أفادت مصادر متطابقة الاثنين أن لجنة الأخلاق المستقلة، التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي استبدل مسؤولان بارزان فيها الشهر الماضي، كانت قد فتحت قبل ذلك تحقيقا بشأن دور لرئيس الاتحاد جاني أنفانتينو في انتخابات الاتحاد الإفريقي للعبة. وأوضحت هذه المصادر التي رفضت كشف هويتها، أن رئيس غرفة التحقيق السابق في اللجنة السويسري كورنل بوربيلي كان قد فتح تحقيقا في دور الرئيس السويسري للفيفا في انتخابات الاتحاد الافريقي في مارس، والتي فاز فيها رئيس اتحاد مدغشقر أحمد أحمد على حساب الكاميروني عيسى حياتو، الذي امتد عهده 29 عاما. وكانت مصادر عدة معنية بكرة القدم، أفادت في حينه أن أنفانتينو كان داعما غير معلن لأحمد. كما اعتبر بعد فوز الأخير في الانتخابات، أن إفريقيا صوتت «من أجل التغيير». وأوضح مصدر مقرب من الفيفا أن التحقيق فتح على خلفية «عناصر» بعث بها ممثلون للاتحادات الإفريقية، وأن اللجنة قامت باستدعاء عدد من الشهود، إلا أن الشهادة المقررة لواحد منهم على الأقل ألغيت بعدما قرر مجلس الفيفا في ماي، عدم تجديد ولاية بوربيلي ورئيس الغرفة القضائية في اللجنة الألماني هانس – يواكيم إيكرت. وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية الاثنين، وعد أنفانتينو عددا من مسؤولي الاتحادات الافريقية بتسريع المساعدات المخصصة لهيئاتهم الكروية، في حال صوتوا لصالح أحمد في الانتخابات. وأفاد مصدر ثان مقرب من الفيفا «كان سرا لم يخف على أحد أن الرئيس جاني أنفانتينو والأمينة العامة (السنغالية) فاطمة سامورا قاما بكل ما في وسعهما لانتخاب أحمد أحمد». وأشار هذا المصدر إلى أن أنفانتينو كان راغبا في إبعاد حياتو عن منصبه، بسبب عدم دعمه له في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي في فبراير 2016، في مواجهة رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة. وفاز أحمد (57 عاما) في الانتخابات بنيله 34 صوتا مقابل 20 لحياتو (70 عاما) الذي كان يتولى منصبه منذ العام 1988، في الانتخابات التي أقيمت في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وأوضح المصدر الثاني أن «العمل لدعم أحمد قام به الكونغولي فيرون موسينغو، رجل أنفانتينو في إفريقيا»، وأن ذلك «تم التحضير له خلال زيارة جاني أنفانتينو زيمبابوي» قبيل انتخابات الاتحاد الإفريقي. ورفضت الجمعية العمومية للفيفا، التي عقدت في المنامة في ماي الماضي، تجديد ولاية بوربيلي وايكرت اللذين قادا خلال الأشهر الماضية، سلسلة تحقيقات في أعقاب فضيحة الفساد التي هزت الفيفا منذ العام 2015، وأطاحت برؤوس كبيرة، أبرزها الرئيس السابق للاتحاد السويسري جوزيف بلاتر. واعتبر بوربيلي أن قرار عدم التجديد يشكل «تراجعا في مكافحة الفساد»، و»يسير عكس الحوكمة الجيدة»، سائلا عن مصير «مئات الحالات» التي تبحث فيها اللجنة. ورأى السويسري والألماني في حينها أن الخطوة تعني عمليا «نهاية جهود الاصلاح في الفيفا»، وذلك بعدما أمضى كل منهما ولاية من أربع سنوات في منصبه. ورجحت مصادر مقربة من الفيفا في حينه أن من أسباب عدم التجديد للرجلين، العلاقة المتوترة التي بين أنفانتينو واللجنة التي فتحت تحقيقا بشأن بعض ممارساته، دون استكماله أو الوصول إلى خلاصات.