أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، أول أمس الخميس بأبيدجان، أنه بفضل مقاربة متعددة الأبعاد في مجال مكافحة الإرهاب، يساهم المغرب بفعالية في توطيد السلم والأمن بإفريقيا. وقال لوديي الذي يشارك في الدورة السادسة لاجتماع وزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، إن «هذه الاستراتيجية الشاملة متعددة الأبعاد التي اعتمدها المغرب مكنت من المساهمة في توطيد الأمن والاستقرار بالقارة، وفي إطلاق العديد من مشاريع التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية في إطار الشراكة جنوب –جنوب.» وأبرز لوديي أن السلم والأمن يعدان قضيتين أساسيتين بالنسبة لمستقبل إفريقيا، معتبرا أنه من دون أمن، لن تكون إفريقيا قادرة على الاستغلال الأمثل لمؤهلاتها. وأكد في هذا الصدد، أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لمواجهة التهديد الأمني، وإنما يتعين النهوض بمقاربة متعددة الأبعاد، تدمج في الوقت ذاته تدابير ملائمة للدفاع والأمن، وكذا آليات وتدابير تحفز النمو الاقتصادي والتنمية البشرية والمستدامة والحفاظ على الهوية الدينية. ونوه الوزير المنتدب بالمناسبة ذاتها، بالعودة التاريخية للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي وطلب المملكة الانضمام للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مشيرا إلى أن هاتين المبادرتين تعكسان التوجه الإفريقي للمغرب وعزمه الراسخ على الدفاع عن مصالح القارة. وأوضح أن «الأمر يتعلق بخيار استراتيجي أطلقه جلالة الملك محمد السادس للنهوض بالتعاون جنوب-جنوب يتجسد أساسا في مشاريع ملموسة في المجالات ذات الأولوية للتنمية البشرية والمستدامة، والمساهمة الدالة لتعزيز القدرات الأمنية للدول الشقيقة والصديقة.» وأضاف لوديي أن المملكة لن تدخر جهدا لاستكمال إرساء الإطار المؤسساتي لتجمع دول الساحل والصحراء بالنظر إلى الدور الذي تضطلع به هذه المنظمة، باعتبارها فضاء إقليميا، في تضافر جهود الدول الأعضاء من أجل تعاون فعال في مجال مكافحة الإرهاب وكذا في مجال التنمية». وشدد على أن «رهانات السلام والأمن لا تعرف حدودا، ومن الضروري أن تقوم المنظمات الإقليمية الإفريقية بدور فعال في تعزيز الأمن بقارتنا.» وأبرز أنه «من واجبنا إذن رص الصفوف لنكافح سوية التهديدات الأمنية، والتغلب على ظاهرة الإرهاب وإرساء سلم مستدام»، منوها بالمناسبة بإحداث مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب الذي ستحتضن مقره مصر مستقبلا. ويمثل المغرب في هذا الاجتماع، وفد هام من الخبراء يقوده عبد اللطيف لوديي، وسيمكن الاجتماع، المنظم على مدى يومين تحت شعار: «جميعا ضد الإرهاب، من أجل الأمن والتنمية»، من تقييم تنفيذ توصيات الدورة السابقة المنعقدة في شرم الشيخ بمصر، وبحث حالة تقدم مشروع إحداث مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب. ويهدف تجمع دول الساحل والصحراء، الذي تأسس عام 1998 في طرابلس، والذي يضم حاليا 28 بلدا، إلى الاستجابة للانشغالات الخاصة لأعضائه، خاصة في ما يتعلق بالسلم، والأمن والتنمية المستدامة.