تمثل شبكة «مدرسة.كوم»، وهي مبادرة لمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية من أجل التربية والبيئة تروم بناء وتجهيز وتدبير عدد من المدارس موزعة على مجموع التراب الوطني، تجسيدا لانخراط المقاولات المواطنة لفائدة التعليم الأولي في الوسط القروي. وحسب وثيقة تم تعميمها على هامش الندوة الدولية الثانية حول التعليم الأولي، المنظمة يومي 2 و 3 ماي بالرباط، حول موضوع «تعميم التعليم الأولي بين الجودة والإنصاف»، تتوخى هذه المبادرة الطوعية، التي تم إطلاقها سنة 2000، دعم جهود المغرب في مجال النهوض بالتمدرس في العالم القروي، حيث يتم استغلال الأطفال صغار السن في الأعمال ذات المردودية الفورية لمساعدة عائلاتهم المعوزة. وتروم برمجة التعليم الأولي في شبكة مدارس «مدرسة.كوم»، من خلال تمدرس الاطفال ابتداء من 4 و5 سنوات، من جهة، محاربة اللاتمدرس المبكر للأطفال، ومكافحة عمل الأطفال صغار السن من جهة أخرى. وتشير الوثيقة إلى أن النتائج دالة، ففي غضون 17 سنة، شيدت المؤسسة 63 مدرسة تغطي مجموع التراب الوطني، تتوفر جميعها على أقسام أولية بمعدل 25 إلى 30 طفلا في القسم، مشجعة بذلك تمدرس 1500 طفل في السنة في الأقسام الأولية، حيث قارب عدد المستفيدين من التعليم الأولي إلى حدود الآن 22 ألفا و500 طفل. ويؤطر هؤلاء الأطفال حوالي 60 مربيا متخصصا يستفيدون بشكل مستمر من دورات تكوينية وتتبع خبراء في المجال وفرتهم المؤسسة. ويستفيد تلاميذ التعليم الأولي، على غرار تلاميذ التعليم الابتدائي، أيضا من كتب وأدوات مدرسية ووسائل رقمية تمنحها المؤسسة بشكل مجاني. وعلى المستوى التربوي، وباعتبار مدارس شبكة «مدرسة.كوم»تتمتع بوضع مدارس عمومية متعاقدة وتمثل مختبرات للتجريب البيداغوجي، أدرجت المؤسسة في الأقسام الأولية أنشطة بيداغوجية متجددة تهم السبورة التفاعلية والحقيبة البيداغوجية وأنشطة بيئية واستعمال اللغتين الأم، العربية والأمازيغية، ولغات أجنبية. وتم إغناء الحقيبة البيداغوجية، التي تم إعدادها خصيصا للأقسام الأولية، خلال سنة 2017 ليتم تقديمها في صيغة محينة. وفي إطار عملها الاجتماعي على المستوى الدولي، أعدت مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية برنامجا للنهوض بالتربية في العالم القروي في عدد من البلدان الإفريقية، وهم هذا البرنامج الذي يتيح للأطفال المنحدرين من أوساط فقيرة خدمة تربوية ذات جودة، في مرحلة أولى، السينغال ومالي والكونغو. واستطاعت مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية أن تدخل إلى العالم القروي تعليما أوليا عصريا ومنفتحا يندرح في إطار مشروع تربوي متماسك يتمحور حول الطفل، ويراهن بالأساس على الجودة والنجاح. كما يأخذ بعين الاعتبار الإنصاف بين الذكور والإناث في التسجيل في مدارس الشبكة (50 في المائة من الإناث).