من المتوقع أن تكون المجموعة الثالثة من معتقلي الحراك الاجتماعي بإقليم الحسيمة والتي تضم 6 معتقلين من ضمنهم نبيل أحمجيق، قد عرضت على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية في الوقت الذي استمرت فيه موجة الاعتقالات بالحسيمة والنواحي مع توالي الاحتجاجات الليلية. وتزامن تقديم المعتقلين مع المسيرة التي دعت إليها هيئات ومنظمات حقوقية ونقابية وجمعوية، تضامنا مع الحراك الاجتماعي الذي تشهده الحسيمة والتي نظمت ظهر أول أمس الأحد بالرباط. المتظاهرون، الذين كان يتقدمهم والد ناصر الزفزافي ووالدته، قدر عددهم حسب الملاحظين بما بين 12 ألفا و 15 ألف شخص، رددوا شعارات تنادي أساسا بالاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية التي رفعتها ساكنة الحسيمة، منذ أزيد من سبعة أشهر، و بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية هذا الحراك الاجتماعي. كما انتقد المتظاهرون، في نفس الآن، أداء الحكومة في تدبير بعض القطاعات الحيوية من قبيل الصحة والتشغيل والتعليم والقضاء، وكذا بمقاربتها في التعامل مع حراك المطالبين بحقوقهم بالعديد من المناطق والجهات. المسيرة انطلقت من ساحة باب الأحد، وجابت شارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس، وصولا إلى الواجهة الأمامية لمقر البرلمان، ورفعت لافتات تشدد على ضرورة تكريس مبادئ الحرية وتحقيق السلم الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، فضلا عن محاربة الفساد واقتصاد الريع وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية ما بات يسمى «بحراك الريف «. من جهتهم طالب عدد من الناشطين في تصريحات مماثلة بإطراق سراح المعتقلين وحملوا الحكومة تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي. كما شددوا على ضرورة تحقيق مطالب العدالة الاجتماعية وتوفير الشغل ومحاربة الفساد والقضاء على اقتصاد الريع وتمكين مختلف مناطق المغرب من الاستفادة من أوراش التنمية. وأجمعوا على سلمية الاحتجاجات وعلى الحق في التظاهر كمظهر من مظاهر دولة الحق والقانون. المسيرة الاحتجاجية عرفت مشاركة مواطنين ينتمون إلى عدة هيئات وتنظيمات حقوقية ونقابية من مختلف مدن المغرب، فضلا عن مجموعات من المعطلين من حاملي الشواهد الجامعية، وتميزت بتواجد محدود لعناصر الأمن التي اكتفت بمراقبة تحرك المسيرة، إلى جانب عناصر تابعة للوقاية المدنية التي نصبت خيمة مجهزة بالإسعافات الأولية، واستقدمت سيارات إسعاف تحسبا لأي طارئ. وقد انفض المتظاهرون في جو من الهدوء، بعد أن أكد مؤطرو المسيرة في كلمات عبر مكبرات الصوت أن المسيرة كانت «سلمية وناجحة بكل المقاييس». كما كان لافتا عدم تسجيل أي حالة تدخل أمني أو إلحاق أضرار بالممتلكات. من جهة أخرى اختار نشطاء الحراك بالحسيمة منزل ناصر الزفزافي مكانا للتظاهر، مساء أول أمس الأحد، رافعين شعارات مطالبة بالتعجيل بإطلاق سراحه وجميع المعتقلين بسجون كل من الحسيمة والدار البيضاء والناظور. ولم يفوت نشطاء الحراك الفرصة دون توجيه التحية لآلاف المشاركين في مسيرة الرباط التضامنية مع «حراك الريف»رافعين بصوت واحد شعار «تحية نضالية لأولاد العاصمة». يذكر أن القوات العمومية وعناصر باقي الأجهزة الأمنية اكتفت بمتابعة الاحتجاج، إذ لم يتم تسجيل أي تدخل أو محاولة لتفريق المحتجين. وكانت النساء حاضرات في الوقفة، ورفعن الشعارات ورددن الزغاريد، وأكدن على استمرارهن في حضور الأشكال الاحتجاجية حتى تنفيذ جميع المطالب، وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين دون قيد أو شرط.