في سابقة مفضوحة على المستوى الدولي انتخب صباح أول أمس الأربعاء فيصل العرايشي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس، رئيسا جديدا للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، خلفا للرئيس السابق الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان،الذي قضى ربع قرن على رأس هذه اللجنة، وذلك في غياب تام للصحافة الرياضية التي تم منعها من حضور أشغال الجمع العام، بل تم منع الصحافيين من دخول المركب الرياضي عبر الباب القريب من مقر اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، حيث تطلب دخولهم التنقل إلى باب القاعة المغطاة للولوج من دون منع أو سؤال. وكانت لائحة فيصل العرايشي، اللائحة الفريدة والوحيدة التي ترشحت، ولهذا كان الفوز تحصيل حاصل. وحسب ما استقيناه من أخبار من بعض رؤساء الجامعات الأولمبية فإن لائحة فيصل العرايشي لم تحصل على الإجماع، إذ حظيت بتصويت 27 عضوا، في حين صوت ضدها اثنان، وامتنع اثنان عن التصويت، كما غاب عنها العنصر النسوي، ذلك أن بشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، لم تحضر أشغال الجمع العام، بعدما أصيبت بوعكة صحية. وكشف بعض المقربين من بشرى حجيج أن مرضها يعود بالأساس إلى الصدمة والإحساس «بالحكرة» بعد إقصائها من اللائحة، شأنها في ذلك شأن مجموعة من رؤساء الجامعات الرياضية الأولمبية. ومقابل التصويت بالأغلبية المطلقة لصالح لائحة فيصل العرايشي، حظي التقرير الأدبي والمالي، ودائما حسب إفادة بعض رؤساء الجامعات، بالإجماع. وبالرغم من كون الرئيس السابق قضى حوالي 25 سنة على رأس أعلى هيأة رياضية بالمغرب، فإن أشغال الجمع العام انتهت بسرعة فائقة،الشيء الذي يدل على أن كل الأشياء كانت مرتبة على المقاس، وأنه لا داعي لصداع الرأس، مادامت هناك لائحة وحيدة محسوم في أمرها مسبقا. الأصوات الأربعة التي لم تكمل الإجماع على لائحة فيصل العرايشي كانت قد عبرت عن رأيها الرافض لطريقة وضع اللائحة، ورأوا أن ذلك سلوكا فيه الكثير من الإقصاء، غاب فيه الاستحقاق وحضرت فيه الولاءات المصلحية، التي قد لا تخدم تسيير فيصل العرايشي للجنة الوطنية الأولمبية. فؤاد مسكوت، رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة، وبالرغم من إعلانه للصحافة – التي التحق بها بعد نهاية الجمع العام – عن تصويته لصالح فيصل العرايشي، فإنه وحسب مداخلته داخل الجمع العام، عبر عن رفضه المطلق للأسلوب الذي وضعت به اللائحة، والتي أقصت من هم أجدر بالتواجد ضمن مكتب اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية. فؤاد مسكوت، لم يختر كلماته، وقال في تصريح لرجال الإعلام الرياضي، الذين كانوا يتواجدون خارج مقر اللجنة الوطنية الأولمبية: «لكي نكون صرحاء في تصريحاتنا لابد من تقسيم ذلك إلى ثلاث محطات رئيسية: محطة ما قبل الجمع العام ومحطة الجمع العام ومحطة مابعده. لقد كانت هناك حوادث مست ثلة من رؤساء الجامعات، وأكرمت ثلة أخرى، وهذا فيه مس بأدبيات التفكير الأولمبي، الذي يقتضي أن نتحاور وأن نتشارك الرأي، في إطار التآزر والتوافق داخل العائلة الواحدة. هذا الأمر معروف في العالم كله، ليس عيبا أن يكون الرئيس من المشاهير، أو شخصية بارزة، فهناك في أذريبدجان رئيس اللجنة الأولمبية هو رئيس الجمهورية، وفي قطر رئيسها معروف من هو. لكن المنهجية التي اتبعت في وضع اللائحة الفريدة كانت فيها مؤاخذات، ذلك أن وكيل اللائحة استُغل حسن نيته، حيث تم إقصاء رؤساء جامعات مميزين ومرموقين في الساحة الرياضية خارج الوطن، ولهم سمعتهم ويحضون بالكثير من الاحترام خارج المغرب، لكنهم وجدوا أنفسهم مقصيين، لأن هناك من سمم العلاقة بينهم وبين الرئيس. لقد غلبنا سمعة الوطن على المصلحة الشخصية، ولم نعمل على عرقلة الجمع العام، وكان بإمكاننا فعل ذلك ولو باللجوء إلى القضاء». وأضاف مسكوت أن الرئيس الجديد استمع وبذهول إلى «ملاحظات الذين أحسوا ب»حكرة « الإقصاء، وقد تفاجأ بكل ما سمعه. وهنا كان لابد أن نستسلم للأمر الواقع، وعلى الرئيس أن يحتاط من مجموعة من الأسماء حتى لايستغلوا المنصب من أجل ممارسة أي طغيان خارج البعد الرياضي. لقد تغاضينا وطوينا صفحة التشكي، وعليه أن ينصت إلى الجميع من دون إقصاء، فليس عيبا أن يأتي فيه يوم يستفيق ويكتشف بأنه لم يحسن اختياراته. وأعتقد أن الرئيس لو استمع لما قلناه اليوم قبل ثلاثة أيام لغير رأيه.» وبخصوص منع الصحافة من حضور الجمع العام برأ فؤاد مسكوت الجنرال دوكور دارمي من ذلك وقال: «بكل صراحة لقد استفسرت في الأمر، وتبين لي بأن الرئيس السابق ليس له علم بذلك، وأن هناك من اتخذ ذلك القرار من موظفين مقربين منه ومحيط يشتغل في جهاز اللجنة الوطنية الأولمبية، ما يؤكد ذلك هو أن الكل يعرف احترام حسني بن سليمان للصحافة. ما وقع للصحافة اليوم هم ما وقع لمن تم إقصاؤهم من لائحة فيصل العرايشي». يذكر بأن لائحة فيصل العرايشي ضمت كلا من كمال لحلو وعبد السلام أحيزون وفوزي لقجع كنواب له، فيما أسندت مهمة الكاتب العام لرئيس جامعة الكاياك «مامون بلعباس» ولرئيس جامعة السباحة إدريس حصا مهمة نائب الكاتب العام. وأسند منصب أمين المال لعمر بلالي عن جامعة البادمنتون، واختير نائبا له محمد مقتابل رئيس جامعة الكراطي. أما المستشارون فهم: جواد بلحاج(الملاكمة)وعبد اللطيف إدماحما(الغولف) ومحمد بلماحي(الدراجات) والطاهر بوجوالة(الريكبي) ويوسف فتحي (المسايفة).