قالت الممثلة المغربية سميرة هشيكة إنه «لم يكن من السهل أن أكتب، أو أطعم إلى حد كبير، شخصية «الشعيبية»»، التي تجسدها دنيا بوطازوت في السلسلة الكوميدية «لكوبل»، «خاصة وأن العمل نال أعلى نسب المشاهدة في جزئه الأول». وأوضحت سميرة هشيكة، التي تلعب دور «زهرة بناني سميرس» إلى جانب «كبور» (حس الفد) و «لحبيب» (هيثم مفتاح) أنها كتبت أغلب ما جاء على لسان «الشعبية» مؤكدة أن ذلك لم يكن اعتباطاً مشيرة إلى «أنها تكتب حوار امرأة من جنسها، لذا، فهي تقول «أنا الأدرى بها وبأفعالها وأنشطتها. ومهما فاقت دراية الرجل بالمرأة، فأبداً لن تفوق دراية المرأة بالمرأة من نفس جنسها». وأضافت الممثلة سميرة هشيكة أنه «بالرغم من أنها طعمت شخصية «الشعيبية» في هذا الجزء، إلا أن الكتابة كانت جماعية، وضمت مشاركة حسن الفد وهيثم مفتاح، وقالت في هذا السياق «اشتغلنا كفريق وبروح الفريق والتشاور لتطعيم جميع الشخصيات». { كيف تعيشين الأجواء الرمضانية؟ أعيشها كأي مغربي (ة)، أقضيها مع عائلتي. قبل وقت الإفطار، أعد وجبة الإفطار وأغسل الأواني ثم أشاهد «لكوبل»، لست من المدمنين على التلفزيون، فأنا أكون منشغلة طوال اليوم عن متابعة أعمال أخرى. بعدها أقصد مسجد الحسن الثاني للصلاة، لأني أسكن بالجوار (في المدينة القديمة) وأرجع للبيت. هذا توزيع يومي العادي في رمضان، إلا إذا كانت لدي عروض للقيام بها. { ما الذي تفضلين القيام به في هذا الشهر المبارك؟ في هذا الشهر بالخصوص، أمارس الرياضة وأقرأ القرآن الكريم وأشاهد أحياناً، كما سبق وذكرت، التلفزيون ولكن بصفة مترددة، أي بين الفترة والأخرى. { ما رأيك في الإنتاجات الرمضانية التي تبث على القنوات المغربية؟ لا أقدر أن أحكم على أعمال لا أتابعها. قد أحكم على «لكوبل»، مثلا، لأنني أواظب على متابعته، أما الأعمال الأخرى فلا أشاهدها كثيراً. { تعرف عليك المشاهد المغربي، مؤخرا من خلال مشاركتك في سلسلة «لكوبل» اليومية على القناة الثانية، حدثينا عن هذه التجربة. تعرفت على حسن الفد من خلال اشتغالي معه، في السنوات السابقة، في المقاولات الفنية الثقافية، واقترح علي العمل في الجزء الثاني ل«لكوبل»، فبادرت للكتابة والتأليف للحوارات نزولا عند رغبته، لأنه وجد أنني أملك ملكة للكتابة، من خلال كتابتي لمجموعة من الأعمال المسرحية. هذا من جهة التأليف، ودامت مدة الكتابة شهرين ونصف، أما من جهة التصوير، فكان في 10 أيام مقسمة. وفي هذا الجزء (الجزء الثاني من سلسلة «لكوبل»)، حاولنا ما أمكن أن نحافظ على الشخصيات الرئيسية ونزرع بطريقة سلسة شخصية «زهرة بناني سميرس» و «لحبيب»، لأن إدخالهما مباشرة قد لا يروق بالجمهور، فهذا الأخير اعتاد على «الشعيبية» و «كبور». وظهور شخصيات ثانوية بهذا الجزء لم يرتبط بعامل الفكاهة، بل بتطعيم «دراماتولجي». { كيف مرت أجواء التصوير؟ أجواء التصوير كانت جيدة جداً، وسار كل شيء على ما يرام. حضر الفريق كله لهذه السلسلة وكان حسن الفد يشرف على الادارة الفنية، الأجواء بصفة عامة مرت على أتم وجه، فعندما يُحضر للعمل جيداً، فحتماً سينجح. { «الشعيبية» وصفت واقع «تمغرابيت» بلسانك أنت. فأكان من السهل كتابة حوار لشخصية كوميدية كهاته؟ أغلب ما جاء على لسان «الشعيبية» أنا من كتبته، وأرى أن ذلك لم يكن اعتباطاً. فأنا أكتب حوار امرأة من جنسي، لذا فأنا الأدرى بها وبأفعالها وأنشطتها. ومهما فاقت دراية الرجل بالمرأة، فأبداً لن تفوق دراية المرأة بالمرأة من نفس جنسها. وبالرغم من أني طعمت شخصية «الشعبية» في هذا الجزء، إلا أن الكتابة كانت جماعية، وضمت مشاركة حسن الفد وهيثم مفتاح، اشتغلنا كفريق وبروح الفريق والتشاور لتطعيم جميع الشخصيات. ومن تم فلم يكن من السهل أن أكتب، أو أطعم إلى حد كبير، شخصية «الشعبية» خاصة وأن العمل نال أعلى نسب المشاهدة في جزئه الأول. لذا استوجب علينا الأمر، تمحيص الأفكار جيداً ليظل «لكوبل» على نفس المستوى الذي كان عليه في السنة الماضية، يلقى استحسان المشاهد المغربي وإعجابه. فالفكرة المثارة في ثلاث دقائق أو أربع، كانت تكتب في يوم أو يومين لتخرج إلى حيز التطبيق وتبث أمام المتلقي. ولكن صعب جداً أن نخلق البسمة في هذه الظروف التي حل بها شهر رمضان من مشاكل سياسية وفاجعة بورگون. { كيف هي علاقتك ب «الشعبية»، «كبور» و «لحبيب» في الواقع (خارج «لكوبل»)؟ علاقة «جد، جد جيدة» وجميلة للغاية. كنت أعرف دنيا بوطازوت من قبل، هي ممثلة بارعة سبقتني في تجربتي على المسرح، وكنت من أشد المعجبات بها، وعندما احتككت بها أكثر، أثناء تصوير الجزء الثاني من «لكوبل»، زاد إعجابي لها، فهي حقاً إنسانة رائعة. أما هيثم مفتاح فهو أخي وصديقي، درسنا سوياً بالجامعة واجتمعنا معاً في ورش المسرح عند الأستاذ حميد مرشد. وبالنسبة لحسن الفد، فهو على رأسهما معاً، فهو أستاذي، صديقي، أخي وأبي الروحي. تعلمت منه الكثير ولازلت أتتلمذ على يديه. { كيف استطاعت «سميرة» أن تنتقل من الدراما إلى الكوميديا؟ ليس انتقالاً. بداية، أنا أشتغل بالمسرح أكثر من الدراما والكوميديا، ومن تم أكتسب توازنا بين هذين النوعين، غير أن الجمهور لم تتسن له معرفتي إلا مؤخراً من خلال الدراما والكوميديا في السنتين الأخيرتين 2013 و2014، بفضل مشاركتي في «راس المحاين» و «لكوبل». والممثل هو الذي يوازن بين الحالات. { أين تجدين نفسك أكثر؟ أفي الدراما أم الكوميديا؟ أعيش كل حالة بلحظتها، وأجد الراحة فيهما معاً. في بعض الأحيان، أرتاح في الدراما كدراما، ولكن حسب الشخصيات المحددة. { هل أنت راضية عما حققته إلى حد الساعة؟ الحمد لله، الفضل كله لله سبحانه وتعالى. راضية كثيراً وأنا محظوظة مقارنة ببنات جيلي، وراضية أكثر عن نفسي وكل هذا بفضل الله ورضى الوالدين. { أسبقَ وتعرضتِ لأية انتقادات؟ «ضروري» من وجود الانتقادات. فالإيجابية تشجع، والسلبية البناءة تجعل الإنسان يستفيد. والمشكل المطروح الآن، أن الجميع صار يدعي المعرفة بالتمثيل والفن والإعلام والرياضة.. لذا فالإنسان الذي سيوجه لي النقد يجب أن يفهم في المهنة لكي أستطيع أن آخذ برأيه. وأولا وأخيراً، الجمهور هو المقياس. { هل «سميرة» تحرص على متابعة جميع أعمالها وقت البث؟ لا، ليس دائماً. فالوقت ضيق في رمضان، ومتابعتي لأعمالي أو لأعمال الآخرين مسألة وقت فقط. { أمنَ الممكن أن تطل «سميرة هشيكة» على جمهورها من خلال مجال آخر، غير التمثيل والتأليف؟ نعم، ربما. فأنا أنشط الأمسيات والحفلات وحتى المهرجانات. { ما جديدك؟ مستقبلا، لدي عملان مسرحيان، إن شاء الله، الأول: رفقة إلهام وعزيز، حميد مرشد وفتيحة فخفاخي، أما الثاني فلن استبق الاعلان عه لن «أحرق» مفاجأته. { كلمة رمضانية. شهر مبارك، نسأل الله العتق من النار في هذه الأيام العشر الأخيرة، والمغفرة من الذنوب، والرحمة لكل أمواتنا وأعزائنا.