أكدت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية، ميكاييل جان، أن المغرب يضطلع بدور هام للغاية في الدفاع عن قيم الانفتاح، والتسامح والتعايش بين الثقافات والأديان، التي تحملها المنظمة. وأضافت ميكاييل جان في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،عشية الزيارة الرسمية التي تقوم بها للمغرب (8 -11 ماي) الأولى لها لمنطقة المغرب العربي منذ انتخابها على رأس المنظمة الدولية للفرانكوفونية في نونبر 2014 ، أن المملكة والمنظمة، تخوضان نفس المعركة ضد قوى التدمير والتطرف، والمنظمات الارهابية التي تهدف إلى «نسف قيمنا وتضامننا وتقسيم مجتمعاتنا». وقالت إن المغرب «يلعب دورا طلائعيا في التعبئة الضرورية لمواجهة التهديدات والهجمات على قيمنا»، مشيرة إلى ان هذا الالتزام يعد ضروريا من اجل تماسك البلدان والمجتمعات. واضافت «أحيي كل هذا العمل الذي يقوم به المغرب في مواجهة التطرف العنيف للشباب، ومن اجل النهوض بالحوار بين الثقافات والأديان»، مبرزة الدور القيادي الكبير الذي تضطلع به المملكة في هذا الميدان . كما سلطت الضوء على التعاون الفعال للمغرب وعلى استثماراته بالقارة الافريقية، فضلا عن مساهمته من اجل مزيد من الاستقرار في العالم وفي الفضاء الفرانكوفوني. واضافت «اننا نرغب ايضا في الاستناد إلى التجربة الكبيرة للمغرب في مجالات الابناك، والابتكار والتربية» مشيرة إلى ان المنظمة الدولية للفرانكوفونية عهدت بمسألة تدقيق حساباتها الخارجية إلى المجلس الاعلى للحسابات بالمغرب، وهو ما يشكل عربون ثقة في مؤسسات المملكة. واعربت السيدة ميكاييل جان التي كانت قد قامت بأول زيارة دولة لها للمغرب سنة 2006 ، بصفتها حاكمة عامة لكندا، متبوعة بزيارة اخرى سنة 2012 عندما كانت تتولى منصب مستشارة جامعة أوتاوا، عن اعجابها بالاوراش المهيكلة التي يشهدها المغرب في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس» المهندس الكبير لما يتحقق في المغرب، و في الفضاء الفرانكوفوني، وخاصة على الصعيد الافريقي وغيره». واكدت الامينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ان هذه الزيارة الرسمية تهدف اساسا إلى تعزيز وتعميق الروابط بين المنظمة والمملكة، مشيرة إلى انها ستجري مباحثات مع مسؤولين مغاربة تتناول مختلف قضايا التعاون بين الجانبين، كما ستلتقي فاعلين اقتصاديين، ومن المجتمع المدني . واضافت انها ستقوم ايضا بزيارة للقطب التقني بالرباط (تكنوبارك) و(غرين انيرجي بارك) لبنكرير، فضلا عن مؤسسة تعليمية تنفذ اصلاح التعليم بالفرنسية، كما ستلتقي بفاعلين في المشهد الثقافي المغربي. كما ستشارك في الاجتماع السابع عشر للوكالة الجامعية للفرانكوفونية التي تضم ازيد من 800 مؤسسة جامعية بالقارات الخمس. من ناحية اخرى اكدت ميكاييل جان ان المنظمة الدولية للفرانكوفونية جد نشطة في المغرب من خلال برنامج مخصص بالكامل لدعم ومصاحبة المقاولات في عدد من الفروع المحددة من اجل تعزيز القدرات والكفاءات. وقالت في هذا الصدد « نولي اهمية خاصة لمشاريع الشباب والنساء التي لها تأثير فوري على نمو الناتج الداخلي الخام للبلاد. واعلنت ان المنظمة بصدد نشر حاضنات ومسرعات للمقاولات الصغرى والمتوسطة ب13 بلدا افريقيا، مع دعم الفضاءات التعاونية لفائدة المقاولين. وعلى صعيد آخر أكدت الامينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ان المغرب الذي نظم بنجاح مؤتمر (كوب 22 ) انكب على الفور على قضية تمويل المشاريع المنبثقة عن اتفاق باريس ، وبالجانب المفضل لدى المنظمة والمتمثل في الملاءمة مع التأثيرات المدمرة للاحتباس الحراري. واشادت في هذا الصدد بالتزام المغرب لفائدة الدول الجزيرية الصغرى، والبلدان الصاعدة، وتلك السائرة في طريق النمو أو الاقل تقدما. وذكرت ميكاييل جان بأنه منذ قمة الارض بريو دي جانيرو سنة 1992 ، استطاع معهد الفرانكوفونية من اجل التنمية المستدامة، الذي يعد هيئة تابعة للمنظمة ، مصاحبة كل المؤتمرات حول المناخ، من خلال تكوين المفاوضين، وانتاج مضامين تربوية اساسية من اجل مشاركة تامة لبلدان الفضاء الفرانكوفوني في الملتقيات الكبرى، حيث تتخذ قرارات هامة، وتجري مباحثات حاسمة. وذكرت بأن المنظمة الدولية للفرانكوفونية كانت قد شاركت بفعالية في مؤتمر (كوب 22 ) بمراكش، من خلال تنظيم اربعين حدثا (مؤتمرات وزارية ،ندوات، ورشات)، مشيرة إلى أن المنظمة التي صاحبت المغرب في اعداد وتنظيم هذا المؤتمر ستواصل العمل من أجل ضمان المتابعة.