنصوري، الذي سبق أن شغل منصب رئيس لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس لمجلس النواب ووزير في حكومات عدة، سفيرا بالمملكة العربية السعودية، وعزيز مكوار، السفير السابق المكلف بالمفاوضات متعددة الأطراف في لجنة الإشراف على مؤتمر (كوب 22)، سفيرا بجمهورية الصين الشعبية؛ خلفا للدبلوماسي سامر أعرور الذي عين بداية السنة الجارية في ذات المنصب وتعذر عليه الالتحاق بمنصبه لأسباب صحية. كما تم تعين حميد شبار سفيرا بموريتانيا قادما إليها من جمهورية غانا، وعثمان باحنيني بالبرتغا ومحمد فرحات في غانا وكريمة بنيعيش، سفيرة بإسبانيا خلفا لشقيقها فاضل بنيعيش، الذي عين سفيرا للمغرب ثم صوريا عثماني سفيرة بكندا وحنان السعدي بالتشيك وتعد التعيينات الجديدة الثانية التي يعرفها المغرب خلال السنة الجارية بعد تعيينات بداية السنة الجارية التي اعتبرت أهم وأوسع حركة شملت السلك الدبلوماسي المغربي في الخارج خلال العقدين الأخيرين، بالنظر لحجمها وبعدها الجغرافي ومسارات ومؤهلات الدبلوماسيين القادمين من آفاق مختلفة.