تعيش مصلحة الأمراض النفسية والعقلية بالمركز الإستشفائي الجهوي ببني ملال منذ بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان وشهر يونيو على إيقاع التوتر بين الممرضين العاملين بالمصلحة وإدارة المستشفى من جهة، وبسبب الوضع المتردي، والمعاملة «اللا إنسانية «للمرضى وتكديسهم داخل ما يشبه الزنازن، حسب ما جاء على لسان المتدخلين في وقفة احتجاجية، في ظل «المنظومة الصحية المتآكلة والمعتلة، من حيث تدبير الموارد البشرية والإمكانات والتجهيزات». هذا وقد رفع الممرضون سقف احتجاجاتهم وغضبهم بشكل غير مسبوق، ورفعوا شعارات منددة بما يحصل للمرضى داخل أقبية المصلحة، وانتقدوا بشكل صريح الحالة المزرية التي يعيشها المرضى، واعتبروا هذه المصلحة لا تختلف عن «أماكن الاعتقال والاحتجاز»، حسب ما جاء في كلمات المحتجين دائما ، مؤكدين ذلك من خلال: – عدم توفير الأسرة الكافية للمرضى الوافدين على المصلحة: 26 سريرا مقابل 90 مريضا. – غياب الأدوية . – غياب مداومة مستمرة للأطباء وغيابهم عن المصلحة حيث يزورون المصلحة في أوقات متقطعة وغير منتظمة ،وهو ما أكدته المداخلات خلال الوقفة الاحتجاجية .– غياب النظافة ، وتصنيف المرضى، إذ أشار أحد الممرضين في تدخله إلى» انتشار القمل والأمراض الجلدية، وظواهر أخرى مقلقة بشأن حياة المرضى عاجلا أم آجلا، وهو ما ينعكس على ظروف العمل السيئة، وهو ما دفعهم إلى مطالبة الجهات المسؤولة بضرورة تصحيح الوضع وتطبيق القانون وتوفير شروط العمل، لما فيه مصلحة المريض أولا وأخيرا». ومن جهتها أكدت إدارة المستشفى الجهوي لبني ملال أن استقبال المصلحة للمرضى المحالين عليها من «بويا عمر» خلق نوعا من الصعوبة في التدبير والعمل وشروطهما ، رغم ما يبذل من مجهودات…» هذا ويبقى من المستعجل أن ينخرط الجميع في تجاوز الوضعية المتأزمة خدمة لمصلحة المريض أولا وأخيرا. وعن بلوغ الوضعية بالمصلحة إلى حدود أصبح لا يطيقها أحد، أكدت الإدارة «أن هذا قدر المركز الجهوي الاستشفائي ببني ملال، والذي وحده يستقبل كل المرضى في حالة اضطراب نفسي من كافة تراب جهة خنيفرة – بني ملال باستثناء القسم الموجود بمدينة خريبكة». ومن جهة أخرى وفي اتصال ببعض عائلات المرضى فقد أكدوا لنا «أن الممرضات والممرضين العاملين بالمصلحة يقومون بمجهودات مضاعفة، إضافة إلى تدخلات إحدى الجمعيات وبعض المحسنين، إلا أن ذلك لا يغير من الوضع كثيرا، وفي المقابل فقد اشتكى بعض أفراد إحدى العائلات من كون بعض الممرضين لايقومون بعملهم بالشكل المطلوب عكس آخرين. وقد وجه ممرضون وممرضات مراسلات وشكايات إلى كافة المسؤولين تضم مطالب مهنية مشروعة تلح على صون كرامتهم وتوفر لهم ظروف عمل سليمة، حماية للمريض ولمساره الاستشفائي، وهو ما يقتضي إيجاد حلول عاجلة تفاديا للأسوأ.