انتظرنا منذ يوم السبت الماضي أن تتحرك جامعة فوزي لقجع الكروية لمنحنا توضيحا أو تفسيرا حول ما قاله مدربها وناخبها والمسؤول التقني الأول في كرتنا الوطنية الفرنسي هيرفي رونار وهو يسخر من شعب وبشر « افريقيا» ويعتبرنا مجرد سلعة معروضة للبيع لمن يدفع. رونار تحدث عن سهولة شراء بشر افريقيا وهو يجيب عن سؤال يتعلق بسلوك لاعبين من المنتخب الوطني اشتبكا ودخلا في مشاداة كلامية مع مشجعين مغاربة في مباراة المغرب وهولندا الودية التي جرت الأسبوع الماضي بمدينة أكادير. وقال أن هناك مجموعة من المشجعين جاؤوا للملعب للتشويش على اللاعبين مؤكدا أنه يعلم أن البشر في إفريقيا من السهل شراءه. نحن بشر للبيع وسهل جدا شراؤنا، قالها في ندوة صحفية أعقبت هزيمة منتخبنا الوطني ، في المباراة التي جمعته يوم السبت 10 يونيو 2017 الماضي بالمنتخب الكاميروني. وهي المباراة التي تدخل في إطار الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019. لم يخجل، لم يراع أنه أصبح اسما في افريقيا وليس في غيرها، لم يراع أنه يشتغل في المغرب العائد إلى افريقيا من مختلف أبوابها، سياسيا، اقتصاديا ورياضيا. لم يراع وهو يقذف افريقيا وبشرها أن المغرب هو افريقيا. نعرف أنه كان يقصدنا نحن هنا في المغرب، فهل تسمح الجامعة بمثل هذا التجاوز؟ هل تجرؤ على محاسبته ومطالبته بالاعتذار؟ وهل تفتح على الأقل تحقيقا في الموضوع للوقوف على حقيقة ما صرح به ناخبها من وجود فئة من الجمهور تعبأ من أجل التشويش على المنتخب الوطني كما صرح بذلك؟ قالها من قبله هنري ميشال، وقالها مدربون أجانب آخرون، كرتنا فاسدة، فهل نحتاج لهذه العينة من المدربين لكي نتحرك فعلا لتصحيح كل هذه الشوائب المفسدة؟ عجرفة وتعالي رونار تعيدنا لطرح السؤال: كم ضيعنا من وقت ومن مال في مثل هذه التعاقدات مع مدربين يأتون من خلف البحر الأبيض المتوسط أو من خلف المحيط الأطلسي، في الوقت الذي كان من المفيد أن نركز على تكوين أطرنا ومنحها الفرصة للنهل من التكوين في أعلى مستوياته، على الأقل، مدرب مغربي كان سيقلب لسانه مرات ومرات قبل أن ينطق بكلام ممكن أن يضر به بلده. قالها رونار القادم من فرنسا حيث الروائح النتنة للمال الفاسد ما تزال تزكم الأنوف، المال النتن الذي باع ميشال بلاتيني نفسه من أجله، وقبله نادي مارسيليا، وكبار السياسيين الذين نشرت الصحف الفرنسية مرارا فضائحهم . افريقيا التي صنعت اسمك يا رونار، المغرب الافريقي الذي أعادك للأضواء بعد تجربتك الفاشلة في الدوري الفرنسي، المغرب المؤمن بإفريقيا والمتوجه لها والمنفتح عليها، لن تكون أنت سببا في زعزعة توجهاته.